ضحكات في ركن الاكتشاف
لو سألنا أنفسنا بوصفنا معلمين في مرحلة رياض الأطفال، لماذا يتم في معظم الأحيان تجاهل وإغفال ركن البحث والاكتشاف، فتقتصر محتوياته غالبا على مجموعة من الأدوات غير المترابطة التي يغطيها الغبار مثل: مكبر، مغناطيس، صخور، أصداف، نبتة طبيعية..؟ ما يجعل الأطفال لا يقبلون على العمل في الركن، وقد يتم تقديم بعض الخبرات العملية يمارس الأطفال خلالها التجارب العملية أو يراقبون المعلمة تقوم بها، إلا أن ذلك يتم لفترة وجيزة لمدة يوم أو يومين، دون مراعاة رغبة الأطفال في الاستمرار بأداء الخبرة.
ولو سألنا أنفسنا مرة أخرى مالذي يجعل ركن البحث والاكتشاف ركنا جامدا يفتقد إلى الحيوية، لا نسمع فيه حوارا بين الأطفال، أو مظهرا من مظاهر العمل التشاركي، أو عبارات الدهشة أو أصوات الأطفال فرحين ضاحكين كما يحدث في بقية أركان الصف؟
كل ما سبق الإشارة له يخرج الركن عن مساره ويبعده عن هدفه الذي أعد من أجله، لذا أنصح كل معلمة ومعلم بالإسراع بإجراء تعديلات هامة وبسيطة تساعد في إنعاش هذا الركن وإعادة الحياة إليه من جديد آخذين في الاعتبار ما يأتي:
– مراقبة الأطفال في الركن بوضعه الحالي، وقبل إجراء أي تعديل.
– تحديد الهدف الأول من الركن، وهو تدريب الطفل على مهارات التفكير العلمية، وليس تزويده بمعارف محددة.
– وضع خطة لإعادة تنظيم الركن، على أن لا يقل عدد الأطفال العاملين فيه عن ثلاثة.
– القراءة والاطلاع على كتب تجارب العلوم البسيطة الخاصة بمرحلة رياض الأطفال، بالإضافة إلى البحث في مواقع على الشبكة الدولية، تتناول الموضوع نفسه.
– بناء كل ما يقدم للطفل في الركن، على حاجات وخصائص الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة.
– تحديد الخبرات التي ستقدم في الركن، بحيث تكون مترابطة فيما بينها.
– إعطاء الوقت الكافي لممارسة الخبرات، وعدم الإسراع بتقديم خبرات جديدة على حساب حاجات الأطفال.
– من الأهمية أن نبني على خبرات الطفل السابقة، بحيث نعتمد فيما نقدمه للطفل من خبرات جديدة، على خبرات سابقة.
– تقبل استجابات الأطفال وعدم توجيه اللوم أو النقد، وعلى العكس نقدم الدعم والتشجيع ما أمكن.