<div tag="2|80|” >رحلتي مع الإرشاد ( 12 )
لن تكون نهاية حديثي عن رحلاتي الإرشادية إلا نهاية طيبة –بإذن الله-
فالإرشاد إذا كان له وجه مظلم فله وجه آخر مشرق، وقد أكثرت من الحديث عن الوجه المظلم في الإرشاد، لأن البحر كان هائجا والعواصف قوية، ولم نرتح إلا سويعات قليلة من العناء والتعب عندما أطلت علينا الطبيعة بوجهها الخلاب ، سماء صافية ونسيم عليل 0
دعاني مدير مدرسة جرير الابتدائية في آخر أيام الأسبوع لأنه نظم حفلا لتكريم المتفوقين في مدرستة ، هذا المدير من المديرين المتميزين على مستوى منطقة الرياض وحضرت الحفل ووزعت الجوائز على الطلاب المتفوقين بحضور أولياء أمورهم والحفل على بساطته كان جميلا وحافزا من حوافز التفوق والاجتهاد بلا شك لكن الذي لفت انتباهي أن مدير المدرسة بنظرته التربوية البعيدة منح حارس المدرسة جائزة هي عبارة عن ترمس شاي فاستلمها الحارس مسرورا فهذه أول مرة أشاهد مدير مدرسة يكرم حارس المدرسة 0
من المواقف الطريفة – أيضا- أن أحد المرشدين كان لديه حالة طالب لايحل الواجبات المنزلية ، فكل يوم يحضر للمدرسة فيخرجه المعلم من الفصل لأنه لم يؤد الواجب المنزلي ، فاستخدم هذا المرشد طريقة التعاقد السلوكي ، إذ حضر والد هذا التلميذ للمدرسة واتفق مع المرشد ، على أن يعطي ولي أمر الطالب المرشد مبلغا من المال قدره 100ريال ففي كل يوم يحضر الطالب وقد أدى واجبه يعطيه المرشد 5 ريالات واليوم الذي يحضر للمدرسة وهو لم يؤد الواجب يحرم منها ، واستمر التلميذ والمرشد على هذه الحالة لمدة10أيام حتى أصبح هذا الطالب يؤدي واجباته المدرسية بدون معزز لأن المرشد استطاع بطريقته هذه أن يقوي هذا السلوك المرغوب فيه ويكسب الطالب عادة حسنة وهي أداء الواجبات المنزلية كل يوم 0
مشكلتي أنني لاأتذكر إلا المواقف المحزنة التي يتعرض لها الطلاب في مدارسهم ، ومن هذه المواقف حدث ذات مره أن كنت مشرفا على اختبارات الطلاب في بعض مدارس شمال الرياض وقبل الساعة السبعة بعشر دقائق أقبلت على باب مدرسة ثانوية لاداعي لذكر أسمها ، فإذا بي أشاهد حوالي ستة من الطلاب عند بوابة المدرسة منعتهم إدارة المدرسة من الدخول لأداء الاختبار، وإذا بي ألاحظ إمارات الخوف والوجل عليهم خوفا من حرمانهم من الدخول ، وحاولت مساعدتهم فاتصلت بمدير المدرسة الذي لم يعرني اهتماما ، وكأني قدمت من كوكب آخر ، لقد حدثته بكل أدب ، لماذا لايدخل هؤلاء الطلاب إلى صالة الاختبار: فقال وهو موليا ظهره لي لاندخلهم حتى نسجل أسماءهم ، وعرفت أن الاسترسال مع هذه النوعيات من البشر لافائدة منها وتركته واتجهت لقاعة الاختبار فقرع الجرس ووزعت الأسئلة وصرت أتجول كالعادة بين مقاعد الطلاب لكي أطمئن على سير الاختبار وبعد مضي ثلث ساعة من بداية اختبار المادة الأولى لاحظت أن طالبين لايوجد معهما أسئلة فأسرعت إلي الملاحظ الذي لم ينتبه لهما وأخذت ورقتين من أوراق الأسئلة وأعطيتها الطالبين ، وبعد انتهاء الزمن سحبت أوراق من تأخر عن تسليم ورقة إجابته ومن ضمنهم هذين الطالبين فاعترضت على سحب ورقتيهما حتى يمضيا ثلث الساعة التي كان الملاحظ السبب في ضياعها عليهما ، المهم أنني خرجت من هذه المدرسة مستاء جدا ، أحسست أن أداء الاختبار في هذا الجو المكفهر وهذا التعامل القمعي سبب في رسوب كثير من الطلاب باسم ضبط لجان الاختبارات ، إذا كان المنزل يشحن الطالب من جهة والمدرسة تضغط عليه من جهة أخرى فماذا نتوقع من هذا الطالب المسكين ؟ ، كنت ضمنت في التقرير الذي كتبته وضع هذه المدرسة المزري ، ورفع التقرير إلى مدير التربية والتعليم ولكن :
لقد أسمعت لو ناديت حيا #### ولكن لاحياة لمن تنادي 0
