تخطى إلى المحتوى

قصة ليلى والعلبة السحرية ^_* 2024.

الشارقة

" ليلى " و العلبة السحرية

دخلت معلمة الرسم غرفة الصف، طلبت من التلميذات الصغيرات أن يرسمن مشاهد أثرت في أنفسهن.
راحت ليلى تعبث بدفتر الرسم الذي أمامها، وتنظر بفتور إلى علبة الألوان. فتحت العلبة. وراحت تتأمل الأقلام ذات الألوان المختلفة. بدأت الطالبات الرسم بحماس، وراحت المعلمة تتجول بينهن.
أما ليلى، فقد تركت الدفتر والأقلام، وتسللت نظراتها عبر النافذة. كان رأسها الصغير يحمل ما لا تطيق طفلة في مثل عمرها أن تحمله. أما قلبها. فقد كان ممتلئاً بالحزن والألم.
وفجأة رأت عصفوراً صغيرًا يحط على نافذة الصف . راحت تتأمله فرحة مبتسمة. يبدو أنها نسيت الحزن والأفكار التي تملأ قلبها وعقلها. ولكن المعلمة ما لبثت أن انتبهت إلى أن ليلى لا ترسم كما تفعل زميلاتها.
سألتها المعلمة بلطف: لماذا لا ترسمين يا ليلى؟!
ألم تحضري علبة الألوان؟!
قالت ليلى مرتبكة: أحضرتها، ولكني لا أرغب أن أرسم بها.
– لماذا يا ليلى؟ سألت المعلمة وهي تتأمل وجه ليلى الصغير.
– لا أدري . ربما لأنها لا تساعدني على الرسم. ردت ليلى بصوت متهدج.
– كيف لا تساعدك على الرسم وها أنت ترين أن جميع زميلاتك يرسمن بمثلها!
– قالت ليلى بحزن: صدقيني يا معلمتي أنها لا تساعدني على الرسم فأنا لم أستطع أن أرسم بها الحزن الذي كان يغمر قلبي حين أمسكت بها لأرسمه. وها هي لا تستطيع كذلك أن تساعدني على رسم الفرحة التي غمرت قلبي حين نظرت إلى ذلك العصفور الصغير.
استطردت ليلى قائلة: لو أردت أن أرسم الحزن أو الفرح، فأي الألوان أختار؟
قالت المعلمة: تستطيعين أن تصوري الحزن بالألوان الداكنة.. والفرح بالألوان الزاهية.
كيف؟ سألت ليلى مستغربة. وإذا أردت أن أمزج بين الحزن والفرح… وبين الحب والكراهية… واليأس والأمل… فما هي الألوان التي أستعملها لكل ذلك؟
ركزت المعلمة نظراتها في عيني ليلى تستشف منهما ما يخفيه رأسها الصغير من الأفكار المتناقضة.. وسألت:
ما الذي تريدين أن ترسميه بالتحديد يا ليلى؟
أريد أن أرسم ما في نفسي من مشاعر. همست ليلى .
أريد أن أرسم الحزن الذي أحسست به حين رأيتهم يسحبون أخي الكبير من فراشه في منتصف الليلة الماضية ويأخذونه معهم في سيارة كبيرة كلها جنود يحملون السلاح.
وأريد أن أرسم الرعب الذي سيطر على أخي الصغير حين استيقظ ممذعوراً من الضجة التي غمرت جو البيت. ولكن كيف؟؟ وكيف أرسم الحزن والألم والدموع التي تناثرت على وجه أمي؟؟ ثم كيف أصور الفرح الذي غمر قلبي حين نظرت إلى ذلك العصفور الصغير!!
راحت الكلمات تتدفق من فم ليلى كقطيع من النجوم البنفسجية، فتخلط بدموعها الندية.. ممتزجة بصوتها الملائكي.
أُخذت المعلمة بكلام ليلى.. وكاد قلبها أن يتمزق. تذكرت في هذه اللحظات أخاها الشهيد؟؟ وتذكرت خطيبها وكيف اختطفه الصهاينة منها وأودعوه المعتقل. وتذكرت.. وتذكرت.. ولكنها سرعان ما تمالكت نفسها وعصرت قلبها، ومست براحة يدها رأس ليلى الصغير، وقالت لها بابتسامة مشجعة:
تستطعين أن ترسمي كل ذلك يا ليلى لو أردت.
