و المحرمات من أهمها ما يلي :
أولا – الأطعمة المحرمة :
– الميتات : وهي الحيوانات البرية الميتة ، سواء مات حتف أنفه – أي بدون ذبح أو مات مخنوقا ، أو تَرَدَّى من مكان مرتفع فمات ، أو أكل السبع منه فمات بذلك ، قبل أن تلحقه الذكاة ( الذكاة أسلوب الذبح الإسلامي بإسالة دم الذبيحة)
– ومن الميتة ما ذبحه الكفار من غير النصارى واليهود.
– أما لحوم الحيوانات البحرية فلا تحرم بالموت.
– الدم المسفوح.
– لحم الخنزير.
– ما ذكر عليه عند الذبح اسم غير الله ، أو ذبح لتعظيم غير الله.
– لحوم الحيوانات المفترسة كالأسود ، ولحوم الطيور المفترسة بمخالبها كالصقور.
– لحوم الحمير الأهلية.
– لحوم الحيوانات التي تتغذى بالنجاسات ، إلا إذا حبست على الطعام الطاهر مدة كافية.
– أي طعام أصابته النجاسة ، وهي القاذورات ، حتى يغسل بالماء إن أمكن.
– الخمر وسائر المسكرات والمخدرات.
– الأطعمة التي فيها خطورة على الجسم كالسموم.
ثانيا : الأعمال المحرمة :
وهي أعمال يكرهها الله ويبغض فاعليها ويعاقبهم عليها .
– الشرك بالله.
– عقوق الوالدين .
– شهادة الزور .
– قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق .
– الزنا .
– السرقة .
– أكل أموال اليتامى .
– الهرب من المعركة ضد الكفار .
– القذف بالفاحشة للمرأة المؤمنة العفيفة ، أو الرجل المؤمن العفيف .
– كشف العورة أمام الناس إلا للعلاج.
كلمة العورة مصطلح إسلامي معناه أجزاء معينة من جسم الرجل أو المرأة يجب ألا تكشف . عورة الرجل من السرة إلى الركبة . وعورة المرأة جسمها كله ما عدا الوجه واليدين إلى الرسغين .
– أكل أموال الناس بالباطل ، بالرشوة أو النهب أو الخديعة أو الغش.
– تقديم الرشوة لأكل أموال الناس بالباطل أو لأجل الحصول على ما ليس حقا لك.
– الزواج بالأم أو البنت أو الأخت أو العمة أو الخالة ، أو بنت الأخ أو بنت الأخت من نسب أو رضاع ، أو زوجة الأب أو أم الزوجة أو بنتها.
– لا يتزوج الرجل المسلم امرأة كافرة ، إلا نصرانية أو يهودية ، ما لم تعتنق الإسلام.
– لا تتزوج المرأة المسلمة رجلا كافرا ولو كان نصرانيا أو يهوديا ما لم يعتنق الإسلام.
لو حاولنا استعراض المحرمات في الاسلام ، ودرسنا دراسة دقيقة وافية لوجدنا أن سبب تشريعها هو حماية الانسانية من السلوك المنحرف الهدام ، والحفاظ على كيانها من الاخطار والاضرار .
لذلك فانا نجد التحريم في الاسلام يشمل حماية الفكر والنفس والبدن في دائرة الفرد الخاصة، كما يشمل حماية النظام ، والعلاقات الانسانية ، وحياة الجماعة في دائرة المجتمع العامة من أخطار التخريب والانحراف والسقوط .
ففي مجال التفكر مثلاً حرم الاسلام الكفر وسوء الظن بالله ، ووصفه بما لا يصح وصفه به ، كالظلم والتشبيه بالخلق ، والتجسيد ونحوه ، سبحانه وتعالى عن ذلك علواً كبيراً .
