بسم الله لرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين .. الحمد لله القائل في محكم كتابه "يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ أَن تَقُولُواْ مَا جَاءنَا مِن بَشِيرٍ وَلاَ نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"وقال " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً( ) وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً ) وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللَّهِ فَضْلاً كَبِيراً" والحمد لله الذي أوضح لنا سبيل الهداية، وأزاح عن بصائرنا ظلمة الغواية والصلاة والسلام على النبي المصطفى والرسول المجتبى، المبعوث رحمة للعالمين، وقدوة للمالكين، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد
(( في ذكرى المولد النبوي الشريف ))
أحمدُ الحق تباركَ وتعالى ، وأصلي وأسلمُ على خاتم أنبيائهِ ورُسُلِهِ ، خَير خَلق الله ، وأحَب عبادَ اللهِ إلى الله …محمد بن عبد الله …صلاة وسلامًا يليقان بمقام الكريم … وبعد
ونحن نعيش ذكرى المولد النبوي الشريف فإن الحديث عن رسول الله عملٌ تهنأ به النفس وينشرح له الصدر ، ذلك لأن نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام مثال الإنسانية الكاملة ومُلتقى الأخلاق الفاضلة وحامل لواءَ الدعوة العالمية الشاملة . أما أخلاقه فكانت مستمدة مِن عندِ الله ، فهو الذي صَنَعه على عَينه ، وأدبَهُ فأحسن تأديبهُ . وقد سئلت أم المؤمنين عائشة رضوان الله عليها عن أخلاقهِ فأجابت ( كان خُلقُه القرآن ) وهل القرآن إلا كتاب الله وهدي السماء ؟ وكيف لا ؟ والهدف من رسالتهِ ودعوته ما أفصح عنه المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام في قوله ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) . وكان أرفع وسام لرسول اللهِ وأسمى وصف لنبي ما جاء في محكم التنزيل ( وإنك لعلى خلقٌ عظيم ) . بهذا الخلق العظيم نَقَلَ قومه والبشرية جمعاء من عبادة الأصنام إلى الإيمان بالله ونقل العالم من فوضى إلى نظام ومن مهانةٍ حيوانية إلى كرامةٍ إنسانية . والعالمَ اليوم أحوج ما يكون إلى هدي سيدنا محمد لينال سعادة الدنيا والآخرة ويفوز برضاء الله تعالى .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه
والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين