عذرا لاني وضعته هنا
الامتحانات رحلة ممتعة!
بقلم: الطاهر عمارة الأدغم
دخل إلى قاعة الامتحان عابسا متجهما مكفهرّ الوجه كأنه سيقابل عدو لدودا أو خصما سيء السمعة، ودون مقدمات بدأ يصدر أوامر للطلاب تصلح أن تكون عسكرية أو كشفية على الأقل.
على كل طالب أن يضع محفظته أو حقيبته وكل لوازمه على الأرض… اجتهد بعضهم في وضعها على كرسي مقابل، أو على أقصى طرف من الطاولة… لكن الأوامر صدرت من جديد.. الأرض، الأرض…
والسبب وراء هذه "العبقرية الاستعراضية" التي تفتقت عن عقلية أستاذ جامعي مع طلبة على وشك التخرج هي "محاصرة الغش"، فهو كما قال عن نفسه وعن طلابه "أعرف جيدا طرقهم في الغشّ".
جاء في الحديث الشريف "تفاءلوا بالخير تجدوه"، ويتحدث علم الطاقة البشرية عن دور الرسائل السلبية في التأثير على الطرف الآخر، وكلما فكرنا في الآخرين بسلبية عادت إلينا نفس المشاعر السلبية، والعكس صحيح فإذا فكرنا فيهم بإيجابية عادت إلينا رسائل إيجابية.
والأصل في المعلم أو الأستاذ أن يتصرف مع تلاميذه وطلابه بروح إيجابية بعيدة عن أي أحكام مسبقة أو تخوين واتهام بسوء النية، وإن كان هذا لا ينفي وجود عناصر "مريضة" بين الطلاب، وهو ما يضاعف من مسؤولية الأستاذ في علاجها لا في المساعدة على تفاقمها عبر تصرفاته السلبية.
إن أيام الامتحانات ينبغي أن تكون أقرب إلى النزهة أو الرحلة الممتعة للطالب لأنها جزء مهم من العملية التعليمية التربوية، ويخطئ من يحولها إلى أيام يستعرض فيها عضلاته على الطلاب، أو فرصة لتصفية الحسابات والسعي لرسوب أكبر عدد ممكن من الطلبة عبر الأسئلة التعجيزية، أو من خلال تكريس الأجواء التي تعيق الطالب عن أداء امتحاناته بيسر بسهولة.
إن المجرم في بعض الدول المتقدمة يجد من الرعاية المتكاملة في فترة سجنه ما يساعده على الخروج إلى المجتمع بروح نظيفة بناءة تسعى للتناغم مع الحياة من جديد، وبعض أساتذتنا يعملون بعلم أو جهل على تخريج أجيال تحمل نفس (عُقدهم) ومشاكلهم النفسية عبر تصرفات وقوانين وإجراءات أكل عليها الدهر وشرب.
وجزيت خيرا