في إحدى قرى الشال الإنجليزي الجميل , عاش جون مع أمه العجوز , التي لم يكن لها مورد رزق إلا ما كانت تدخره منذ زمن طويل , حيث كانت تعيش من هذه المدخرات مع إبنها , و قد أوشكت هذه المدخرات أن تنتهي , و كان جون كسولاً جداً , حيث أنه لا يقوم بعمل أي شيء , فهو دائم النوم صيفاً و شتاءً , ولا يقوم بأي عمل مهما كان صغيراً .
مع مرور الأيام لم يعد لدى الأم العجوز إلا بعض القروش لذلك طلبت من جون أن يبحث عن عمل يعيشان منه , فهي لم تعد تحتمل كسله أكثر من ذلك وافق جون على طلب امه ’ وفي اليوم التالي بدأ يبحث عن عمل , وعندما عاد في المساء بادررته أمه قائلة :هل وجدت عملاً يا جون ؟فأجابها : نعم يا أمي , ولكن يبدو أني أضعت القرش الذي حصلت عليه عندما كنت أقفز فوق الساقية.
حزنت الأم على ما حصل , وقالت لولدها :في المرة القادمة ضع أجرك في جيبك حتى لا يضيع .
ذهب جون في اليوم التالي إلى السوق , فحصل على عمل عند بعض المزارعين الذين يقومون ببيع الجبن و الزبدة , و عند المساء أخذ جون بعض الزبدة لقاء عمله , فتذكر نصيحة أمه ووضع الزبدة على رأسه من حرارة الشمس , ولكن عندما رأت الأم جون على هذه الحالة صاحت به : ماذا فعلت ثانية , فقال لها : إني وضعت الزبدة على رأسي كما طلبت مني يا أمي , فقالت له : كان يجب أن تحملها بين يديك , لا أن تضعها على رأسك , فخفض جون رأسه موافقاً على كلام أمه .
عاد جون في اليوم التالي إلى السوق , وكانت نتيجة عمله في ذلك اليوم أن حصل على قط شرس كأجر له على عمله , فحمله بيديه , وسار في طريقه إلى أمه , لكن القط قفز بين يديه , وولى هارباً .
عندما عاد جون إلى البيت و أخبر أمه بما جرى , قالت له : كان عليك أن تربطه بحبل في عنقه , و تجره وراءك كي لا يهرب , فقال جون : سأفعلها في المرة القادمة .
عندما ذهب جون إلى السوق في اليوم التالي , نال فخذاً كبيراً من اللحم كأجر له , فبحث جون عن خيط , وربط به الفخذ , ثم جره وراءه في طريقه إلى المنزل , وعندما وصل كان فخذ اللحم قد أتلف تماماً
و امتلأ بالقاذورات , فلما رأت الأم ذلك صاحت به و الغضب يملأ وجهها : كان عليك أن تحمله فوق كتفك أيها الأحمق .
فوضع جون أصبعه في فمه , وقال : حسناً يا أمي , سأفعل ذلك في المرة القادمة .
في اليوم التالي حصل جون على عمل عند أحد تجار الخيول و البغال و الحمير , و عندما أنهى عمله في المساء , أعطاه تاجر الخيل حماراً يستعين به على عمله فأمسك جون بالحمار من قدميه , ثم رفعه يريد حمله وبعد جهد شاق استطاع حمله , و سار به في طريقه إلى المنزل , و هو يتأرجح يميناًو يساراً. عندما كان جون على تلك الحال , شاهدته ابنة التاجر , التي كان قد أصابها الحزن , وقرر الأطباء أنها لن تشفى إلا أن أصابتها صدمة ما , تجعلها تضحك بشكل كبير .
وقد كان منظر جون وهو على تلك الحالة مضحكاً جداً بالنسبة لتلك الفتاة , فصارت تضحك , وتقول :
انظروا إلى هذا المنظر ما أجمله , و الفرح يملأ عينيها .
عندما سمع والد الفتاة بما جرى , عاد مسرعاً إلى منزله , وكانت فرحته عظيمة لشفاء ابنته , ولذلك قرر تزويجها من جون , فقد قطع عهداً على نفسه أن يزوج ابنته ممن يستطيع شفاءها .
تزوج جون من ابنة التاجر , و عاش بعد ذلك مع أُمه و زوجته في سعادة و سرور , و لم يعد بعد ذلك الوقت جون الغبي , بل أصبح أسمه جون النشيط , لأنه غير أسلوب حياته و أصبح فلاحاً و تاجراً نشيطاً
ولا بزعلوني منكم
أنت تسلمين