2. المؤلف : " باسل شيخو "
3. الناشــر.دار القلم , دمشق : ص ب: 4523 – ت : 2229177
4- تاريخ الطبعة. الطبعة الأولى 2024
5- أسلوب الكتاب.كتاب جميل خفيف الوقع على النفس، بالغ الأثر فيها، اعتمد فيه الكاتب على قصص ومواقف ذات بعد عقلي ونفسي وسلوكي يتراوح حجمها بين نصف صفحة أو صفحة ونصف.
6-القصد من الكتاب. فقد جاء هذا الكتاب ليأخذ بيد القارئ ويسير معه برفق وروية نحو واقعٍ جديد وغدٍ جديد. فليست الغاية من هذا الكتاب أن يتزود القارئ بمعرفة جديدة بل لتحيا في نفسه المعرفة، ويتمكن من تحويلها من إطار العقل إلى إطار السلوك… وذلك من خلال منهج عملي يتوجه به الكاتب إلى النفس البشرية مسايراً أنواعها مقدماً زاداً غنياً موجَّهاً للعقل والنفس والسلوك وصولاً إلى نقطة تتمكَّن فيه هذه النفس أن تنهض لتحدد المسار وتبدأ من جديد…..
7-التـقــديـم. مع هذا الكتاب يرحل القارئ رحلة عقلية ونفسية منعشة، فيتوقف عند محطاته الثلاثة ليتزود في كل منها بزاد، حتى إذا ما وصل إلى المحطة الرابعة وجد نفسه جاهزاً ليخوض تجربة عملية تعينه على البدء العمليّ لمسيرة جديدة في رحلة أعمق وأكبر إنما هي رحلة حياته التي كثيراً ما تمنى أن يبدأها في يوم من الأيام….
كم رددنا ونحن صغار مقولة: "الكتاب خير جليس للإنسان…" إلا أن هذا الكتاب يجعلك تردد هذه المقولة بمجرد أن تبدأ بتصفحه، فالغاية المرجوة منه لن تكون بزجِّ معلوماته في رؤوسنا، بل بمصاحبته وجعله أنيسنا وصديقنا ودليلنا في مرحلة البدء التي نتوق إليها… نعود إليه، ونكرر عناوينه، ونقرأ ما بين سطوره، ونغرق في قصصه، ونتوقف عند كل عبارة أثرت فينا لأنها ربما كانت نقطة التحول التي سننطلق منها… سنصطحب معنا في هذه الرحلة كُرّاساً وقلماً فندوّن ما فهمناه وما تعلمناه وما أسقطناه على واقعنا، ولا ننسى بعد ذلك وأثناءه أن نسرد ونناقش ما جاء فيه مع أشخاص آخرين لأننا بذلك نكون قد أطلقنا صافرة تبشر بإقلاعنا لنبدأ من جديد……تلك هي أدوات الإفادة من هذا الكتاب والتي أشار إليها الكاتب في بداية الكتاب…
8- القسم الأول( البعد العقلي ). في أولى محطات الكتاب يتوقف القارئ مع البعد العقلي ليجد فيه آليات منوعة للتفكير المنفتح وظلالاً ممتدة تدعو إلى نبذ السلبية بكل صورها وأشكالها والأخذ بزمام الإيجابية…
كان هناك مزارع أفريقي ناجح , عمل في مزرعته حتى صار عجوزا , ثم سمع أن كثيرا من الناس يبحثون عن الألماس و يجدونه و يحققون غنى هائلا , و هكذا تحمس للبحث عن الألماس و باع حقله و أخذ يبحث عن الألماس .و ظل يبحث ثلاث عشرة سنة حتى يئس , و أخيرا ألقى بنفسه في البحر . غير أن المزارع الجديد الذي كان قد اشترى حقل هذا العجوز وجد ألماسه تحت الحقل , ثم وجد هذا المزارع ألماسة ثانية تحت هذا الحقل ثم ثالثة … و هكذا تبين أن الحقل كله منجم للألماس . إن المزارع العجوز بحث في كل مكان عن الألماس و لم يبحث تحت حقله .و لعله قد أبصر الألماس و لكن الماسة لا تبدو جميلة في البداية , إنما تبدو مثل قطعة الفحم , ثم تحتاج إلى القطع و التشكيل و الصقل …
والفائدة من القصة ابحث عن كنزك داخل نفسكفالجواهر الحقيقة تكمن داخل كل إنسان لا خارجه.