قالت ذلك بشيء من الحزم والتأكيد ، ثم استطردت حين لم تلاحظ أي تغيّر في سلوك ليلى، فقالت بحماس طفولي:
ولكن: لماذا لا تفكرين بشيء آخر ترسمينه؟ أنظري إلى تلك الشجرة الخضراء.. ها أنت مثلي تشاهدين أغصانها المرحة تصفق فرحة حين حطت عليها مجموعة من العصافير.
لاحظت ليلى ذلك.. ولكنها انتبهت في ذات الوقت أن عصفورها الحبيب قد ترك النافذة، وحلق مبتعداً عن ناظريها.
عادت مسحة الحزن تكسو وجهها من جديد. قالت بتمرد عفوي:
ولكنني أريد.. أريد أن أرسم شيئا له معنى. شيئا من واقع حياتنا.
ابتسمت المعلمة وقالت بلهجة يمتزج فيها العتاب بالحنان:
أليست الشجرة من واقع حياتنا؟! أليس لها معنى؟! والطيور التي ترفرف سعيدة فوق أغصانها، أليست تعني شيئاً عندك؟!!
فكرت ليلى بكلام معلمتها.. زمّت ما بين عينيها لتعصر أفكارها.. وفجأة، انفرجت شفتاها عن ابتسامة عريضة، وتألقت عيناها السوداوان، وغمرهما بريق أخّاذ.
قالت باستحياء: فهمت ما تقصدين، دبّت الحياة في أصابع ليلى. أمسكت بعلبة الألوان.. اختارت قلماً أخضر، وراحت ترسم بحيوية وحماس.
رسمت شجرة خضراء كبيرة، وملأت أغصانها بالعصافير الملونة.
شعرت ليلى بأن أغصان الشجرة تتحرك، وبأن العصافير تزقزق راقصة بأجنحتها المزركشة وكأنها تقول للشجرة: كم نحن نحبك!!
ولكنها لم تنسى أن ترسم صياداً يقف عند ساق الشجرة ، وعصفوراً صغيراً يسقط على الأرض مضرجاً بدمه.
قالت المعلمة وهي تتأمل رسم ليلى:
أحسنت يا ليلى. ها أنت قد رسمت كل ما أردت أن ترسميه.
كيف؟سألت ليلى متعجبة!
تسألين كيف؟؟ قالت المعلمة.
ألا تسمعين مثلي تغريد العصافير التي رسمتها يدك الماهرة ؟ إنها تقول لك: كم نحن نحبك يا ليلى ، لأنك أخرجتنا من السجن داخل علبة الألوان. ولأنك منحتنا الحرية التي نحب ونعشق.
تأملت ليلى عيني معلمتها، وراحت تصغي معها إلى زقزقة العصافير. خُيّل إليها أن العصافير ترفرف بأجنحتها وتتنقّل من غصن إلى غصن.
فرحت ليلى وسألت بحماس:
وماذا تقول الشجرة؟
إنها تقول لك لا تحزني يا ليلى. فأنا أمك التي تحبك وتحب أخوتك العصافير. ولولاك لم أصبحت أوراقي زاهية، ولما دخل الفرح والأمل إلى قلبي.
وماذا يقول الصياد القبيح؟ سألت ليلى مقطبة.
إنه مستاء منك. لأنك لم تتركيه يصطاد باقي العصافير ويستولي على الشجرة. لا أنكر يا ليلى أنه يكرهك.
– إنه قبيح، ولا أريد أن يحبني شخص قبيح مثله.
– أما العصفور الذي سقط مضرجاً بدمائه، فهو أكثر العصافير سعادة لأنك منحته الخلود. لقد جعلته بطلاً حقيقياً.. يروي بدمائه الطاهرة أرض الوطن من أجل أن يمنحها الحرية والفرح.
شعرت ليلى بالسعادة تغمر قلبها.. وراحت تنقل نظراتها بين الرسم ووجه المعلمة. وتربط بين الألوان التي تراها والعبارات التي سمعتها. وأخيراً… تركزت عيناها على علبة الألوان…
آه … هذه العلبة السحرية .. همست ليلى لنفسها.. لن أتركها تحبس الأشجار والعصافير.. ولن أدعها تحبس الأطفال والأزهار في دهاليز الألوان الداكنة. سأفتحها. سأطلق منها الأحلام الحلوة.. والطيور المحلقة.

