هذه مشاركتي الاولى في مدونة الشارقة ارجو ان تقبلوني صديقا لكم
ومشاركتي بعنوان التعلم التعاوني حسناته والصعوبات التي تعيق تحقيقه في الغرفة الصفية
التعلم التعاوني
المقدمة
لقد تطورت أساليب واستراتيجيات التدريس في الآونة الأخيرة نتيجة لتطور المجتمعات الديمقراطية المعاصرة ، واستنادا إلى علم النفس التعليمي الحديث ، والأبحاث التربوية التي أخذت في الحسبان الازدياد المطرد لوعي المدرسين ، وحاجتهم إلى تغير النمط التقليدي في عملية التعليم ، وإيجاد نوع أو أنواع بديلة تتواءم مع التطور العلمي ، والقفزة التكنولوجية الكبيرة ، التي جعلت من العالم الواسع قرية صغيرة يمكن اجتيازها بأسرع وقت ، وأقل جهد ، مما سهل الانفتاح العالمي ومتابعة كل جديد ومتطور . فكان مما شمله هذا التطور البحث عن اساليب واستراتيجيات تعلمية جديدة بمقدورها دحض الأساليب القديمة الجامدة ، والرقي بعملية التعلم إلى أفضل مستوياتها إذا أحسن المدرسون والعاملون في الحقل التعليمي استخدام هذه الأساليب ، وتوفير الإمكانيات اللازمة لها . ومن هذه الاستراتيجيات المتطورة استراتيجية التعلم التعاوني ، أو ما يعرف بالتعلم في المجموعات .
ولابد أن نفرق في البداية بين التعلم والتعليم :
التعلم والتعليم
"التعلم مجهود شخصي ونشاط ذاتي يصدر عن المتعلم نفسه وقد يكون كذلك بمعونةٍ من المعلم وإرشاده.
التعليم هو "مجرد مجهود شخصي لمعونة شخص آخر على التعلم. والتعليم عملية حفزٍ واستثارةٍ لقوى المتعلم العقلية ونشاطه الذاتي وتهيئة الظروف المناسبة التي تمكن المعلم من التعلم. كما أن التعليم الجيد يكفل انتقال أثر التدريب والتعلم وتطبيق المبادئ العامة التي يكتسبها المتعلم على مجالات أخرى ومواقف مشابهة".
أنواع التعلم
يوجد ثلاثة أنواع من التعلم وهي: التعلم الفردي ، والتعلم التنافسي ، والتعلم التعاوني .
في التعلم الفردي، يتدرب الطلاب على الاعتماد على أنفسهم لتحقيق أهداف تعليمية تتناسب مع قدراتهم واتجاهاتهم وغير مرتبطة بأقرانهم من الطلاب. ويدخل ضمن هذا النوع من التعلم ما يسمى بالتعلم الذاتي . ويتم تقويم الطالب في هذا النوع من التعلم وفق محكات موضوعة مسبقاُ .
وفي هذا النوع من التعلم تتاح الفرصة للطالب للعمل بشكل فردي لتحقيق أهدافه الخاصة وفي ضوء قدراته الخاصة ويتحدد مدى قربه أو بعده من معايير الامتياز التي حددت بشكل مسبق .
وفي التعلم التنافسي، يتنافس الطلاب فيما بينهم لتحقيق هدف تعليمي محدد يفوز بتحقيقه طالب واحد أو مجموعة قليلة. ويتم تقويم الطلاب في التعلم التنافسي وفق منحنى مدرج من الأفضل إلى الأسوأ.
اما في التعلم التعاوني ، فيعد الطلاب بحيث يعملون مع بعضهم البعض داخل مجموعات صغيرة ، ويساعد كل منهم الآخر لتحقيق هدف تعليمي مشترك ووصول جميع افراد المجموعة إلى مستوى الاتقان. ويتم تقويم أداء مجموعة الطلاب وفق محكات موضوعة مسبقاً .
التعلم التعاوني
التعلم التعاوني هو التعلم ضمن مجموعات صغيرة من الطلاب (2-6 طلاب) بحيث يسمح للطلاب بالعمل سوياً وبفاعلية ، ومساعدة بعضهم البعض لرفع مستوى كل فرد منهم وتحقيق الهدف التعليمي المشترك . ويقوم أداء الطلاب بمقارنته بمعايير معدة مسبقاً لقياس مدى تقدم افراد المجموعة في أداء المهمات الموكلة اليهم. وتتميز المجموعات التعلمية التعاونية عن غيرها من أنواع المجموعات بسمات وعناصر أساسية نناقشها فيما يلي، فليس كل مجموعة هي مجموعة تعاونية ، فمجرد وضع الطلاب في مجموعة ليعملوا معاً لا يجعل منهم مجموعة تعاونية .
