كشفت عائشة سيف أمين عام مجلس الشارقة للتعليم لـ"البيان" ان تطوير البنية التحتية للمدارس الـ46 التي وجه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الاعلى للاتحاد حاكم الشارقة بتحويلها الى مدارس نموذجية رصد لها ميزانية قدرت بقرابة 90 مليون درهم، مشيرة الى ان تدشين هذه المرحلة للعام الدراسي المقبل تعد إحدى الثمار اليانعة لاهتمام سموه الذي أولى التعليم اهمية بالغة لقناعته أن الوطن يبنى بسواعد وعقول أبنائه، مبينة ان تحويل مدارس الحلقة الاولى على مستوى امارة الشارقة الى نموذجيات يعد نقلة تاريخية في مسيرة التعليم بالامارة، ومدى اهتمام سموه ـ بالتعليم ـ لتوفير ما يحقق تطور التعليم في مدارسنا ويضمن تقدمها ورقيها مع فتح آفاق أرحب لخريجي المدارس في الجامعات ليسهموا في بناء الوطن.
وقالت ان إجمالي عدد الطلبة المشمولين في المدارس النموذجية سيكون قرابة 13 ألف طالب وطالبة موزعين بواقع 28 مدرسة في مدينة الشارقة و18 في المنطقة الشرقية، لافتة الى ان التعميم سيوفر فرص تعليم متكافئة أسوة بزملائهم في الـ6 مدارس النموذجية وعددهم 2024 طالب وطالبة.
بناء الإنسان
وقالت سيف ان بناء الانسان يمثل أولوية في نهج صاحب السمو حاكم الشارقة، الأمر الذي يتجسد مرارا في الاهتمام ببرامج تطوير التعليم، مشيرة في هذا الاطار انه سيتم التنسيق مع جامعة الشارقة من اجل الحاق مديري ومديرات المدارس في دورات تدريبية حيث ستلحق الهيئات التدريسية في دبلوم تربوي عالٍ من اجل الارتقاء بالكفاءات لمهنية وفن التعامل داخل الفصل اضافة الى تنظيم دورات متتالية من اجل مواكبة التطوير، ما ينعكس إيجابا على مخرجات التعليم ورفع مستوى الطالب التحصيلي والشخصي.
وأكدت سيف ان مكرمة صاحب السمو حاكم الشارقة، حفظه الله، سيكون لها اثر كبير في حقل التعليم، مؤكدة انه لا تعارض بين المدارس النموذجية ومدارس الغد وانه سيكون هناك تجويد لبيئات التعليم في المدارس التي ستغطيها المكرمة السامية، لافتة الى ان النمذجة تعني نقل البيئة الجاذبة والمنظومة التربوية التي تطبق في المدارس النموذجية الست الحالية وتطبيقها في مدارس الحلقة الاولى، الى جانب الانشطة اللاصفية المستمرة والحصص الاثرائية، وقالت ان العمل في المدارس النموذجية يتطلب مجهودا مضاعفا على ادارات المدارس وهيئاتها التدريسية والادارية للقيام به واعتقد انهم سيكونون بحجم المسؤولية كما ان على الطلبة ان يكونوا بقدر الثقة التي وضعها بهم صاحب السمو الحاكم وقال لنا بالحرف "لا رسوم على أبنائي وهم مسؤولون مني".
وذكرت ان تعميم التجربة سيلغي طوابير الانتظار التي نصطدم بها بشكل سنوي وسيحقق لشريحة كبيرة من الاسر حلمها بان يلتحق الطلبة ضمن منظومة المدارس النموذجية وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص للجميع، واضافت سيف ان عملية التطوير في التعليم تحتاج إلى معرفتنا بمهاراتنا وقدراتنا وإمكانياتنا الذاتية ، وهذا هو المفتاح الذي سيجعلنا قادرين على الاستمرار في الإبداع وهذا هو الأسلوب الأمثل الذي يجعلنا قادرين على مواجهة تحديات القرن الواحد والعشرين.
بيئة نموذجية
وقالت سيف انهم تلقفوا توجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة بتحويل المدارس بالبدء الفوري بتنفيذ متطلبات تحويل مدارس الحلقة الأولى (من الصف الأول إلى الخامس) في الشارقة، إلى بيئات نموذجية عبر استبيانات تم توزيعها على هذه المدارس لرصد النواقص والاحتياجات لديها وذلك بالتعاون مع منطقة الشارقة التعليمية ومكتب الشارقة التعليمي حيث قمنا بتفريغ الاستبيانات ورصد الاحتياجات ورفعها الى صاحب السمو حاكم الشارقة الذي وافق على سد كل النواقص.
وبالتالي فإننا سنباشر بتنفيذ وترجمة المكرمة لتكون المدارس جاهزة بمرافقها لاستقبال الطلبة العام المقبل بمدارسهم ضمن بيئة حاذبة، مشيرة الى ان احتياجات المدارس تتفاوت فالبعض تنقصه المختبرات او المظلات وبعضها يحتاج الى تعديلات وإنشاءات اضافية مثل إنشاء شوارع ومطبات ومواقف للسيارات ومظلات سواءً الداخلية أو الخارجية ومسارح وملاعب رياضية وصالات متعددة الأغراض وقاعات حاسوب ومختبرات علمية ومراكز مصادر تعلم لتكون جميعها مدارس تطبق منظومة المدارس النموذجية في العام الدراسي القادم (2017-2016) بعد نجاح تجربة المدارس النموذجية الحالية خلال 14 عاما.
واشارت الى ان صاحب السمو حاكم الشارقة قد وجه ايضا بإضافة عيادات ومقاصف وغرف أنشطة (فنية ـ موسيقية ) في المدارس ، وتوفير التجهيزات اللازمة لتفعيل هذه القاعات مثل التجهيزات العلمية للمختبرات العلمية وتجهيزات لمختبرات الحاسب الآلي وتجهيزات لغرف مصادر التعلم والصالات الرياضية وكل ذلك بهدف توفير بيئات جاذبة للطلاب أسوة بالمدارس النموذجية الحالية. وقالت مهما قلنا لن نفي صاحب السمو حاكم الشارقة حقه فقد جعل الحلم حقيقة منظورة، مؤكدة في السياق ذاته دور وزارة التربية والتعليم ودعمها وتقديم كل ما من شأنه تحقيق اهدافنا كما شكرت منطقة الشارقة التعليمية ومكتب الشارقة التعليمي والدوائر الخدمية الأخرى كالبلدية والأشغال وهيئة كهرباء ومياه الشارقة وكل من سيكون له دور في تحويل الحلم إلى حقيقة.