تخطى إلى المحتوى

أمسية شعرية رائعة باتحاد الكتاب للقدس مدينة الثقافة العربية 2024.

  • بواسطة
من : محمود إبراهيم (أبو الزهراء)
الأحد 27/12/2017 الساعة 7:30 مساء باتحاد كتاب وأدباء الإمارات .

هيفاء قـلبي لم تقدر أنني…قلب تتوق لمثله الهيفاءُ
ولقد غزلت لها الحنين لعلها…تختال فيه الغادة الغيداءُ

– بحضور قنصل عام فلسطين الأستاذ / حسين عبدالخالق وعدد كبير جدا من الشعراء بلغ اثنين وعشرين شاعرا وشاعرة ولفيف من محبي الشعر والأدب بدأ الشاعر الناقد الأستاذ الدكتور /إبراهيم الوحش بتقديم تحية إكبار وإجلال لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ / خليفة بن زايد آل نهيان ولسمو رئيس الوزراء الفارس الشاعر/محمد بن راشد آل مكتوم ، والتحية الخاصة لراعي الثقافة والداعم والمحب للقدس سمو الشيخ الدكتور / سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة ، ثم وجه التحية لقنصل عام دولة فلسطين وللحضور الكريم ، وإلى ذلك بدأ مهرجان عروس المدن العربية بكوكبة من الشعراء العرب تقدمهم الشاعر السوري الشامخ شموخ النخيل الأنيق أناقة الزهر الرقيق الأستاذ/ عبدالرزاق درباس في قصيدة له بعنوان ( قارع الأجراس ) مستلهمةً من أحداث كنيسة المهد والتي قتلتْ فيها سلطاتُ الكيان اليهوديّ الغاصب الفلسطينيَّ قارعَ جرسِ الكنيسةِ بتاريخ 25/2/2017م ، تلاه الأستاذ / عبدالله الهدية من (الإمارات) الشاعر المعروف وكروان المحافل في قصيدة له عن فلسطين ثم الأستاذة / عطاف جانم من (الأردن) في قصيدة بعنوان ( ترابها يا نور ) وذكرت الشاعرة قصة ترابها يانور قبل البدء بإلقاء قصيدتها، والجدير بالذكر أن القصيدة تفوح منها رائحة العشق العدوية ولكن هذه المرة للتراب الفلسطينيّ . ولم تكد تنتهي الشاعرة حتى خرج علينا صوت شعريّ هادر هو الشاعر / مصعب ثروت من (مصر) في قصيدة بعنوان :انتفاضة المارد ، يقول في مطلعها:

يا لليل الظلم متى ترحل … أطفال في الأقصى عُزَّل

مشيرا إلى أن هذا المطلع من ارتجال شاعرنا الدكتور الوحش ، فاستأنس بهذا الارتجال ، مستكملا تلك الانتفاضة على طريق التحرير في زئير حانق وزفير حارق ، ثم تلاه الشاعر/ حسن الأحباء من (الإمارات) في قصيدة بعنوان : نخوة القدس ، من الشعر النبطي وقصيدة أخرى غناها باللهجة الإماراتية بعنوان : قدسنا تنعى ، ثم تلاه الشاعر الفذ صاحب المعاني الثرّة و الصور الرائعة والصدق الفني والطبيب الماهر والجراح الألمعيّ والحالم الآمِل ،متنبي الأمسية الأستاذ/ يونس ناصر من (العراق) في قصيدة بعنوان : حيوا معي القدس ، وكان مما جاء فيها :-

تبقى فلسطين تـاجا لعزتنا :: وليشربوا البحر إن شاءوا وان زعلوا
وألـف كلا و كلا ، لا عزاء لنا :: إلا وفوق تـراب القدس نحتفلُ

ثم تلاه الشاعر الرائع/ حازم التميمي من (العراق) بقصيدته : خجل اللبلاب و التي حفلت بالدراما والرمز تلو الرمز والصورة الممتدة والفكر العميق والأسلوب الرصين والإلقاء المعبر ، تلته الشاعرة / نعيمة حسن من (فلسطين) في قصيدة ( رسالة إلى أم الشهيد) تلاها الشاعر / رضيّع الزعابي من (الإمارات) في قصيدة نبطيّة ، ثم جاء الرقم الصعب في الترتيب وهو الرقم العاشر المتمم للعقد د/ أكرم جميل قنبس من (سوريا العزة والصمود) ليرسل قصيدته ( إيلياء ) كالسهم في فضاء عرس القدس فتتشنف له الآذان ، وتتعلق به العيون فصار متحكما في الصدى ورَجْع الصدى وكان مما جاء فيها :-