كما حرم الخرافة والشعبذة وتجميد الفكر والتقليد الاعمى وكل ما من شأنه أن يستبعد طاقة العقل أو يكبح نشاطه العلمي وممارساته التحصيلية، من أجل الحفاظ على فهم سليم ، وتفسير واقعي للوجود والحياة . . . ومن أجل توفير فهم نقي للتوحيد وللعلاقة الانسانية بال،له لان هذه العلاقة العقلية هي مصدر السلوك والمواقف البشرية . . . وهي المحرك الدؤوب لها .
وفي المجال النفسي للانسان حرم الاسلام كل ما من شأنه تلويث باطن الانسان ، وقتل ضميره ووجدانه الاخلاقي الذي يحيل حياته إلى شقاء وتعاسة ، ويحوّل سلوكه إلى سلوك حيواني مجرد من الخصائص الانسانية السامية، فحرم الحقد والكراهية واليأس وسوء الظن . . . الخ ليرتفع بالنفس الانسانية إلى مستوى راق من الطهارة والكمال ، ويحميها ويطهرها من الرواسب المرضية والالتواءات الوجدانية الخطرة على ذات الانسان وتصرفاته .
وكما حرم الاسلام كل الاسباب والنشاطات التي تحرف الفكر ، أو تلوث النفس البشرية ، حرم كذلك كل النشاطات والممارسات والاعمال التي تضر بصحة الجسم وتهدم قواه . . . فحرم شرب الخمر ، وممارسة الزنا ، وأكل لحم الكلب والخنزير ، وكثير من الحيوانات الضار أكلها بصحة الانسان ، وحرم أكل المنخنقة والمتردية والميتة ، والدم . . الخ ليحفظ صحة الانسان وجسمه من الامراض والضعف وانهيار القوى البدنية البناءة .
وكما أن الاسلام اهتم بتحصين حياة الفرد وكيانه الشخصي من المحرمات . . توجه كذلك لحماية المجتمع من الجريمة والممارسات الضارة في مجال الاجتماع ، والسياسة ، والاقتصاد والقضاء ، والتعليم . . الخ .
فحرم الظلم والربا والاحتكار والغش والسرقة والكذب والغيبة وشهادة الزور والسب والرشوة وقتل النفس والقمار وتعليم المعارف والمفاهيم الهدامة وبثها ، . . . كالافكار والصور والافلام والثقافات التي تقود إلى التحلل والانهيار الاخلاقي والفكري . . الخ .
وهكذا ضمن الاسلام حماية المجتمع والفرد بتشخيصه المحرمات وتوضيحه لها .
وقد أورد الفقهاء عدداً من المحرمات في كتب الفقه وأطلقوا عليها اسم الكبائر وهي أهم ما يهدد كيان الفرد والمجتمع ، ويلوث النفس ومحيط الحياة . .
ونحن حين نلقي نظرة فاحصة عليها ، أو نتأمل بها تأملات تحليلية في ضوء التجربة الاجتماعية والابحاث العلمية والتفكير العقلي السليم ندرك مدى خطورتها وضررها على حياة الفرد واستقرار المجتمع . . ونستنتج مدى حكمة الاسلام واهتمامه بحماية المصالح الانسانية وصيانتها .
ومن المفيد جداً أن نورد أهم هذه المحرمات التي نهى الاسلام عنها وحذر منها وتوعد بالعقاب كل من تسول له نفسه بمقارفتها ، وتعريض نظام الحياة واستقرار المجتمع للخطر من جرائها .
