تخطى إلى المحتوى

رؤية تربوية 2024.

لاشك أن المجال التربوي مثل كل المجالات والمؤسسات الأخرى الموجودة في المجتمع وإن كان يزداد أهمية لأنه يمثل جيل في أشد الحاجة لمن ياخذ بيده نحوالأهداف الطموحة التي تحقق لأمتنا العربية الرفعة والتقدم والازدهار ولايحيد عنها نحو منزلقات اخرى تنوعت في ظل التطور الهائل في وسائل الإعلام والاتصالات، ولنجاح التعليم وتحقيق نتائج ايجابية فعالة لابد من توافر الصدق أو بمعنى آخر الدافعية من الطالب أولاً نحو العلم وإدراك أهميته وذلك يتأتى بشكل واضح من خلال صدق الأسرة في تحفيز أبنائها على التعليم وأنه الطريق الواضح للحياة الكريمة اجتماعياً واقتصادياً،
ثم يأتي دور المعلم والمدرسة باعتبارهما وجهين لعملة واحدة، فالمعلم له دور بارز قد يكون في بعض الأحيان أكثر تاثيراً من الأسرة خاصة في المرحلة الابتدائية حيث تتكون شخصية الطالب وتاثره بشكل واضح بالمعلم وشخصيته وهو مايجعل لمعلم تلك المرحلة خصوصية يجب الاهتمام بها والتاكيد عليها تربوياًوفنياً، وكذلك المدرسة كبيئة تربوية أن تكون مريحة وجاذبة للطالب حيث يكون الانطباع الأول عن المدرسة وما فيها يثبت في ذاكرة الطالب خاصة خلال السنوات الأولى لالتحاقه بها، ومن خلال التلاحم ووحدة الهدف وصدق النية بين كل محور من المحاورالرئيسية للعملية التعليمية بداية من الطالب والأسرة والمدرسة والمعلم ومن عندهم تبدأ نقطة البداية للتطوير المنشود خاصة مع الاهتمام الكبير التي تولية الدولة وتوفير الامكانيات اللازمةللتطوير ،، ويبقى دور القائمين على الميدان التربوي من جهد دؤوب ومرونة مطلوبةللوصول للأهداف المنشودة، ونسأل الله العلي القدير التوفيق والسداد لخير امتنا العربية و الاسلامية…الشارقةالشارقة
هناك طرائق تدريس من قبل بعض المعلمين تطبق في الميدان، فهناك من يستخدم طرائق تدريس تتمحور حول المتعلم، وهناك من يستخدم طرائق تدريس تتمحور حول المعلم، وهناك من يركز على تعليم الكتاب … فكيف يحدث مثل ذلك … فهناك من يعتمد على الكتاب المدرسي كمرجع وحيد أثناء تخطيطه وعرضه لدروسه وكأني به يركز على تعليم الكتاب فقط فتراه لا يخرج عن ضفتيه أو صفحاته، يتقيد فقط بما جاء فيه، والسؤال المطروح هنا لهذا المعلم وغيره ؟
إذا كان الكتاب المدرسي هو مرجعك الوحيد … فما هو مرجع المتعلم إن لم يكن نفس هذا الكتاب …؟ وإذا كنتما أنت والمتعلم تعتمدان على مرجع واحد وحيد فما فضلك عليه وبم تزيد عنه..؟ ثم ماذا لو سألك متعلم ذكي سؤالاً إجابته ليست في الكتاب المدرسي …؟ ما موقفك ؟. ماذا لو احتكم لديك متعلمان من المتعلمين في قضية علمية ليس موجوداً جوابها في كتابهما..؟ ماذا أنت فاعل أو قائل وأنت الذي لا تزيد حصيلتك العلمية عما لدى أي منهما ؟.
لهذا كله يجب على المعلم أن يقرأ ويطلع، ولا شك أن المعلم القارئ المثقف المطلع في مجال تخصصه ( وغير تخصصه ) المتصل بالجديد والمستحدث في الكتاب الذي يدرسه، هو معلم واثق بنفسه واثق بمقدرته ومعلوماته، قادر على الرد على تساؤلات المتعلمين ومتسلحاً لمواجهة ما يطرح عليه منهم، مطمئن إلى أن أي موقف حرج قد يواجهه لن يكون عقبة أو مشكلة طالما أنه مستعد بإطلاعه الغزير وثقافته الواسعة وقراءاته المتعمقة … فهناك المكتبات وما تزدحم به من كتب ومراجع …وهناك المجلات العلمية والدوريات والصحف والانترنت.. كلها مراجع ومصادر علمية يجدر بالمعلم الرجوع إليها قبل أن يبدأ إعداد دروسه.
