1ـ قراءة التحصيل: وترمي إلى استظهار المعلومات وحفظها،وهذا النوع بطيء ودقيق، ويحتاج إلى كثرة الإعادة والتكرار، ويهتم فيه القارئ بما في القطعة من معلومات ،ومن أمثلة الناس الذين يحتاجون إلى هذا النوع من القراءة : الطلاب ، وكل من يعدّ نفسه لحفظ طائفة من المعلومات للانتفاع بها في وجه من الوجوه .
2 ـ القراءة من أجل جمع المادة العلمية : والمقصود بهذا النوع ، تناوله لمجموعة من المراجع والكتب ، والتقليب فيها ، واستخراج المادة العلمية التي يحتاج إليها الشخص في بحث يقوم به ، وهذا النوع يتطلّب الإحاطة بموضوعات تلك المادة العلمية ، والكتب التي تحتويها. وتكون مهمة القارئ هنا القراءة الفاحصة، وحسن اختيار المادة التي تتعلق بموضوع البحث .
وممن يحتاجون إلى هذا النوع من القراءة : العلماءالباحثون ، وطلاب الدراسات العليا ، وكتّاب المقالات والأبحاث .
3 ـ القراءة الناقدة : وهذا النوع يعدّ من أرقى أهداف القراءة ، إذ يتمثّل فيه الوعي والقدرة على التعليل والموازنة وإصدار الحكم على المادة المقروءة .
ولمّا كانت مادته تشتمل على الموضوعات العميقة في أفكارها ، تطلَب هذا النوع من القراءة مستوى معيّنا من الثقافة والنضج .
4 ـ القراءة الترفيهية : وتهدف إلى استخدام مهارة القراءة في الترويح عن النفس ، ومن هنا كانت المادة المقروءة خفيفة لا تحتاج إلى مجهود ذهني كبير ،كما أنها تتمّ في أوقات الفراغ ،ولا يشترط فيها استمرار عملية القراءة ، بل ربّما تتمّ في أوقات متقطّعة ، ونستطيع تمثّل هذا النوع من القراءة في أوقات الاستجمام أو الإجازات او فترة ما قبل النوم ، وغير ذلك .
وليس معنى هذا أنها قراءة عديمة الفائدة ، ولكنها عملية تتوافر فيها المتعة العقلية أو النفسية ، ومن شأنها إذاعادت على النفس بهذه المتعة أن تزيد من حبّ الإنسان للقراءة ، كما يمكن أن تتحوّل إلى قراءة بقصد جمع المعلومات .
5 ـ القراءة لتكوين فكرة عامة عن موضوع متّسـع: كقراءة تقرير أو كتاب جديد ، وهذا النوع يعدّ من أرقى أنواع القراءة ، وذلك لكثرة المواد التي ينبغي أن يقرأها الإنسان في هذا العصر الذي زاد فيه الإنتاج العقلي زيادة مطّردة ، ويمتاز هذا النوع من القراءة بالوقفات في أماكن خاصّة ؛لاستيعاب الحقائق ، وبالسرعة مع الفهم في الأماكن الأخرى .
6 ـ القراءة بقصد التصفح السريع : وهذا النوع مهمّ جدّا في حياتنا المعاصرة التي كثرت فيها المطبوعات والكتب ، وأصبح من المستحيل أن يلحق القارئ بهذا السيل من المطبوعات إذا هو توخّى الدّقة والكمال في قراءة كل مطبوع ، ولذا كان من أهم واجبات المدرسة تدريب طلاّبها على تصفّح الكتب تصفحا سريعا ، يلقي فيه الطالب نظرة عابرة على الفهرس فيعرف محتويات الكتاب ، ثم نظرات سريعة على فقرات الكتاب كلها أو بعضها ، وبكثرة التدريب ستقع عيناه على أهمّ نقاط الكتاب ، ويستطيع بعد ذلك في فترة وجيزة أن يلمّ بموضوع الكتاب من جهة ، وأن يلتقط الأفكار الأساسية التي تضمّها فصول الكتاب ، ومتى تمّت هذه الإحاطة السريعة بمجموعة من الكتب استطاع الشخص أن يحصل على ذخيرة من المراجع التي يمكن أن يعود إليها عند اللزوم كي يعيد قراءتها بشيء من الأناة والتفصيل .
ويهمّنا ـ بعد معرفة هذه الأنواع ـ أن نشير إلى أن الطالب في حياته الدراسية ، وفي مستقبل حياته العملية محتاج إليها كلها أو معظمها ، وأنه معرّض للإخفاق في بعض المواقف التعليمية ، والمواقف الحيوية العملية إذا لم تكن لديه الدّربة الكافية على القراءة الصالحة لهذه المواقف ، ولهذا ينبغي تدريب الطلاب على كل ما يمكن من أنواع هذه القراءة .
إن مشروع القراءة ثقافة وسلوك يعدّ مشروعا رائدا يقود طلابنا إلى ينابيع العلم والمعرفة كي ينهلوا من مضامينها الأدبية والعلمية ، وكي يجمعوا كنزا من لآلئ العلوم والمعارف تعود بخيراتها عليهم وعلى المجتمع والإنسانية ؛ لأن مثل هذه المشروعات الرائدة هي التي تبني إنسانا قارئا بل مجتمعا مثقّفا ، بل حضارة علمية وعالمية ، تتطلع إليها أمتنا من جديد .وأختتم الحديث بقولي في قصيدة شعرية :
فإنّي قــد رأيـت العــلم نــورا نجوز به الدّهـور العـاتيــــــات
و"جبريل" الرسول يقول "اقرأ" فكيف نغــطّ في نــوم ســـــبات ؟
فهلمّوا يا أبناء أمّة "اقرأ " إلى ميراث الأنبياء ، نقتسم منه ما نشاء من كنوز العلم والمعرفة ، فإن فضل العالم على الجاهل كفضل الشمس على سائر الكواكب .
إعداد :
موجه اللغة العربية: د. أكرم جميل قنبس
تمت الإفادة من المراجع الآتية :
1 ـ في طرائق تدريس اللغة العربية ت د. محمود أحمد السّيد ـ منشورات جامعة دمشق ـ1988م .
2 ـ الموجّه الفنّي لمدرّسي اللغة العربية ـ أ .عبد العليم إبراهيم ـ منشورات دار المعارف ـ مصر ـ ط 15
3 ـ ديوان " نداء الضّــــاد "ـ شعر ـ د.أكرم جميل قنبس ـ منشورات مكتبة ومؤسسة علوم القرآن ـ الشارقة ـ 2024 م
كل الشكر والتقدير .
محمد عايش
موفقين ان شاء الله