تخطى إلى المحتوى

هل أنت عصامي أم عظامي ؟؟ 2024.

  • بواسطة
<div tag="2|80|” >
هل أنت عصامي أم عظامي؟؟
الشخص العصامي : هو الشخص الذي يبني نفسه ينفسه دون الاعتماد على غيره ، أما العظامي: فبالعكس هو المعتمد عادة على والد ه في كل شيء وهو بالأصح الشخص الإتكالي وهو الشخص الذي يستعظم الأمورويستصعبها، هذا الشخص غالبا ما يفشل في زواجه وفي تربيته لأولاده وفي عمله لأنه لم يتعلم الاعتماد على نفسه ولم يتعود على تحمل المسئولية ، فزوجته تشتكي منه كثيرا لأنه لايهتم بها ولا بأولاده ، فعادة يترك مسئولية البيت عليها ، وهي كامرأة لاتستطيع أن تقوم بدور الرجل أو الأب ، لذا فإني تطرقت إلى هذا الموضوع لتفكر الفتاة المقدمة على الزواج بأن تتحرى هل فتى أحلامها عصامي أم عظامي ، لأن مرحلة اختيار الزوج أو الزوجة من أدق المراحل التي يمر بها الإنسان في حياته فإن أحسن الاختيار سعد هو وأسعد غيره من أولاده وإن أساء الاختيار شقي وأشقى غيره0
هناك أمثلة كثيرة للعصاميين الذين مجدهم التاريخ وحفرت أسماؤهم بمداد من نور أمثال الرسول الكريم محمد –صلى الله عليه وسلم – فقد كان راعي غنم وأبراهام لنكولن محرر العبيد وأحد رؤساء أمريكا كان والده ووالدته فقيرين لايجدا قوت يومهما وكانوا يعيشون في كوخ صغير حقير ،و شكسبير الكاتب الروائي الانجليزي الشهير ولد من أب جزار مفلس وأم جاهلة لاتعرف القراءة ولا الكتابة ، وبيتهوفن كان والده سكيرا ووالدته مسرفة متلافة ، وشوبير ولد لأب فلاح فقير وأم تخدم في البيوت ، وعالم الطبيعة ميشيل فارادي شهد النور في إسطبل لأب حداد مريض ، وأم مناكفة لاتكف عن الشجار( عن كتاب مشاكلنا النفسية معروف زريق ص131 )0
هذه نماذج مختصرة أتينا بها لأناس أمضوا حياتهم في الكد والتعب والنصب وبنوا أنفسهم بأنفسهم دون أن يعتمدوا على غيرهم ومثلهم كثير في مجتمعنا مثل الشيخ صالح الراجحي –الله يرفعه بالعافية – يروي قبل مرضه قصة كفاحه وتعبه حتى وصل إلى ماوصل إليه من الثراء بعرق جبينه وهو مثال يحتذى للشخص العصامي يقول : كنت أعمل حمالا في سوق المقيبرة قبل هدمه ، وقد حملني أحد المتسوقين أحشاء خروف( الكبد والقلب والمصارين والرئتين) وقد وضعتها في زنبيل الحمالة ووضعتها على رأسي فسال الدم على رقبتي وكتفي فحز ذلك في نفسي فهلت من عيني دمعة ، فلما أوصلتها إلى بيت المتسوق رحمني وأعطاني خمسة ريالات بدل ريال واحد ، هذه بداية تجارة هذا الرجل العظيم الذي ملأ اسمه البر والبحر والجو ، أما باعشن فهو رجل عصامي آخر كان يذهب للمجزرة ويجمع عظام الغنم المذبوحة ويضعها في قدر ويصب عليها الماء ويضع عليها علبة صلصة وملح ويطبخها ويذهب للخباز ويشتري منه خبزا ثم يذهب لسوق الأواني ويشتري صحونا أو بوادي صغيرة وعندما يجهز الكل يذهب به عند البوابة التي تقف عندها الأوتوبيسات