فالهدف من هذا الاطلاع الوافر، هو أن يقف المعلم على أرض صلبة أمام المتعلمين … متمكنا من مادته … واثقا كل الثقة بنفسه وحتى يحس المعلم أن هناك فرقا كبيرا بين ما لديه من العلم وما لدى المتعلمين … أليس هذا كله مكسبه الحقيقي … ثم.. ألا ترى أن الإعداد وعدم التقيد بالكتاب المدرسي يستحق الجهد والعناء ؟ ولكي يجيء درس المعلم الذي سيقوم به جيداً وصحيحاً، وحتى يتمحور الدرس حول المتعلم لا على أي شيء آخر… على المعلم أن يقوم بعمليتين أساسيتين:
أولاهما: القراءة والاطلاع الواسعان استعداداً بالمادة العلمية، إضافة إلى استخدام الكتاب المدرسي كمرجع يأتي ضمن المراجع الأساسية.
والثانية: إعداد الدرس بكراسة الإعداد كخطة مسبقة ومبرمجة ومتكاملة للدرس تتضمن شكل أداء المعلم والمتعلم على حد سواء قبل أداء الدرس.
بيد أن التمحور حول الكتاب والتركيز على فتحه أثناء عرض الدرس طوال الحصة، والمتعلمين مجرد مستمعين لما يطرح عليهم من أسئلة، والإجابات من جانب المتعلمين هي الأخرى من الكتاب، كل هذا وذاك أدى إلى وجود تعليم يركز على للكتاب من خلال أساليب تتمحور حوله ولا تتعداه إلى سواه، مما يؤدي بالتعليم الذي يعتمد في أسلوبه على التلقين إلى تقليل فرص الإبداع والابتكار والتجديد لدى المتعلمين.
غير أن الكتاب المدرسي عبارة عن وسيلة معينة من وسائل التعلم الأساسية التي قد يلجأ إليها المعلم في معظم ألوان التدريس لجعل نشاطه الصفي أكثر فاعلية وحيوية، فهو قد يستخدم ما في الكتاب من معلومات وخبرات وأسئلة لجعلها محوراً للمناقشة والحوار والدراسة الذاتية، والتطبيق أو إقامة المشروعات وحل المشكلات إلى غير ذلك من ألوان النشاط الذاتي والجماعي.
ولقد مضى الوقت الذي كان الكتاب المدرسي هو الأساس الأول أو الوسيلة الوحيدة في عملية التعلم والتعليم، وأصبح اليوم كغيره من الوسائل المعينة الأخرى، أداة يستخدمها المعلم في تخطيط عمله قبل الشروع فيه وفي أثناء الدرس وعملية التنفيذ لإثارة انتباه المتعلمين وتمكينهم من الفهم، وفي المراحل الأخيرة من الدرس لتعزيز التعلم وتثبيت المعلومات، وهكذا سيظل المعلم عنصراً فاعلاً وجوهرياً في العملية التعليمية لا يمكن الاستغناء عنه، فهو يقوم بتربية المتعلمين وتوجيههم ويخطط لتعليمهم لا لتلقين المعلومات الواردة في الكتاب المدرسي ، ومهما تطورت وسائل التعليم الحديثة وبلغت ما بلغته من الجودة والإتقان والتنويع فسوف يظل الاتصال المباشر ما بين المعلم والمتعلمين له القوة والتأثير ما لا يستطيع أن يحققه الكتاب المدرسي .
وإن مادة الكتاب المدرسي ما هي إلا وسيلة لغاية، وعلى المعلم أن ينظر إليها على هذا الأساس، وأن يستخدمها بطريقة تتيح الفرص لتوفير خبرات تعليمية يستفيد منها المتعلمون، لمواجهة مشكلات الحياة ومتطلباتها، وما لم يتكون لدى المعلم هذا الفهم عن طبيعة الكتاب ووظيفته، فإن من الصعب جداً أن يقوم المعلم بأوجه نشاط مجدية تؤدي إلى تطور الكتاب المدرسي والمنهج بصفة خاصة ومخرجات التعليم بصفة عامة.

بارك الله فيك أخي على الطرح القيم

سلمت يمناك على الطرح المميز والرائع
نشكر لكم المرور الكريم ونهدف في النهاية ليدرك الجيل الحالي مدى المهمة الملقاه على عاتقه لإكمال مسيرة التنمية والتطويرلوضع عالمنا العربي على خريطةالناجحين والمتقدمين ونسأل الله التوفيق..
الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.