تخطى إلى المحتوى

قصه من تأليفي بعنوان : لا تتركني . 2024.

  • بواسطة
لا تتركني
————————————————–
الساعة تشير إلى الحادية عشر ليلاً ، لم يعد ليس بالعادة أن يتأخر شعرت بالقلق و الاضطراب ، ولقد اتصلت على هاتفه المحمول أكثر من مره ولم يرد بالعادة إذا رأى رقم هاتفي يرد وعلى استعجال ، يا إلهي بدأت أشعر بالقلق أتاني نفس الإحساس الذي أحسست به عند سمع خبر وفاة جدي ، يا إلهي أرجو أن يكون إحساسي خاطئ ، لقد رن هاتفي إنه رقمه الحمد الله أجبت بعجله :
أنا : أبي أين أنت ؟ لقد شعرت بالقلق عليك ليس بالعادة أن تتأخر على البيت .
الطرف الآخر : السلام عليكم …
أنا ( لقد شعرت بالقلق إنه ليس أبي .. أين أبي ؟) : من أنت .. أين أبي ؟ أخبرني أين أبي ؟
الطرف الآخر : أرجوك اهدئي يا ابنتي .
أنا ( وابكي بحرقه ) : أخبرني هل مازال أبي حياً … هل مازال حياً .
الطرف الآخر : اهدئي يا ابنتي .. اهدئي يا ابنتي ..نعم إنه حيا .. لكنه الآن في العناية المركزه .
أنا (وابكي) : ماذا تقول ؟ يا إلهي في أي مستشفى هو؟
الطرف الآخر : إنه في مستشفى خليفة الطبي يا ابنتي .
أنا : وداع .
آه يا إلهي ماذا أفعل الآن ، لا إنه أبي أرجو إن يكون بخير يا إلهي أرجو إن يكون بخير و صحة و عافيه ولم يصيبه أي مكروه و إن الذي سمعته كله أكاذيب ، يا رب … يا رب …
إني لست في حاله تسمح لي بالتفكير ، يا إلهي إنه منتصف الليل و أنا وحيده في البيت ، ماذا أفعل يا رب ساعدني . آه سوف اتصل بعمي أحمد ولكن الآن وقت متأخر من الليل و أخاف إن يكون نائم الآن ولا أريد إزعاجه و إفزاعه في الليل ، ولكن ليس باليد حيله فهو عمي الوحيد ولا يوجد أحداً غيره يساعدني الآن ،سوف اتصل عليه فإني مضطرة ، ذهبت ابحث عن رقمه في دفتر الأرقام ، لقد وجددت الرقم أرجو أن لا يكون نائما ، اتصلت على الرقم و يداي ترتجفا ، إنه يرن .. ويرن .. ويرن .. الحمد الله إنه ليس نائما.
أنا : السلام عليك يا عمي أحمد .
عمي أحمد : وعليكم السلام يا ابنتي .
أنا : كيف حالك عمي أحمد ، إني آسفة على الاتصال بك في وقت متأخر .
عمي أحمد : خيرا يا ابنتي هل حصل لكم مكروه لا قدر الله.
أنا ( و العبرة تخنقني ) : يا عمي إن أبي في المستشفى .
عمي أحمد : ماذا تقولين يا ابنتي ؟؟ ماذا حدث ؟؟
أنا ( وبدت بالبكاء ) : لا أعرف يا عمي لقد اتصل أحد من هاتفه و قال إنه في المستشفى أرجوك يا عمي إن تأتي فإني وحيده أرجوك أريد أن اذهب إليه أريد إن أراه يا عمي .
عمي أحمد : إن شاء الله يا ابنتي سأأخذك إليه لا تبكي يا عزيزتي ، دقائق و سأكون عنكِ .
أنا : حسنا يا عمي ،شكر لك إن في انتظارك ،وداع .
عمي أحمد : وداع يا عزيزتي .
آه أرجو أن يكون أبي بخير يا رب ، وأن لا يكون فيه شي و أنا يكون كل هذا كابوس مزعجا يا رب .
جلست انتظر عمي وما هي إلا دقائق حتى أتى ، فذهبت أنا وهو مسرعينا بالسيارة إلى المستشفى .
وكانت أول مره أرى عمي مضطرب و خائفا هكذا أكيد سيكون خائفا فهو أخوه الوحيد وليس لها غيره في هذا الدنيا ، وأنا في حال لا يعلم به غير الله .
وصلنا إلى المستشفى قسم الطوارئ و رأينا شرطي في أواخر عمره ، وسألنا عن أبي .
فقال :أنتي الفتاة التي قالت لي أخبرني هل أبي حياً .
قالت له ( وأنا ابكي و الدموع تسيل على خدي ) : نعم يا سيدي أرجوك أخبرني أين أبي ؟ أين أبي ؟
فقال : إنه يا ابنتي في غرفة العناية المركزه الطابق الثانية الغرفة الأولى .
فذهبت مسرعه إلى الطابق الثاني و تركت عمي خلفي أخذت أسير بسرعة و بكل ما أوتيت من قوه ،فقدماي بالكاد تحملاني ، و أطرافي ترتجف ولا تكاد تستقر في مكانها ، يخيل بي إنها فعلا تود أن تنفصل عن جسدي أخيرا وصلت الطابق الثاني ، أخذت أجول بعيني على أرقام الغرف ويكاد قلبي ينفجر من قوة نبضه كلما اقتربت من الغرفة .
