والدي المفدى ، أنا أقدر فيك النبل الفريد و التضحية العظمى ، و أكبر فيك سنوات عمرك التي أفنيتها في الدراسة و البحث و الخدمة المخلصة للغة العربية ، كما اعتز باسمك و مكانتك الأدبية و الاجتماعية بين الناس .
والدي الغالي : أعرف أن طلابك يتناثرون كالنجوم في كل مكان يذكرون جميلك و أفضالك عليهم و يحلفون بالله ما مرّ عليهم شخص بطيبك و ذكائك و تمكنك من مهنتك و مادتك وقوة شخصيتك و اعتدال معاملتك و مرح روحك .
والدي الطيب : أعتز بأن في بيتنا غرفة مستقلة للمكتبة التي جمعتها طول عمرك – مد الله فيه – و على جدرانها تزهو شهادات الشكر و دروع التقدير …
لكن أيها الحبيب الأثير اعذرني فلن أصبح معلماً مثلك …..
حدقتُ في عينيه الجميلتين فنكس رأسه خجلاً و قد شعر بأنه جرحني ، فقلت : لماذا يا ولدي ؟
قال : ببساطة انظر إلى أية مهنة أخرى تجد دربها قصيراً لا يحتاج لعناء الدراسة و مستقبلها مضمون و طموحاتك فيها تتحقق بلمح البصر و يتدفق عليك المال من حيث لا تحتسب و لا أحد يسأل عن غيابك أو تأخرك و لا يرهقك مدير و لا وكيل و لا طالب و لا ولي أمر و لا تبقى مكانك راوح طول العمر ، ولا يكون تعويض تقاعدك لا يسمن و لا يغني من جوع ..
و لا تنساك الحكومات و الوزارات عندما يتحقق النجاح على يديك و لا يتهمونك بالتقصير عند حدوث أزمة تربوية فكأن لنجاحك مئة أب ، أما الفشل فيلصقونه بك كأنه لقيط رموه عليك ..
انعقد لساني و قلت له : هكذا إذاً ؟؟؟ قال بخجل : أجل أيها الوالد العزيز و إن كان لديك جواب يقنعني بغلط كلامي و تدافع به عن واقع حالك فافعل ..
حتى الآن لم أردّ عليه و قد اختار طريقاً جديدة غير درب أبيه ..
الكرة في مرماكم لتسعفوني في الدفاع عن واقعنا و مهنتنا حيث استنصركم عليه فهل من نصير ؟.
|
حالي من حالك استاذي الفاضل
لي ستة ابناء وبنات .. لم يقبل إي منهم على أن يكون معلماً .. لذات الأسباب التي ذكرها ولدك ..
وأسباب هروب الأبناء من دخول مجال التعليم كثيرة ..
وفقنا الله وسدد خطانا إلى كل خير لأبنائنا
انا اصبح معلم !!!
وفي اخر سنه دراسية بل في اخر شهر دراسي تتغير ظروفي وتجبرني على البقاء بجوار المنزل لا استطيع البحث عن وظيفة اخرى ولان وظيفة المعلم هي الوظيفة الوحيدة التي بجانب المنزل (الميزة الوحيدة الحميدة لهذه الوظيفة ) قررت الدخول في هذه المهنة الشاقة ، تغير مفهومي عنها واحببتها بصراحه ،لقد عملت بجد ليل نهار لاثبات وجودي في هذه المهنة وبالفعل اثبت وجودي واصبح مقامي في المدرسة مقام المدير، لكن بعد فترة 4 سنوات وبعد هذا العمل الجاد ينقلب المدير ، يسلب جميع انجازاتي يوقف مشاريعي يخالف ارائي . . . . . الخ
و من جهه اخرى قرارات الوزارة او المنطقة التعليمية التي نراها كلها من صالح الطالب واين نحن من هذه القرارات لم نسمع في يوم تكريم لهذه المهنه او الوظيفه …………………………………….
يؤسفني أن طغيان النظرة المغرقة في المادية وغياب التربية القيمية الراسخة في أبنائنا وعوامل كثيرة ساهمت في صناعة ثقافة ((ولم يؤت سعة من المال)) وثقافة (( ياليت لنا مثلما أوتي قارون))
هذه الثقافة التي نشرتها وسائل إعلام وسقتها ممارسات من لم يشعروا بمسؤوليتهم فينصفوا هذا المعلم إذ غدا التعليم مهنة لمجرد التكسب ولم يعد رسالة بل مهنة من ليس له مهنة وتفشت منهم ممارسات الجُشَّعِ اللُّهَّثِ…… في هذا الجو الكئيب ضاع أثر أصحاب الرسالة من كرام المعلمين وحملة الأمانة
فما المخرج أيها الأحبة والحال ينذر بالأسوء والأخطر؟؟؟؟
جميل أن يكون الإنسان رجلاً بين الصغار ، لكني لا أظن المعلم صغيراً بين الكبار .
شكراً لتفاعلكم مع ما طرحناه .
|
شكراً لمروركم على المساهمة و تفاعلكم مع ما جاء فيها ، آملاً أن يبقيكم الله ذخراً لستة الأبناء و البنات و أن تقر بهم عينك ، و لا تجزعي على مهنتنا فستبقى الأجيال تترى على دربها و تكمل الرسالة .دمتم بخير و عافية .
للتعليم كثير من الإيجابيات و ليس إيجابية قرب مكان العمل ، و الأفضل ان يختار المرء مهنته بقرار و قناعة أفضل من أن يختارها بضغوط و اضطرار على مبدأ من قال :
إذا ضاقت بنا سبل الحياة ِ / و أفلسنا نصير معلمينا
آملاً لك أطيب المنى .
شكراً لتعقيبكم الإيجابي على الموضوع ، و لوضعكم اليد على الجرح و هو الإنصاف المطلوب للمعلم . أخي الكريم في اليابان و بريطانيا و هما دولتان حضاريتان يعطون للمعلمين ثلاثة أشياء :
راتب و معاش الوزير ، و هيبة القاضي ، و سلطة الأمن .
و هم بذلك ينصفونه ليؤدي رسالته و يحفزوا الأجيال الجديدة على اللحاق بمواكب المعلمين الذين جعلوا بريطانيا سيدة العالم و اليابان رمز تقدمه و صموده . أما نحن فحسبنا الله و نعم الوكيل .
لكم منا وافر الامتنان و الشكر
لا تعليق !!
|
مروركم و عبارتكم تعليق مفصل ، أهلاً بك اخي الكريم .
كنت هنا .. وقرأت صدق المشاعر المنتمية إلى هذه المهنة و هذه الأمانة التي بين أيدينا فأحببت أن تكون لي بصمة الاطلاع و التأييد
أعاننا الله و إياكم على تأدية ما اتمنا عليه
تحياتى
رؤى لجين
أهلاً بمروركم ، و شكراً لتأييدكم ، أعاننا الله على حسن أداء رسالتنا و تجاوز عوائق الاستمرار و لندع الجيل الجديد في هامش الحرية الموجهة و المراقبة عساه يفلح . راجياً لكم الفضل و العافية أختي الكريمة .