تخطى إلى المحتوى

قم للمعلم وفِّه التبجيلا 2024.

الشارقة
المعلم القدوة والمثال والنموذج، المعلم رسول العلم إلى المتعلمين، والواجب الوطني والإنساني والأخلاقي يقتضي أن يكن الطالب لهذا المعلم كل الاحترام والتقدير والإخلاص والصدق ولا يستطيع المعلم أن يؤدي رسالته تامة متكاملة، إلا أمام طالب يقدس مهنة التعليم ويقدر المعلم، طالب يعرف معنى العلم فلا يبذر ولا يهدر ولا يقتر ولا ينحدر، ولا يُقصر ولا يبتسر، ولا يقف أمام مدرسه كسلطان جائر، يتباهى بسيارة فاخرة، أو ساعة فخمة لا يجوز للطالب أن يقابل مدرسه بحاجبين مقطبين، وجبين أشبه بعجين الطين، لا يجوز أن يرفع الطالب صوته في وجه مدرسه، ويسير أمامه، متمختراً كأنه الطاووس، أو متمايلاً كأنه الغصن اللين .. لا يجوز أن يحضر الطالب إلى الفصل متأخراً وبعد استئناف المدرس حصته، وعندما يسأله عن سبب التأخير يرد الطالب بلهجة متعالية قائلاً .. وما شأنك أنت باشر شرحك وبلا إزعاج .. مثل هذه العلاقة المسممة بأخلاق فاسدة، لا ينتج عنها علم نافع ولا صرح يافع.

وعلى الطرف الآخر، فإن للمعلم رسالة مبتدأها الوطن وخبرها الصدق والإخلاص، فهذا المعلم يقع عليه دور ريادي في صناعة جيل مشبع بقيم الحب والولاء والانتماء لوطن تضاريسه السياسية معروفة وثابتة وهي قيادة تحكم بالعدل والإنصاف، وشعب لا يساوم على وفائه لقيادته، ولا خيار أمام الإنسان ولا اختيار غير مسار الوطن الواحد الموحد، الوحيد المتحد تحت راية كلمة واحدة ولا خيار سوى ذلك.

ومن هنا يأتي دور المعلم ومسؤوليته الجسيمة تجاه الوطن لأنه الملقن والمعلن، والمعنون، والمكون، والمهيمن، وهو المتحول والساكن في خلايا العملية التعليمية، فإن صدق المعلم في أداء مهنته استوى التعليم على صراط مستقيم وإن اعوجَّ عود المعلم وانحرف وانجرف نحو أهواء أخرى خابت وسيلة التعليم وذابت في ثنايا وطوايا وسجايا بائسة عابسة، يائسة لا نفع فيها، ولا جدوى منها ولا فائدة من وجودها.

المعلم جندي في ساحة العلم، فإن ألقى سلاح الأخلاق وهرب إلى حيث المفاسد انهزم العلم واندحر المتعلم وصار المعلم كأنه الوسواس الخناس، الذي يوسوس في صدور الناس، ويدعوهم إلى منافي الضياع والانصياع لغواية أو غاية واتباع الظن الذي لا يجيب أبداً على أسئلة الحقيقة.

المعلم، هو الرأس، وهو الفأس، وهو الأساس، والنبراس، فإذا ضاع ضيَّع، وإذا تجاهل جهَّل، وإذا تساهل سَهَّل تفويت الفرص، لكل متعلم وإذا تغافل أغفل حقيقة أن الوطن فوق كل اعتبار وخيار وأن الوطن هو الزمان والمكان، وهو الصرح المحصن من كل خيال، بالٍ أو احتقان، الوطن هو سطوة المحبين ونخوة العاشقين، وما المعلم إلا ذلك الفارس الممارس مهنة القفز على حواجز الحقد والكراهية ليحقق دوماً سبق الوصول بالمتعلمين إلى سواحل الوفاء لوطن العطاء.. مهنة المعلم، مهنة القداسة والفراسة، هي مهنة الانتماء إلى الآخر بشفافية الحلم، وعافية الوعي، ونظافة العقل من أفكار مغشوشة أو مشوشة.. ( الاتحاد )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.