ماذا تفعل لوكان لديك فصامي؟
المشكلة أن مرضىالفصام لايعلمون أنهم مرضى ، وحتى من حولهم لايدركون خطورة هذا المرض عندما يصيب الإنسان كأي مرض يتعرض له الإنسان في حياته ، ومعايشة المريض صعبة وصعبة جدا لاسيما مع أفراد أسرته لاسيما زوجته عندما يتهمها بشيء ليس فيها ويتأكد من ذلك ، بل ربما يقتلها وهي نائمة لأنه يعتقد وهذا ما تمليه عليه أفكاره المريضة أنها تخونه مع أنها في الواقع طاهرة نقية ، فالمريض العضوي مرضه على نفسه لايضر أحدا أما مريض الفصام فيتعدى مرضه غيره ومن هنا يصعب الأمر، لذا فإن أول عمل يفعله أقارب المريض أن يعملوا على عزل زوجته وأولاده عنه ، طبعا هو لن يقبل ذلك ولكن الأمر تعدى مرحلة القبول والرفض ، لم يعد أمام زوجته المسكينة إلا أن تفر منه لتنجو بجلدها وأولادها إذا كان لديها أولاد ، طبعا المريض سيهيج ويحاول استرجاعها ولكن من الخطأ عودتها هي وأولادها إليه فكم من زوجة مسكينة فقدت حياتها بسبب زوجها الفصامي ودائما تطالعنا الصحف عن مآس حدثت راحت ضحيتها الزوجات البريئآت ، والخطوة الثانية يجب نقله للمستشفى لعلاجه فورا حتى لو عارض ذلك فالمريض النفسي كلما سارعنا بعلاجه كلما كان شفاؤه أسرع أما إذا طال المرض معه بدون علاج فإن فرصة الشفاء تقل أو تطول و يجب أن يبقى في المستشفى ليرتاح أولاده منه لأنهم سيشعرون أنه بعيد عنهم ولا خطر عليهم منه علاوة على أنه في مكان آمن ليتم علاجه ويعود إليهم- بإذن الله- سليما معافى ولكن الأمر يتطلب مدة ليست طويلة ولا قصيرة حسب تقدير الطبيب المعالج، المهم هذا هو الطريق الصحيح في التعامل مع شخصية مريضة مثل شخصية الفصامي ، قد يسال سائل ماسبب هذا المرض؟ إن أخي كان سليما وعاقلا إلى أبعد الحدود ولكنه تغير فجأة وأنقلبت حياته رأسا على عقب أنا في نظري ليس مهما أن نعرف سبب المرض فالمرض حصل ولا يمكن رده ، لكن الأهم من ذلك هو مالعمل ؟إن الإسراع في علاج المريض ضروري جدا ، فالطبيب يصف له دواء مناسبا لمرضه ويجب ان يستمر عليه وربما أن المريض لايستخدم الدواء أو يرميه أو أن أسرته لاتتابعه عندها يستعيض بعض الأطباء بالعقاقير إبره كل 15 يوم تقريبا لأن عملها في الجسم أبطأ وهي ضمان في أن المريض استخدم الدواء ، ولكن يجب أن يبقى في المستشفى حتى تزول عنه التوهمات ، ويعود إلى وضعه شبه الطبيعي .
هناك فرق بين الفصامي المرض المعروف أو ما يشبه الفصام والناتج من استخدام حبوب او مخدرات ، وعادة من يستخدم المخدرات يكون مصابا بقلق وضيقة صدر ويكون في هذه الحالة مهيئا لاستقبال أي مؤشر يخرجه من ضيقته فيلجأ للحبوب المخدره وكأنه بذلك عالج الخطأ بالخطأ فأصبح خطرا على نفسه وعلى أهله ، والفرق بين من يستخدم المخدرات والمريض الفصامي أن المريض بالفصام لايهدأ إطلاقا ويستمر في معاناته حتى يتناول الدواء أما ممن يستخدم المخدر فلا يعود عليه هيجانه إلا إذا استخدم المخدر ، ولكنك –أحيانا- تراه وتخاطبه وكأنه لايعاني من شيء فلا يعود إليه الهيجان والتوهمات إلا تحت تأثير المخدر وهذا على العكس من مريض الفصام الذي لاتتغير حالته إلا بالعلاج، وعلاج ذلك في نظري أسهل وممكن بعد العلاج يعود لحالته الطبيعية ويمارس حياته مع أهله وزوجته بشكل عادي ،ولكن هناك مشكلتان تقفان في وجه العلاج الفوري وهما 1- عدم قناعة الأهل بخطورة المرض وهذا بلاشك يفاقم المشكلة ويزيد من أعراض المرض وربما يؤدي تاخير العلاج إلى تصرف من المريض غير مسئول يردي بحياة من حوله وبالذات زوجته أو ينتحر عندها لايفيد الندم 2- مشكلة عدم وجود أسرة للمرضى في مستشفيات الصحة النفسية ، مع ضرورة تواجد العلاج السريع والضروري في هذه الحالات لأنه يترتب على تأخير العلاج مصائب خطيره يكون ضحيتها أبرياء كما أن هناك مشكلة تتعلق بدفع تكاليف العلاج في المستشفيات الخاصة إذا عادة بعض المرضى لايملك القدرة المالية على العلاج وأنا في نظري أن هذه المشكلة لابد من النظر لها بعين الاعتبار لدى وزارتنا الموقرة وزارة الصحة،فالأمراض تزداد والخدمات الصحية لاتزال يعوزها الشيء الكثير، والله الهادي إلى سواء السبيل.