التي تقل عمال ارامكو في الظهران فيضع قدره على الأرض ويجلس بجانبه ثم يأتي العامل وقت الغداء ويعطيه صحنا وخبزة بريال واحد فيتناولها العامل ويعود لعمله ، أما الكعكي فكان يبيع كعكا ، واغلب التجار الذين نراهم اليوم عصاميون بدأوا تجارتهم بمشاريع صغيرة حتى وصلوا إلى ما وصلوا إليه من ثراء ونعمة ، أما خالد التركي فكان يعمل فراشا في إحدى ورش ارامكو في الظهران يمسح الآلات فقط وينظفها ، فتوقفت إحدى الآلات يوما مافحاول الأمريكي إصلاحها فعجز فتقدم خالد وطلب من الأمريكي أن يسمح له بإصلاح الآلة فسمح له فأصلح الآلة فصارت تعمل ، فتعجب الأمريكي منه وأوصى بابتعاثه لأمريكا فابتعث وعاد للوطن حاملا معه أرقى الشهادات المقرونة بالخبرة العملية ،وصار رئيسا للقسم الذي كان يعمل فيه هذه نماذج لأناس عصاميين بنوا أنفسهم بأنفسهم ولكني لاأعرف عظاميا أشتهر بمثل ما أشتهر به هؤلاء ، وهذا مثال آخر : وهذه امرأة أمريكية كانت تكتب على الآلة الكاتبة وهذا عملها مع غيرها من الكاتبات الأخريات والمشكلة التي تواجهها هي وغيرها أنه لايوجد معهن طامس أبيض ( لكود) يمسح الأخطاء التي يقعن فيها فيضطررن إلى أن يعدن أي صفحة يخطئن فيها ، تنبهت هذه المرأة إلى أمر بسيط يمكن أن يحل هذه المشكلة وهو طلاء الأظافر على الرغم أنه لونه أحمر إلا أنها استطاعت أن تمزج معه مادة بيضاء ليتحول إلى اللون الأبيض ، ثم بدأت باستخدامه فحل لها هذه المشكلة ، ثم بعد ذلك صارت تطبع في اليوم عددا كبيرا من الأوراق مما لفت انتباه زميلاتها ، فاطلعتهن على اكتشافها العجيب ، ثم صارت تضع هذه المادة الطامسة في زجاجات صغيرة وتبيع الزجاجة ب5دولارات لكل واحدة تطلبه منها، ثم بعد فترة اشتهرت هذه المرأة فقامت إحدى الشركات المنتجة بشراء هذا المنتج منها ب250 ألف دولار وتبنت هذه الشركة انتاجه وصار يباع في مختلف بقاع الأرض ، والآن أخي القاريء هل تحب أن تكون عصاميا أم عظاميا ،؟؟ العصامي عادة يضع في رأسه هدفا ويعقد العزم على تنفيذه ، ولا تهمه المصاعب التي سيواجهها أما العظامي فيصعب عليه تحمل الأمور لأنه معتمد على من يقدم له الخدمة باسهل الطرق لذا فنراه عادة متلافا للمال ينطبق عليه المثل العامي ( ماهان مدخاله هان مخراجه) ، وهذا مما يجعلة لا يحمل في نفسه هما ولا مسئولية ، طبعا من الصعب علي أن أعتبر أي شخص والده غني وموسر أن يكون عظاميا لابل يوجد مثل هؤلاء الأبناء ممن خدموا والديهم وحملوا أعباءتجارتهم عنهم وآباؤهم يحمدون لهم هذا الصنيع ، وقد تفرغ هؤلاء الآباء لأنفسهم وصحتهم وصاروا يتمتعون بما أنعم الله عليهم في هذه الدنيا من ثراء ونعمة وأبناء صالحين يحملون عنهم مسئولية العناء والتعب وهؤلاء هم الأبناء البرره فلمثلهم فليفخر الوطن ،والله ولي التوفيق 0

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.