مراكز التربية الخاصة حق أم شفقة
بقلم :محمد العمادي
لعله من المناسب أن أبدأ مقالتي من حيث انتهى عنوانها، فالمنظر ما زال بمخيلتي أطفال يؤدون مجموعة من الحركات الاستعراضية الراقصة، في ساعة متأخرة من الليل وقد تجاوزت الساعة حينها العاشرة مساء، لا أدري أمن الجائز أن أقول يتم استغلالهم أو الاستجداء عليهم لا لشيء.
إلا لأنهم فقدوا نعمة أنعمها الله علينا فأصبحوا من ذوي الاحتياجات الخاصة، ذلك الموقف بالنسبة لي لا ينسى فهو محفور في مخيلتي، شعورك كشخص متفرج متفاوت فقد تذرف دمعه أو قد تصفق حتى تكل يداك أو قد تصفر وأنت تنظر إلى هؤلاء الأطفال في ذلك الحفل الباهي،
قد تخرج من حافظة نقودك شيئاً، أو قد تتفاعل عاطفياً مع هذا الموقف للحظة ثم ما تلبث أن تنسى ما جرى، ولماذا هذا الحفل! ولم هذا الاستعراض! هل حقق أهدافه؟ هل هناك نقص في واقعنا الاجتماعي في كوادر الطرب والرقص!!
إن شعوري الذي منبعه علاقتي بتلك الفئة قد يختلف بعض الشيء حتى عن شعور بعض العاملين مع ذوي الاحتياجات الخاصة، مما يدفعني إلى اعتبار ذلك الموقف إساءة استغلال لتلك الفئة من مجتمعنا يستلزمه موقف حازم من إدارات مراكز ذوي الاحتياجات الخاصة للحد أو التخلص منه.
إن ما أشعر به حقيقة وما يجب علينا أن نلتزم به تجاه تلك الفئة من المجتمع أن نعاملهم معاملة بقية أفراد المجتمع نقوم ببعض الأعمال الاستعراضية التي يتضمنها بعض المسرحيات والأناشيد والقصص القصيرة وإلقاء خطب أو كلمات مختصرة…. الخ
ضمن برنامجهم التدريبي أو في مناسبة وطنية أو في حفل ختامي يدعى إليه أولياء الأمور للاطلاع على ما تم انجازه مع أطفالهم ولغرس الثقة في نفوس هؤلاء الأطفال. إن تلك الجزئية هي بالفعل ما نقوم به مع أطفالنا في المدارس العادية فلماذا لا يقوم به أطفالنا ذوي الاحتياجات الخاصة عوضاً عن قيامهم برقصات استعراضية لتوفير دعم مادي لهذا المركز أو ذاك.
إن المتتبع لتاريخ التربية الخاصة وما آلت إليه الحال في بعض مراكزنا ليجد أننا بعيدون كل البعد عن حقل التربية الخاصة ولعله يراودني أحياناً شعور لا ادري بحقيقته أو ملامسته للواقع أم لا بأننا نرجع بتلك الفئة إلى الوراء عوضاً عن التقدم بها وإعطائها ما تستحق كبقية أفراد المجتمع،
عذراً فقد تكون نظرتي مختلفة يدفعني إليها ما المسه من واقع تعاملنا مع تلك الفئة فنحن لا زلنا في بداية الطريق الذي كلي أمل وأنا على يقين من ذلك أن نجد بصيص الأمل الذي يبحث عنه كل ذوي احتياج خاص وكل أسرة وهبها الله تلك الهبة ومن عليها بذلك الخير.
إن طرق إيجاد الدعم المادي وخطط التسويق عديدة ومتنوعة ومنها ما قد يكون تأثيره كبير وفعال ومستمر وليس لحظياً يغنينا عن تلك الوسائل التي لا ترقى إلى مستوى الإنسانية بل على العكس من ذلك تقلل من قدر ذلك العمل الذي نقوم به مع ذوي الاحتياجات الخاصة فنحن كغيرنا من المعلمين والمختصين نبني إنساناً ندمجه في المجتمع نجعل منه فاعلاً منتجاً ونزرع في نفسه الثقة والنظرة الايجابية.
المدير العام ـ عضو مجلس الإدارة ،مركز دبي للتوحد