——————————————————————————–
تاريخ متلازمة داون
ربما يتبادر الى ذهن القارئ سؤال مفاده : هل وجدت حالات متلازمة داون مع الانسان منذ لحظات وجوده الأولى ؟ أم أنها حالة طارئة نشأت ووجدت في العصور الحديثة فقط ؟
يجزم الباحثين بوجود متلازمة داون منذ العهود الماضية مستدلين بما يلي :
– نتائج الحفريات التي تم العثور على جماجم للسكسونيين يرجع تاريخها الى القرن السابع تشبه بنيتها وتركيبتها بنية وتركيبة الأشخاص ذوي متلازمة داون
– مشابهة الملامح الوجهية للتماثيل الصغيرة التي نحتت ابان الحضارة الأولمية قبل حوالي 3000 سنة لملامح الأشخاص ذوي متلازمة داون
– مشابهة ملامح بعض الصور الزيتية التي رسمت خلال القرون الماضية لملامح الأشخاص ذوي متلازمة داون .
ولكن على الرغم من كل هذا الا انه لم ينشر أي تقرير موثق عن الأشخاص ذوي متلازمة داون قبل القرن الثامن عشر لعدة اسباب
,وهي قلة وجود المجلات الطبية في تلك الحقبة من الزمن
– قلة عدد الباحثين الذين اهتموا بالأطفال ذوي الإعاقات الذهنية والمشكلات الوراثية في ذلك الحين .
– شيوع الامراض الأخرى المعدية وامراض سوء التغذية في ذلك الوقت مما جعلها تحجب الاهتمام بالامراض الوراثية ومشكلات التشوه
– أن نصف الامهات فقط كن على يبقين على قيد الحياة بعد سن الخمس والثلاثين عند منتصف القرن التاسع عشر كما أن معظم الأشخاص ذوي متلازمة داون الذين ولدوا آنذاك من المحتمل أن يكونوا قد ماتوا في طفولتهم المبكرة نتيجة الاهمال.
نسبة حدوث متلازمة داون عالميا ومحليا :
لم تتفق كل الدراسات التي اجريت لمعرفة نسبة حدوث حالة متلازمة داون من بين حالات الولادة الطبيعية في الوصول الى نسبة محددة تصلح لأن تعمم على كل بقاع العالم .
فمثلا تشير بعض الدراسات الى حدوث متلازمة داون في كل 1000 حالة ولادة طبيعية وبعضها تشير الى حدوثها في كل 800 حالة ولادة طبيعية وبعضها يشير الى حدوثها في كل 700 حالة ولادة طبيعية وبعضها في كل 600 وبعضها في كل 554 . الى غير ذلك . المهم في الأمر أنها تدل جميعها على نسبة لايستهان بها بل يجب اعداد العدة لمواجهتها .
وتشير الاحصائيات التي اجريت في الولايات المتحدة الامريكية الى ازدياد نسبة الاصابة بمتلازمة داون حيث لوحظ أنه يولد بها سنويا مايعادل 4000 – 6000 طفل ذوي متلازمة داون وأن عدد الأشخاص ذوي متلازمة داون في الولايات المتحدة المريكية بلغ مايزيد على 250000 الف شخص . وعلى مستوى المملكة العربية السعودية تشير الاحصائيات الأولية الى حدوث متلازمة داون في كل 554 حالة ولادة طبيعية ويمكن تقدير الحالات في المملكة مابين (17000- 20240 ) الف حالة
الخصائص النمائية
من المعلوم للجميع أن الأطفال العاديون يختلفون كثيرا فيما بينهم في معدل نموهم الجسمي والعقلي والحركي فبعضهم يكتسب هذه الأمور النمائية بسرعة وبعضهم يكتسبها متأخرا بينما البعض الآخر يتوسط بين هؤلاء واولئك .
كما يختلف معدل النمو الجسمي والعقلي والحركي كثيرا بين الأطفال العاديين ونظرائهم ذوي متلازمة داون إذ أن الأشخاص ذوي متلازمة داون يكتسبون المهارات سالفة الذكر ببطء أكثر من أقرانهم العاديين بالاضافة الى أن الأطفال ذوي متلازمة داون كغيرهم يختلفون كثيرا فيما بينهم في معدل النمو الجسمي والعقلي والحركي . ويمكن القول على وجه الاجمال بأن كل طفل له شخصيته المميزة والفريدة .