كما يعرف التعلم التعاوني بأنه :
أسلوب يعمل فيه الطلاب في مجموعات صغيرة داخل حجرة الصف تحت إشراف وتوجيه المعلم, تضم كلاً منها مختلف المستويات التحصيلية ( عالي-متوسط- منخفض) يتعاون طلاب المجموعة الواحدة في تحقيق هدف أو أهداف مشتركة لزيادة تعلمهم, وتعليم بعضهم بعضاً.
العناصر الأساسية للتعلم التعاوني
1-الاعتماد المتبادل الايجابي
2- المسؤولية الفردية و الجماعية
3- التفاعل المعزز وجهاً لوجه
4- المهارات البينشخصية والزمرية
5- معالج عمل المجموعة
دور المعلم في التعلم التعاوني
دور المعلم في التعلم التعاوني هو دور الموجه لا دور الملقن . وعلى المعلم ان يتخذ القرار بتحديد الأهداف التعلمية وتشكيل المجموعات التعلمية. كما أن عليه شرح المفاهيم والاستراتيجيات الأساسية. ومن ثم تفقد عمل المجموعات التعليمية وتعليم الطلاب مهارات العمل في المجموعات الصغيرة. وعليه أيضاً تقييم تعلم الطلاب المجموعة باستخدام أسلوب تقييم محكي المرجع .
ويشتمل دور المعلم في المجموعات التعلمية التعاونية على خمسة أجزاء وهي :
اتخاذ القرارات وتشمل :
أ- تحديد الأهداف التعلمية والاكاديمية
ب- تقرير عدد أعضاء المجموعة
ت- تعيين الطلاب في مجموعات
ث- ترتيب غرفة الصف
ج- التخطيط للمواد التعليمية
ح- تعيين الأدوار لضمان الاعتماد المتبادل
إعداد الدروس وتشتمل على :
أ- شرح المهمة الأكاديمية
ب- بناء الاعتماد المتبادل الايجابي
ت- بناء المسؤولية الفردية
ث- بناء التعاون بين المجموعات
ج- تحديد الأنماط السلوكية المتوقعه
التفقد والتدخل ويشتمل على :
أ- ترتيب التفاعل وجهاً لوجه
ب- تفقد سلوك الطلاب
ت- تقديم المساعدة لأداء المهمة
ث- التدخل لتعليم المهارات التعاونية
التقييم والمعالجة وتشتمل على :
أ- تقييم تعلم الطلاب
ب- معالجة عمل المجموعة
ت- تقديم غلقاً للنشاط
وعندما تبدأ المجموعة بالعمل فيتوقع من كل فرد من أفراد المجموعة مايلي:
شرح كيفية الحصول على الإجابة.
ربط مايتعلمه حالياً بخبراته السابقة.
فهم المادة والموافقة على مايطرح من إجابات.
تشجيع الآخرين على المشاركة والتفاعل.
يستمع جيداً لبقية افراد المجموعة.
لايغير رأيه إلا عندما يكون مقتنعاً منطقياً.
يتقد الأفكار وليس الأشخاص .
تعليم المهارات التعاونية
مميزات التعلم التعاوني
أثبتت الدراسات والابحاث النظرية والعملية فاعلية التعلم التعاوني. وأشارت تلك الدراسات إلى أن التعلم التعاوني يساعد على التالي:
رفع التحصيل الأكاديمي
التذكر لفترة أطول
استعمال أكثر لعمليات التفكير العليا
زيادة الأخذ بوجهات نظر الآخرين
زيادة الدافعية الداخلية
زيادة العلاقات الإيجابية بين الفئات غير المتجانسة
تكوين مواقف أفضل تجاه المدرسة
تكوين مواقف افضل تجاه المعلمين
احترام أعلى للذات
مساندة اجتماعية أكبر
زيادة التوافق النفسي الإيجابي
زيادة السلوكات التي تركز على العمل
اكتساب مهارات تعاونية
عوائق التعلم التعاوني
من عوائق التعلم التعاوني ما يلي:
ضيق مساحة الصفوف مع كثرة أعداد الطلاب في الصف الواحد يضاف إلى ذلك نوع أثاث الصف من الكراسي والطاولات .
نلتقي هنا لنرتقي
نرتقي بمواضيعكم المميزة التي تفيدنا فبارك الله فيكم وفي جهودكم الى الامام دائما .. تمنياتي لكم بالتوفيق .. ننتظر ابداعكم القادم
|