وصلت الغرفة الأولى .. تجمدت مكاني . وقفت لبرهة لا أعرف ما أصنع حتى أيقنت أن جسدي بقي خارجا وروحي قد سبقني إلى داخل الغرفة، رباه دلني ماذا أفعل .. حاولت أن أطفئ على قلبي، أدرت مقبض الباب بهدوء وبخطوات خائفة دخلت الغرفة، استقرت عيناي مباشرة على جثه ملقاة على السرير حينها فقط توقف كل شي توقفت الدنيا وتوقفت الحياة حتى نبضات قلبي التي كانت للتو تكاد تنفجر قد سكتت وهدأت بين وجنتي. أغمضت عيني حاولت أن أحمل قدمي الثقيلتين وأنا لا أقوى حتى على حمل الألم الذي ألم بي فجأة ، تقدمت ببطء حتى وصلت بصعوبة نحو السرير ، لقد رأيت جثه تحيط به الأجهزة من كل الجهات .
لقد شعرت بالألم و أن انظر إلى أبي تمنيت أن يكون كل هذا كابوسا و عندما افتح عيني سأستيقظ من هذا الكابوس المرعب ، لكن هذا ليس كابوسا بل هو حقيقة ، أن كل هذا يفوق تحملي ولا أقدر على تحمله ، كيف أرى أغلى إنسان في حياتي ولا أفعل شي له يا رب اعني على ما أصابني .
نظرت إلى وجهه ، لقد عاد لي شريط ذكرياتي و حياتي مع أبي ، آه كم عشت معه أحلى أيام حياتي فهو عوضني عن حنان الأم التي فقدتها ، فكان يوم ولادتي هو يوم وفاة أمي فقد عشت حياتي يتيمة الأم و إنحرمت من أبسط الكلمات و هي أمي ، ولكن أبي لقد عوضني عن كل شي في حياتي من ولادتي حتى الآن ولم يبخل عليه بشيء ، فهو حياتي وروحي و عمري و كياني ووجود ولا أستطيع أن أفكر لو تركني و رحل عني ولا أتخيل الحياة بدونه .
فأني لم اعتبره أبي فقط بل اعتبرته أمي و أخي و أختي و عمي و عمتي و خالي و خالتي فلقد اعتبرته حياتي كلها .
إن أبي إنسان لا أستطيع أن أصفه فأن الكلمات لا تعبر عنه ، و لكن أستطيع أن أقول أن أبي هو أنا .
فعندما فتحت عيني على هذا الحياة و جدته فكان لي القدوة في حياتي بعد الرسول –صلى الله عليه وسلم –
فلقد علمني معنى الحياة و علمني كيف أحب الحياة و أن الحياة لا تستمر دون طاعة الله تعالى و رسوله و علمني أن يجب علينا أن نوجه المصائب التي تحل بنا وأن نصبر فالحياة تجارب ففي كل يوم الإنسان يتعلم شيء جديد في حياته ، ويجب علينا عدم اليأس و إن نتفاءل بالخير في الأمور و إن كل شيء بقدرة الله سبحانه و تعالى .
كان يوجهني إلى الصواب عندما أخطئ ولا يجبرني على أمر لا أريده ..
آآه كم علمتني يا أبي عن هذا الحياة ، عدت إلى أرض الواقع و أن أرى أبي . كم أحبك يا أبي فأنته حياتي أحبك يا أبي لآخر يوم في حياتي .
مددت يدي نحو تلك اليد التي طالما أحسست بالأمن فيها و أحس بالحنان من لمستها .
إنها برده لا لا لا لا مستحيل أبــــــــــــــــــــي صرخت بكل ما قوتي ، أرجوك يا أبي لا تتركني لا ترحل عني أرجوك من لي غيرك في هذي الدنيا ، و أنا أبكي بحرقه و ألم أبـــــــــي لا ترحل لماذا ترحل لماذا أفقد كل من أحبهم لقد فقدته أمي و أنا لم أره و فقدت جدي الغالي ولأن أفقدك مستحيل أبي رد علي فأن ابنتك العزيزة الغالية على نفسك أني صغيرتك أرجوك رد عليه ، أرجوك قل لي إن كل هذا كابوسا . أرجوك أجبني يا أبي لا تتركني وحيده في هذي الدنيا فأن لا أقدر أن أعيش حياتي دونك أبـــــــــــــــــــــــــــي لا تتركني وحيده …
لا تتــــــــــــــــــركني .. لا تتـــــــــــــــــــركني ..
أبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــي

WOoOoOoOW

الصراااحه ابدعتي

ربي يعطيج الف عاااااااااااااافيه

الله يعافيج …
مشكوره ع المرور …

رائع عزيزتي .. وفقك الله
وفقك الله ياغاليتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.