ويعزى الاختلاف في معدل النمو لدى الأشخاص ذوي متلازمة داون الى :
1- عوامل وراثية
2- عوامل عرقية
3- عوامل غذائية
4- الأداء الهرموني
5- وجود شذوذ خلقي اضافي
6- عوامل صحية أخرى
7- ظروف بيئية معينة
وبناء على ماسبق من اختلاف معدل ودرجة النمو بين الأطفال ذوي متلازمة داون فيتوقع أن يكون الطفل ذو الحالة الذي يعاني من مشكلات في التغذية كصعوبة المص (الرضاعة) والبلع بالاضافة الى صعوبة القضم والمضغ بالاسنان ، أقل وزنا وأضعف صحة ممن لايعاني من هذه المشكلات
. وكذلك ناقصي التغذية والمصابين بنقصان هرمون الغدة الدرقية والذين لديهم هرمون انقاص الوزن والذين يعانون من مرض القلب الخلقي القاسي ، كل هؤلاء يتوقع أن يكونوا أصغر وأقل وزنا من غيرهم
. وكذلك الطفل ذو الوالدين الطويلين يتوقع أن يكون أطول من المعروف لذوي الحالة ، وعموما فإن معدل الطول الذي يمكن توقعه للشخص البالغ من ذوي متلازمة داون يتراوح تقريبا مابين 140سم الى 162.5سم ، أما الأنثى البالغة من ذوات متلازمة داون فيتوقع أن يتراوح طولها تقريبا مابين 132.5سم الى 5705سم .
وفيما يتعلق بنمو المهارات الحركية للأطفال ذوي متلازمة داون
فانها تنمو ببطء وتحتاج الى تدخل مبكر حتى تنمو على الوجه المطلوب والسبب في ذلك يكمن وراء عوامل عديدة منها :
– المشكلات الخلقية في القلب أو الجهاز المناعي أو العصبي أو الغدة الدرقية وغير ذلك
– مشكلات بيئية
– مشكلات بيولوجية
وعن التوقعات حول النمو العقلي للأطفال ذوي متلازمة داون فإن الدراسات المعاصرة قد أثبتت
أن المعلومات السابقة عن درجة العوق الذهني لدى متلازمة داون في أنهم غالبا يعانون من عوق ذهني شديد وان القدرة العقلية تنحدر تدريجيا مع تقدم العمر غير صحيحة . فقد اثبتت الدراسات المعاصرة أن درجة العوق الذهني لديهم تختلف بدرجة كبيرة من شخص لآخر وأكدت أن الغالبية العظمى من متلازمة داون تقع في المستوى الخفيف الى المعتدل من درجات العوق الذهني . كما أن بعضهم يكون أداءه الذهني على الحدود في حين أن القلة منهم تعاني من العوق الذهني الشديد .
(معدل اكتساب الأطفال ذوي متلازمة داون بعض المهارات مقارنة بالأطفال العاديين ).
لاتوجد معلومات يمكن الاعتماد عليها في هذا الجانب عن العمر المتوقع للأشخاص ذوي متلازمة داون لكن قد تبين جليا خطأ المعلومات التي كانت سائدة في بداية هذا القرن من ان العمر المتوقع لذوي متلازمة داون هو حوالي تسع سنوات اذ أصبح الأشخاص ذوي الحالة الآن يعيشون لفترة أطول مما كان يتوقع سابقا وارتفع معدل العمر المتوقع لديهم ليصل الى
خمسين سنة
وان واحد من كل عشرة أشخاص من ذوي الحالة يتوقع أن يبلغ عمره الى
سبعين عاما
() والسبب في ذلك بعد الله سبحانه وتعالى هو تطور العناية والرعاية الطبية بذوي الحالة وتحسن أوضاعهم الأسرية والاجتماعية مما كان له بالغ الأثر في زيادة أعمارهم لتصل عند كثير منهم الى مابين اربعين الى ستين وقد تجاوز بعضهم هذه السن .
وشجعني كل المشاركة
جزاج الله خير
اختك حذامي
.
.
أشكركِ على هذه المشاركة الطيبة
وأترقب كل ما هو جديد منكِ
.
.
والسموحة