لقد لفت انتباهي بعد انتقالي من الأدارة العامة للتعليم بالرياض إلى الوزارة موقفا محزنا بصراحة لي أنا شخصيا وهو أن عددا مميزا من المرشدين المتخصصين تركوا الإرشاد إلى عمل آخر قد لايكون له علاقة بالإرشاد ، سألت أحد هؤلاء لماذا تركت الإرشاد ـ قال لي بالحرف الواحد يا أستاذ إبراهيم لم يعد هناك إرشاد الإرشاد دخله (عوير وزوير )( العرجاء والمنكسرة) فلا قيمة لنا نحن الآن كما أن بعض المرشدين هربوا من الإرشاد لظلم وقع عليهم من بعض المشرفين وقد قال لي كثير من المرشدين أنهم تركوا الإرشاد لهذا السبب ، صحيح أن بعض المرشدين المتميزين ترك الإرشاد إلى منصب أعلى وهذا طبعا مصدر فخر للإرشاد فمن المرشدين من أصبح مديرا لمدرسة ثانوية وأخر مديرا لشئون الطلاب وأخر وكيلا لوزارة هؤلاء نفتخر بهم ونعتز ، ولكن مع الأسف أنهم تركوا الإرشاد يأن ، فالإرشاد بحاجة إلى مرشدين ومشرفين مخلصين يخلصونه من محنته 0
زرت إحدى المدارس الابتدائية ، وكان بها مرشد لاحظ عليه بعض المشرفين بعض الملاحظات فذهبت إليه لكي أتحقق مما قيل فيه ، ووجدت بالفعل أن هذا المرشد ليس في مستوى المسئولية وعندما لم تفد معه توجيهاتنا شيئا ، اقترحت عليه أن أساعده في النقل لمنطقة القصيم لوجود عائلته هناك ، فاستجاب لذلك وكلمت الوزارة فلبوا طلبي ، المهم أنني لاحظت عند زيارتي لأحد الفصول أنه يوجد طالب نائم فذهبت إليه في مكتبه وأيقظته ، وكان المعلم قد تركه ، بل قال ذلك المعلم اتركه هذا لافائدة منه ، فتعجبت لهذا القول : كيف أتركه أين الإرشاد ؟ وأين المرشد لماذا لم يبحث حالته ؟ وكيف بهذا المعلم يقول مثل هذا الكلام؟ هؤلاء أبناؤنا لمن نتركهم ، فقلت في نفسي ما أسوأمن هذا المرشد إلا هذا المعلم هذا وضع بعض مدارسنا مع الأسف ونحن نعتقد أنهم بأيدي أمينة ترعاهم وتتمنى لهم الخير، والله أعلم 0
لن تكون نهاية حديثي عن رحلاتي الإرشادية إلا نهاية طيبة –بإذن الله-
فالإرشاد إذا كان له وجه مظلم فله وجه آخر مشرق، وقد أكثرت من الحديث عن الوجه المظلم في الإرشاد، لأن البحر كان هائجا والعواصف قوية، ولم نرتح إلا سويعات قليلة من العناء والتعب عندما أطلت علينا الطبيعة بوجهها الخلاب ، سماء صافية ونسيم عليل 0
دعاني مدير مدرسة جرير الابتدائية في آخر أيام الأسبوع لأنه نظم حفلا لتكريم المتفوقين في مدرستة ، هذا المدير من المديرين المتميزين على مستوى منطقة الرياض وحضرت الحفل ووزعت الجوائز على الطلاب المتفوقين بحضور أولياء أمورهم والحفل على بساطته كان جميلا وحافزا من حوافز التفوق والاجتهاد بلا شك لكن الذي لفت انتباهي أن مدير المدرسة بنظرته التربوية البعيدة منح حارس المدرسة جائزة هي عبارة عن ترمس شاي فاستلمها الحارس مسرورا فهذه أول مرة أشاهد مدير مدرسة يكرم حارس المدرسة 0
من المواقف الطريفة – أيضا- أن أحد المرشدين كان لديه حالة طالب لايحل الواجبات المنزلية ، فكل يوم يحضر للمدرسة فيخرجه المعلم من الفصل لأنه لم يؤد الواجب المنزلي ، فاستخدم هذا المرشد طريقة التعاقد السلوكي ، إذ حضر والد هذا التلميذ للمدرسة واتفق مع المرشد ، على أن يعطي ولي أمر الطالب المرشد مبلغا من المال قدره 100ريال ففي كل يوم يحضر الطالب وقد أدى واجبه يعطيه المرشد 5 ريالات واليوم الذي يحضر للمدرسة وهو لم يؤد الواجب يحرم منها ، واستمر التلميذ والمرشد على هذه الحالة لمدة10أيام حتى أصبح هذا الطالب يؤدي واجباته المدرسية بدون معزز لأن المرشد استطاع بطريقته هذه أن يقوي هذا السلوك المرغوب فيه ويكسب الطالب عادة حسنة وهي أداء الواجبات المنزلية كل يوم 0