وهذه المحرمات هي: ـ
1 ـ الشرك بالله ، 2 ـ اليأس من رحمة الله ، 3 ـ الامن من عقاب الله ، 4 ـ عقوق الوالدين ، 5 ـ قتل النفس المحرمة ، 6 ـ اتهام المرأة المتزوجة بالخيانة بهتاناً ، 7 ـ أكل مال اليتيم ظلماً ، 8 ـ الفرار من ساحات الجهاد ، 9 ـ أكل الربا ، 10 ـ الزنا ، 11 ـ اللواط ، 12 ـ السحر ، 13 ـ اليمين الكاذبة ، 14 ـ شهادة الزور (الشهادة الكاذبة) ، 15 ـ كتمان الشهادة (عدم أداء الشهادة من أجل الحق ودفع الباطل بالنسبة لمن اطلع على الحقيقة وتوفر له اليقين بها) ، 16 ـ شرب الخمر ، 17 ـ نقض العهد ، 18 ـ مقاطعة الارحام ، 19 ـ الهجرة من الديار الاسلامية إلى البلاد التي يخشى بها على دين المسلم وعقيدته ، 20 ـ الكذب على الله ورسوله والائمة وعامة الناس ، 21 ـ السرقة ، 22 ـ أكل الميتة ، 23 ـ شرب الدم ، 24 ـ أكل لحم الخنزير ، 25 ـ وما ذبح من الحيوانات المحللة على غير طريقة المسلمين ، 26 ـ وأكل السحت ، . . . كثمن الخمر ، وأجرة الزانية ، أو الراقصة ، أو الرشوة ، والرواتب التي يأخذها الموظف من الحكومة الظالمة وهو يشاركها في اقرار الظلم ، ويتعاون معها لتنفيذ سياستها ، 27 ـ الاسراف ، 28 ـ نقص الوزن والمقاييس ، 29 ـ معونة الظالمين ، 30 ـ محاربة المؤمنين ودعاة الاسلام ، 31 ـ الكبرياء ، 32 ـ التبذير ، 33 ـ الاشتغال بالملاهي كالرقص وضرب العود والاوتار . . ، 34ـ الغيبة ، 35 ـ البهتان ، 36 ـ سب المؤمن واهانته واذلاله ، 37ـ النميمة ، 38 ـ القيادة (وهي السعي بين اثنين لجمعهما على الزنا أو اللواط) ، 39 ـ الغش ، 40 ـ الرياء ، 41 ـ النفاق ، 42 – ومن المحرمات أيضاً استهانة الانسان بذنوبه ومخالفاته ، وعدم الاكتراث بما يفعل . . . الخ .
وهناك محرمات كثيرة تشترك مع هذه المحرمات بعامل مشترك واحد هو الضرر والفساد ، وتخريب نظام الحياة؛ لا يتسع البحث لذكرها وتعدادها .
ونحن لو تأملنا في هذه المحرمات لوجدنا أنها الوباء والخطر الاكبر الذي يهدد حياة الفرد والمجتمع ، وأن ليس بوسع الانسانية أن تحمي نفسها ، وتحفظ وجودها إلاّ بالابتعاد عن هذه المحرمات ، والامتناع عن ممارستها .
وان من يتأمل هذه القائمة من المحرمات ، ويحاول استكشاف الحكمة الاسلامية الكامنة وراء هذا التحريم ، يدرك عظمة التشريع الاسلامي، وقدرته على بناء الفرد والمجتمع القوي المتحضر من خلال هذه الصيانة والوقاية التشريعية والاخلاقية المحكمة .
وقد توصلت الدراسات والابحاث الطبية والاجتماعية والنفسية في الآونة الاخيرة إلى الكشف عن الاخطار الجسمية والنفسية والاجتماعية التي تسببها مثل هذه المحرمات . وأصبحت معاهد الاحصاء والدراسات المختصة تقدم لنا أرقاماً مذهلة عن الجرائم والامراض والحالات والظواهر الشاذة في المجتمعات البشرية التي أسقطت من حسابها مفهوم الحلال والحرام؛ مما يؤكد ضرورة العمل على انقاذ البشرية ، وانتشالها من ورطة الوقوع في هذه الممارسات المحرمة التي أصبحت تهدد كيان الانسانية وسلامتها؛ بعد أن تحللت من قيم الايمان ، واستسلمت للتفكير البهيمي المتردي . . بالعودة إلي منهج الله تعالى وشريعته السمحاء ، والتمسك بالاحكام التي ما أوحى الله تعالى بها إلاّ لطفاً ورحمة وكرماً وشفاء لما في الصدور .