مــــــــــاذا نعني بالإحبـــــــــــاط ؟
الإحباط مجموعة من مشاعر مؤلمة (ضيق ، توتر ، كدر ،غضب ، قلق ، شعور بالذنب ، شعور بالعجز ، شعور بالدونية ،
صرف انتباه ) تنتج عن وجودعائق يحول دون إشباع حاجة من الحاجات أو معالجة مشكلة من المشكلات لديك.
لإحباط قد يلعب دورا مهما في تحقيق الصحة النفسية أو التحول بها إلى حالات المرض النفسي ؛ فهو يعتبر من أهم
العوامل المؤثرة على توافقك الشخصي …
وكلما كانت قواك أعظم وتماسك شخصيتك أمتن وأصلب استطعت تحمل الإحباط وثابرت في تجاوز عوائقه ومشاعره
وانطلقت في الحياة محققا هدفك أو معدله أو مغيره ناعما بحياتك وسعيدا بساعاتك ولحظاتك ..
…….
ما العوامل التي تؤثر في قدرتك على تحمل الإحباط ؟
تتعدد تلك العوامل ولعل من أهمها
1-مستوى عتبة الإحباط : فكلما استسلمت للعوائق ا لتي تواجهها وما يصاحبها من مشاعر الإحباط بسرعة ، وأكثرت من
اللجوء إلى الحيل النفسية ( ميكانزمات التوافق ) لتخفيف حدة تلك المشاعر واستغرقت فيها فترات طويلة كانت عتبة
الإحباط لديك منخفضة ..
2- قوة العائق الذي يحول بينك وتحقيق هدفك أو إشباع حاجتك .
3-شدة الرغبة في الهدف .
4-عدم توفر أهداف بديلة .
5-التراكم الخبري وتجارب الإحباط السابقة .
:::+::: ومضة :::+:::
إذا كان من المهم أن تعرف ما الذي حصل فإن أهم من ذلك أن تركز على التفكير بالذي حصل وتنتفع به في حياتك
وتطوير ذاتك تأمل ما يلي لتتعايش مع الإحباط …
احرص على ألا يكون تركيزك على كيفية تجنب الإحباط .. فالإحباط أمر قد يقع بين الحين والآخر طالما أن لك أهدافا
متنوعة وتتفاعل في بيئة اجتماعية يتباين أفرادها وتتنوع خلفياتهم الفكرية والعقلية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية
كما تتباين أهدافهم واتجاهاتهم وميولهم ..
ليكن تركيزك منصباعلى كيفية أن ترفع من مستوى عتبة الإحباط لديك وكيف تتجاوز الإحباط بنقاطه المتعددة وتفيد منه
فهو أمر واقع لا محالة .. إن التجارب النفسية التي درست الإحباط ونتائجه أكدت على أن هناك جوانب إيجابية للإحباط
وليست كلها سلبية
– اجعل من الإحباط محطة تسهم في رفع مستوى جلدك ومثابرتك ومضاعفة جهدك لتحقيق هدفك وفي موازاة ذلك عود
نفسك على الرضا ولتقنع بعد تلك الجهود والمحاولات بما قسمه الله لك ولتصرف جزء من سعادتك في التمتع بما لديك
وليس في التأسي والندم على ما لم تحصل عليه ولك الخيار …
– نم لديك الاستفادة من التجربة .. اصقل مهاراتك .. طور معارفك .. لا تقف عند نفس المستوى المعرفي والمهاري ..طور
آليات عملك …
– لا تغلق الباب والنوافذ وكأنك في سجن مقيت .. أوجد البدائل .. انطلق في عالم الإبداع .. أعد الفكر في آلية تفكيرك
واستراتيجيات انطلاقاتك ..
– عزيزي لا تحصر متعتك وسعادتك في حياتك على جانب واحد في هدف ضيق .. فإن فعلت فإنك ستعيش معظم وقتك
في غابة تزداد ظلمتها بمشاعر الإحباط المؤلمة التي تنال منك ومن حياتك حتى تكون فريسة للاضطرابات والأمراض
النفسية وهذا ما لا أوده لك …
– استحضر في كل محاولة البعد الإيماني .. ركز على الإيمان بالقدر في تقبل النتائج والعمل في ضوئها لتكون متماسكا
قويا .
– ركز على الإيمان باليوم الآخر ليبقى لديك مدخرا مهما عظمت خسارتك وضاعت أهدافك وتبددت أحلامك
– احرص على أن تكون خزينتك الأخروية من الأجر والثواب والأمل بنيله من الله عز وجل حاضرة في كل حين تستمد منها
القوة والتجديد والرغبة في الانطلاق من جديد كلما تعاظمت في وجهك الخطوب والعوائق والمشكلات.
وإن كنت تبحث عن وسيلة لتخطي الاحباط ،، عليك بالتالي :-
* أستخدم نظام التهدئة الفوري … ويعتبر نموذجاً عملياً للسيطرة على ضغوط العمل .
* السيطرة على الذهن … راجع الموقف من زواياه العدة ، وتذكر قول القائل .. مع كل مشكلة توجد فرصة لاكتشاف حل
المشكلة .
* يجب أن تشعر بأن ما تؤديه من أعمال ، له أهمية كبيرة في تحقيق أهداف العمل.
* هيئ نفسك لمواجهة أي عائق ، ولكن بتفكير إيجابي .
* اصبر على الإحباطات جميعاً .
* لا تعط فرصة للشك بأن يتسلل إلى قلبك ، وكن على يقين تام بأن ما تنجزه من أعمال يكون مشرفاً .
* أحتفظ بهدوئك ، وتذكر قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم :- " أرض بما قسم الله لك ، تكون أغنى الناس ".
أما إذا كنت مسؤولاً وكان مرؤوسيك في حالة إحباط ، فعلاجهم يكون كالتالي :-
* أبلغهم أن كفاءتهم وخبرتهم التي يتمتعون بها تؤهلهم للقيام بأعمالهم على اكمل وجه .
* أشرح لهم مدى أهمية الجهود التي يبذلونها لإتمام العمل .
* أحرص على أخذ مشورتهم في أمور عديدة .
* لا تتردد في الثناء عليهم في كل مرة يقومون فيها بإنهاء عمل معين أو تحقيق إنجازات .
وتذكر أن اكثر ما يؤثر سلباً على إنتاجية العاملين هو الإحباط ، الذي قد يصيبهم نتيجة أسباب عدة . فاعمل على
محاربة الإحباط ، فدورك كبير وهام مهما كان حجم مسؤولياتك .
فمن عرف نفسه لم يضره ما قاله الناس فيه
وفي النهاية ،،
الإحباط سهم أنت أوجدته هدفا أو حاجة فحالت بينك وبينه العوائق ،، فأنت موجهه ..فقد توجهه لنحرك فيضرك وقد
توجهه لتحقيق ذلك الهدف أو الانطلاق لآخر أنت فقط من يحدد وجهته فاختر الوجهة الصحيحة يحفظك الله وفي كل
الأحوال فإن عجلة الزمن تسير واللحظات لا تتوقف وانت من يدفع الفاتورة من عمرك..
فمان الله
موفقين ان شاء الله