9- القسم الثاني(البعد النفسي). وفي محطته الثانية يُنزل القارئ مرساته عند البعد النفسي ليجد الكاتبَ فيه يسبر أعماق النفس الإنسانية متوقفاً عند ما يعتريها من حالات الضعف والقوة، ليحذر من الأولى ويدعو إلى الثانية…
ذات يوم بارد من أيام الخريف لمح فلاح عصفورا صغيرا مستلقيا على ظهره في منصف الحقل فتوقف الفلاح عن الحرث ونظر إلى هذا المخلوق الضعيف ذي الريش وسأله ” لماذا تستلقي على ظهرك هكذا ؟“ فأجابه الطائر: ”سمعت أن السماء ستسقط اليوم“فضحك الفلاح وقال ”وأظن أن رجليك الصغيرتين النحيفتين ستقيان السماء من السقوط؟“
فأجاب العصفور الجرئ : ”على كل منا بذل ما بوسعه“.والفائدة المرجوة من القصة يجب أن لا نستمع للمحبطين والمثبطين من حولنا فهم كثر
10- القسم الثالث( البعد السلوكي ).ثم يتابع القارئ رحلته ينزل عند البعد السلوكي فيتمتع بمواقف نابضة بالحياة يركز الكاتب عليها، ويسلط عليها المزيد من الضوء إيقاظاً لقدراتنا النائمة وتوظيفاً لها في الطريق الصحيح…
جلس رجل أعمى على عتبات عمارة ووضع قبعته بين قدميه وبجانبه لوحة مكتوب عليها :" أنا أعمى أرجوكم ساعدوني " فمر رجل إعلانات بالأعمى ووقف ليرى أن قبعته لا تحوي سوى قروش قليلة فوضع المزيد فيها ، ومن دون أن يستأذن الأعمى أخذ لوحته وكتب إعلانًا آخر .عندما انتهى أعاد وضع اللوحة عند قدم الأعمى وذهب بطريقه وفي نفس اليوم مر رجل الإعلانات بالأعمى ولاحظ أن قبعته قد امتلأت بالقروش والأوراق النقدية . فعرف الأعمى الرجل من وقع خطواته ، فسأله إن كان هو من أعاد كتابة اللوحة وماذا كتب عليها ؟ فأجاب الرجل : " لا شيء غير الصدق ، فقط أعدت صياغتها ". وابتسم وذهب . لم يعرف الأعمى ماذا كتب عليها لكن اللوحة الجديدة كتب عليها "نحن في فصل الربيع لكنني لا أستطيع رؤية جماله"… والعبرة من القصة صدق المشاعر وسمو الإحساس لا يناله إلا الصادقون.