مشكلتي أنني لاأتذكر إلا المواقف المحزنة التي يتعرض لها الطلاب في مدارسهم ، ومن هذه المواقف حدث ذات مره أن كنت مشرفا على اختبارات الطلاب في بعض مدارس شمال الرياض وقبل الساعة السبعة بعشر دقائق أقبلت على باب مدرسة ثانوية لاداعي لذكر أسمها ، فإذا بي أشاهد حوالي ستة من الطلاب عند بوابة المدرسة منعتهم إدارة المدرسة من الدخول لأداء الاختبار، وإذا بي ألاحظ إمارات الخوف والوجل عليهم خوفا من حرمانهم من الدخول ، وحاولت مساعدتهم فاتصلت بمدير المدرسة الذي لم يعرني اهتماما ، وكأني قدمت من كوكب آخر ، لقد حدثته بكل أدب ، لماذا لايدخل هؤلاء الطلاب إلى صالة الاختبار: فقال وهو موليا ظهره لي لاندخلهم حتى نسجل أسماءهم ، وعرفت أن الاسترسال مع هذه النوعيات من البشر لافائدة منها وتركته واتجهت لقاعة الاختبار فقرع الجرس ووزعت الأسئلة وصرت أتجول كالعادة بين مقاعد الطلاب لكي أطمئن على سير الاختبار وبعد مضي ثلث ساعة من بداية اختبار المادة الأولى لاحظت أن طالبين لايوجد معهما أسئلة فأسرعت إلي الملاحظ الذي لم ينتبه لهما وأخذت ورقتين من أوراق الأسئلة وأعطيتها الطالبين ، وبعد انتهاء الزمن سحبت أوراق من تأخر عن تسليم ورقة إجابته ومن ضمنهم هذين الطالبين فاعترضت على سحب ورقتيهما حتى يمضيا ثلث الساعة التي كان الملاحظ السبب في ضياعها عليهما ، المهم أنني خرجت من هذه المدرسة مستاء جدا ، أحسست أن أداء الاختبار في هذا الجو المكفهر وهذا التعامل القمعي سبب في رسوب كثير من الطلاب باسم ضبط لجان الاختبارات ، إذا كان المنزل يشحن الطالب من جهة والمدرسة تضغط عليه من جهة أخرى فماذا نتوقع من هذا الطالب المسكين ؟ ، كنت ضمنت في التقرير الذي كتبته وضع هذه المدرسة المزري ، ورفع التقرير إلى مدير التربية والتعليم ولكن :
لقد أسمعت لو ناديت حيا #### ولكن لاحياة لمن تنادي 0
لقد لفت انتباهي بعد انتقالي من الأدارة العامة للتعليم بالرياض إلى الوزارة موقفا محزنا بصراحة لي أنا شخصيا وهو أن عددا مميزا من المرشدين المتخصصين تركوا الإرشاد إلى عمل آخر قد لايكون له علاقة بالإرشاد ، سألت أحد هؤلاء لماذا تركت الإرشاد ـ قال لي بالحرف الواحد يا أستاذ إبراهيم لم يعد هناك إرشاد الإرشاد دخله (عوير وزوير )( العرجاء والمنكسرة) فلا قيمة لنا نحن الآن كما أن بعض المرشدين هربوا من الإرشاد لظلم وقع عليهم من بعض المشرفين وقد قال لي كثير من المرشدين أنهم تركوا الإرشاد لهذا السبب ، صحيح أن بعض المرشدين المتميزين ترك الإرشاد إلى منصب أعلى وهذا طبعا مصدر فخر للإرشاد فمن المرشدين من أصبح مديرا لمدرسة ثانوية وأخر مديرا لشئون الطلاب وأخر وكيلا لوزارة هؤلاء نفتخر بهم ونعتز ، ولكن مع الأسف أنهم تركوا الإرشاد يأن ، فالإرشاد بحاجة إلى مرشدين ومشرفين مخلصين يخلصونه من محنته 0
زرت إحدى المدارس الابتدائية ، وكان بها مرشد لاحظ عليه بعض المشرفين بعض الملاحظات فذهبت إليه لكي أتحقق مما قيل فيه ، ووجدت بالفعل أن هذا المرشد ليس في مستوى المسئولية وعندما لم تفد معه توجيهاتنا شيئا ، اقترحت عليه أن أساعده في النقل لمنطقة القصيم لوجود عائلته هناك ، فاستجاب لذلك وكلمت الوزارة فلبوا طلبي ، المهم أنني لاحظت عند زيارتي لأحد الفصول أنه يوجد طالب نائم فذهبت إليه في مكتبه وأيقظته ، وكان المعلم قد تركه ، بل قال ذلك المعلم اتركه هذا لافائدة منه ، فتعجبت لهذا القول : كيف أتركه أين الإرشاد ؟ وأين المرشد لماذا لم يبحث حالته ؟ وكيف بهذا المعلم يقول مثل هذا الكلام؟ هؤلاء أبناؤنا لمن نتركهم ، فقلت في نفسي ما أسوأمن هذا المرشد إلا هذا المعلم هذا وضع بعض مدارسنا مع الأسف ونحن نعتقد أنهم بأيدي أمينة ترعاهم وتتمنى لهم الخير، والله أعلم 0