الشارقة

سلمت يداك على هذه القصة الجميلة جداً صديقتي الرائعة … و العنوان جذبني : p …

قصة حزينة جداً و مؤثرة الشارقة… و الجميل هو القدرة على التخلص من الحزن ….

شكرا لمرورك عزيزتي وصديقتي الغالية .. *_^

الشارقة

قصة جدا رائعة

سلمت يداك اختي الكريمة

وبإنتظار جديدك المميز

شــــــــــــــــــــــــــــكــــــــــــــــــــ ــرا
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد الفراعنة الشارقة
قصة جدا رائعة

سلمت يداك اختي الكريمة

وبإنتظار جديدك المميز

شكرا لك أخي الكريم .. موفق بإذن الله ..

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مملكة الأحلام الشارقة
شــــــــــــــــــــــــــــكــــــــــــــــــــ ــرا

العفو العزيزتي .. شكرا لحضورك الكريم

مشكورة أختي والله أثرتي القصة وايد ، وتسلمين ، وفي ميزان حسناتك ، تقبلي مروري
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النجمة الشارقة
مشكورة أختي والله أثرتي القصة وايد ، وتسلمين ، وفي ميزان حسناتك ، تقبلي مروري

شكرا لمرورك عزيزتي وفقك المولى وسدد خطاك ..

جزاك الله خيرا غاليتي على القصة الرائعة والمؤثرة…
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عاشـ نبيها ـقة الشارقة
جزاك الله خيرا غاليتي على القصة الرائعة والمؤثرة…

مرورك الأروع عزيزتي .. وفقك المولى وسدد خطاك ..

يعطيج العافية ع القصة الرائعة
سلمت يداك…..قصه حلووووه
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خاتم الوداع الشارقة
يعطيج العافية ع القصة الرائعة

الشارقة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همتي مثل الرجال الشارقة
سلمت يداك…..قصه حلووووه

الشارقة

بصراحة قصة حلوة
السلامــ عليكمــ ورحمة الله وبركاته
سلمت يداك على هذه القصة الجميلة جداً صديقتي الرائعة … و العنوان جذبني : …

قصة حزينة جداً و مؤثرة … و الجميل هو القدرة على التخلص من الحزن ….
الله يحفظج و نترقب ابداعاتج ^–^

روعة الإيمان ..

بديعة هذه القصة اللطيفة

الحبكة فيها قوية والأفكار مرتبة

تنم عن موهبة فتية فذة وعبقرية أدبية أخاذة

وفقك الله يا روعة الإيمان لتكتبي المزيد والمزيد من القصص الشيقة

فقد جذبتني بأسوبك وطريقة عرضك

نتطلع لقراءة المزيد والمزيد من كتاباتك

ثابري وإلى الأمام

الشارقة

ما شاء الله……..قصة روووووووووووووعة…
لؤلؤة أمها

بنت الشموع

مايلي

الشارقة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد تتان الشارقة

روعة الإيمان ..

بديعة هذه القصة اللطيفة

الحبكة فيها قوية والأفكار مرتبة

تنم عن موهبة فتية فذة وعبقرية أدبية أخاذة

وفقك الله يا روعة الإيمان لتكتبي المزيد والمزيد من القصص الشيقة

فقد جذبتني بأسوبك وطريقة عرضك

نتطلع لقراءة المزيد والمزيد من كتاباتك

ثابري وإلى الأمام

الشارقة

العفو أخي محمد تتان هذه القصة ليست من كتاباتي انها منقولة من احدى المنتديات ..

وشكرا على مرورك الراقي الذي زاد صفحتي نورا ..

ولكنني اكتب قصص انا ايضا ولكن لم اضعها في المنتدى .. سأضعها لاحقا ..

واكرر شكري لك ولمرورك ..

مشالله رووووعه القصه
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة معلمة طموحه.. الشارقة
مشالله رووووعه القصه


شكرا لمرورك عزيزتي معلمة طموحة

شاكرة لك مرورك ..

الشارقة
الصراحة القصة في غاية الروعة حتى لو منقول بس تعبتي وفقكِ الله
و ابا اشوف قصص من تاليفج ان شاء الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.