محطات تغذي أبعادنا الإنسانية الثلاثة، وذلك من خلال قصص ومواقف غنية وحكم تختصر حياة الآخرين وتجاربهم توقظ الهمم حيناً وتوقد مشاعل الفكر بحروف من نور حيناً آخر، فتحيي فينا الأمل، وتبعث في أوصالنا التفاؤل بأننا لا شك قادرون… نتوقف عند كل صفحة لنجد أنفسنا أمام عنوان كبير يفتح أمامنا أفقاً رحباً لأفق بعيد ومعاني عديدة تفهمها كل نفس بحسب مكنوناتها…
11- القسم الرابع ( تحديد المسار ).وهكذا إلى أن نصل إلى المحطة الأخيرة والتي تحمل عنوان: تحديد المسار… في هذه المحطة لن نغوص بين الحروف والكلمات، بل سنكون نحن من يبدع الحروف ويثبت على الأسطر الكلمات، ولكنها لن تكون كلمات عادية لأننا ربما نسطرها لأول مرة ومعها سنكتشف أنفسنا لأول مرة… سنقف مع ذواتنا وقفة طالما احتجنا إليها من قبل… سنتعرف إلينا، ونحدد أهدافنا، ونكتشف العوائق الحقيقية التي تعترض مسارنا، ونتعلم كيف نخطط لإنجاز أهدافنا، وكيف نبرمج أوقاتنا، ونجعل الزمن صديقنا وتيارات الحياة تسير معنا… كل ذلك من خلال مقدمات عملية تعليمية تليها أسئلة لم نطرحها على أنفسنا من قبل… سنقف أمامها، ونفكر فيها ملياً، ثم نجيب عنها لنجد في النهاية أبعاد الطريق قد لاحت وكيفية البدء قد اتضحت… عندها سنقف لنقرأ ما كتبناه من جديد ونحن نتلمس السبيل للانطلاق، وستلمع في الأفق حروف ثلاث:
حرف الكاف والياء والفاء
لتصبح هذه الحروف مفتاحاً لإجابةٍ خططناها بأيدينا برويّة، ووقفنا أمامها مليّاً… عندها يكون الوقت قد حان لنعلن أمام أنفسنا الـ (لا) عالية مدوية ونحن نقول: لا لم يفت الأوان لنبدأ من جديد
12- التعليق :المادة المكتوبة سهلة التناول ولا تحتاج للكثير من العناء ، وهي دعوات لإحياء لغة التفاؤل ويبدو ذلك من عناوين المواقف والقصص التي يمكن أن تؤخذ كوصفات سريعة لأمراض اجتماعية ونفسية وسلوكية كثيرة الكتاب ليس من النوع الذي يقرأ مرة واحدة فهو غني بالأفكار ويحتاج للوقوف والتأمل بين حين وآخر ..
13- التوصية :هذا النوع من الكتب قد يندرج تحت تصنيف كتب البرمجة اللغوية العصبية ، وعادة هذه الكتابات لا تراعي الأساليب الأدبية والإبداعية بقدر ما تركز على الإشارات الرمزية والأفكار الخفية التي تحرض القارئ على التفكير بما وراء الكلمات، وفي هذا الكتاب اعتمد المؤلف على فهم القارئ وتأملاته بشكل كبير .. لذلك قد لا يشعر بالمتعة من اعتاد على قراءة الروايات الأدبية والقصص المحبوكة أو حتى الكتب الفكرية بشتى اتجاهاتها .. . وأنا أدعو لقراءة هذا الكتاب لما أرى من ضرورة الخوض في مثل هذا النوع من المؤلفات خصوصاً في زمن الانهيارات العصبية والإحباطات النفسية التي ملأت واقعنا وحياتنا اليومية ….
هذا الكتاب يعيد لغة التفاؤل إلى قرائه ويبعث فيهم الأمل من جديد
للعلم انه جهدي الخاص .. ارجو الاستفادة
الانسان الطموح لايرى النهاية السيئة
بل يرى النجاح من بعد كل خطوة فاشلة
الورد زرعته
شوقتني لقراءة هذا الكتاب
بارك الله بك وبجهدك المميز
ففي تلخيصك ابداع
سلمت وسلمت ابداعاتك
دمت بود
اسعدني مروركما على موضوعي ..
بيداء
فاختيارك لاسمك يبعث التفاؤل
واختيارك لتلخيص كتابك يبعث العزيمة على الخير
وإدراك أبعاد النفس وكنوزها
وعدم الاستجابة لرسائل المثبطين
وصدق المشاعر وسمو الإحساس
وعند النكبات كل منا يبذل ما بوسعه
ونحدد المسار ،
فنحدد أهدافنا، ونكتشف العوائق الحقيقية التي تعترض مسارنا، ونتعلم كيف نخطط لإنجاز أهدافنا، وكيف نبرمج أوقاتنا، ونجعل الزمن صديقنا وتيارات الحياة تسير معنا.
جزاك الله خيراً وجعله الله في ميزان حسناتك.
|