هيفاء قلبي لم تقدر أنني…قلب تتوق لمثله الهيفاءُ
ولقد غزلت لها الحنين لعلها…تختال فيه الغادة الغيداءُ

ثم تلاه الشاعر الفلسطيني / طلعت شعيبات في قصيدة عن القدس ( لا شيء يشبهك ) وهو من شعراء التفعيلة . وبعده جاء شاعرنا الرقيق جداً جداً والصاعق جداً د/ ماجد الأحمر من (سوريا) في قصيدته ( نداء من الأقصى ) والتي مطلعها :-

مالي أناديك لم تسمع ولم تقم…ولا عهـدتك في عـيّ ولا حمم
تنام ملء عيون غير مجهـدة …أغفت على حلم تغفو على حلم

ومجمل القصيدة نداء للنهوض . ثم تأتي في الترتيب الثالث عشر الشاعرة الراقية ، عذبة الأسلوب ، سهلة التعبير ، قوية العاطفة /بشرى عبدالله من (الإمارات ) وفي رسالة شعرية لا ينقصها الصدق تبتدرها بقولها : هذي الرسالة يا أخي ممزوجة بدم الأنين وتقرر في نهاية القصيدة ملخص الرسالة " أن الأقصى لنا " وننتقل معا إلى الشاعر الفلسطيني / حسن أبو ليلة في قصيدته ( نزف على جبين الكلمات ) يصوّر فيها واقع القدس وفلسطين وبذات النغمة وشعر التفعيلة أيضا يستكمل الشاعر / نصر بدوان من (فلسطين) نزف الكلمات بقصيدة عنوانها : دم على قميص الريح ؛ يشير فيها إلى عشق الوطن وعشق القدس مسترجعاً كل مفردات الوطن التي تربطه بها ، ثم يشير إلى صبرهم – أي الفلسطينيين – على الواقع المر والذي ما عاد أن يطاق !!..
ويتبعه الشاعر / عبدالكريم يونس من (سوريا) بنفس عنوان قصيدة د / أكرم قنبس :إيلياء ، وكانه يؤكد بل يؤكد مكانة المدينة المقدسة ، وحجمَ الزخم الدينيّ والعاطفيّ والقوميّ الذي يحمله كل فلسطينيّ وعربيّ ومسلم تجاه تلك المدينة ؛ عاصمة الثقافة العربية وعاصمة الدين والتاريخ!!
وهنا نتوقف مع الشاعر الإماراتي / حسن النجار خفيف الروح وخفيف الشعر في رباعياته والتي عرض فيها أربعة مشاهد من فلسطين على طريقة العرض "الكاريكاتوري" ثم تتوجه بعد ذلك الشاعرة / أسماء السامرائي شاعرة التفعيلة إلى منصة الشرف العربيّ في قصيدة لها ؛ توصِّفُ واقعَ الأرض المحتلة ، وتأملُ بالمستقبل خيراً وتنادي النشامى وأهلَ النخوة لتحرير الأرض والمقدسات والعرض ، يتبعها الشاعر الفلسطيني الرقيق المتصوّف/ محمد إدريس في قصيدته : يا قدسُ ، وهي من شعر التفعيلة كذلك فتجده قلبا وقالبا مخلوطا بالتراب الفلسطيني أو التراب الفلسطيني مخلوط فيه . ثم يخرج علينا الشاعر الملاّح في بحور الشعر، المصريّ الشاب الهادئ الرقيق الجاد الملتزم في دينه وشعره / السيد رمضان ، والذي بدأ إبحاره يقود شراع سفينه إلى القدس بقوله :-

قالت : أتسمع آهتي ونواحي…وترى دمي قد سال فوق جراحي؟

والقصيدة فيها شاعرية الفحول ، صاعدةٌ واعدةٌ ، ولا نكاد نصل لنهاية عرس القدس حتى تطالعنا جميلةُ وحنينُ !! أما جميلة : فهي جميلة الرويحيّ التي وصفت المشهد في فلسطين بغبار المحن ، لكن حنين ابنة جنين ناشئة الشعر فقد (سقطت يدها) حسب قصيدتها لهول ما رأت في أرضها المحتلة ، وليسدل الستار على العرس الشعري باتحاد كتاب وأدباء شارقة القواسم لتوأمها زهرة المدائن ، محققا الغرض الذي أقيم من أجله في التعلق بالأرض والمقدسات والعرض من خلال الشعر والشعراء وجمهور المتذوفين .


أبا الزهراء
سلمت يمينك أيها المشرف المتألق
لهذا الطرح المتميز والنقل الحي النابض
لك أصدق تحية وأبلغ تقدير من
أخيك طارق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.