التحفيز بين نظريتي Xو Y
من المؤكد أننا كبشر لسنا كالآلات , فلا نعمل بضغط على زر و بل إن البشر – كل البشر – ماهم إلا مجموعة من الأحاسيس والمشاعر , والعمل لا بد أن يرتبط بتلك المشاعر , ولذا فحسن أداء العمل أو سوؤه يرتبط بمشاعر الموظفين نحو ذلك العمل , ولذا يدرك المدير الناجح كيفية التعامل مع الأفراد لإخراج أفضل ما لديهم نحو العمل المنوط بهم عن طريق التحفيز , فما هو مدلول تلك الكلمة السحرية ؟
التحفيز هو : عبارة عن مجموعة الدوافع التي تدفعنا لعمل شئ ما و إذا فأنت كمدير لا تستطيع أن تحفز مرؤوسك ولكنك تستطيع أن توجد لهم أو تذكرهم بالدوافع التي تدفعهم وتحفزهم على إتقان وسرعة العمل .
التأثير على الموظف !!
فما العوامل المهمة التي تؤثر في الموظف ؟
أولاً : شعور الموظف أنه جزء لا يتجزأ من هذه المنشأة , نجاحها نجاح له وفشلها فشل له , المنشأة التي يعمل فيها جزء من وجوده وجزء من كيانه , فإذا استطاع المدير أن يوصل تلك المفاهيم إلى الموظفين معه فسيكون قد وضع يده على أكبر حافز لهم , فهم لا يعملون لصالح المدير بل هم يعملون لصالح المنشأة ككل والمدير فرد فيها .
ثانياً : اقتناع كل موظف في المنشأة أنه عضو مهم في هذه المنشأة , فمهما كان عمله صغيراً فلا يوجد أبداً عمل تافه و بل يوجد إنسان تافه يأبى أن يكون إنساناً ذا قيمة و فإذا شعر الموظف بأهميته بالنسبة للمنشأة التي يعمل فيها فسيكون ذلك دافعاً كبيراً لتحسين أدائه في عمله , بل سيزيده إصراراً على الابتكار في كيفية أدائه لذلك العمل و ولذا فالمدير الناجح هو الذي يشعر كل موظف معه مهما كان دوره بأنه أهم عضو في المنشأة وأن عمله هو أهم الأعمال و وإذا تمكن هذا الشعور من الموظفين ككل في المنشأة فلن تعرف المدير من الموظف و فكلهم في الغيرة على أداء العمل سواء , وكما كان سلفنا الصالح رضوان الله عليهم أجمعين لا تعرف القائد منهم من الجندي.
ثالثاً :وجود مساحة للاختبار , لابد للمدير الناجح أن يترك مساحة للاختبار للموظفين معه , فيطرح عليهم المشكلة , ويطرح مثلاً بدائل لحلها , ويستشير الموظفين معه حتى إذا وقع اختيارهم على بديل من البدائل المطروحة عليهم تحمل مسؤوليتها مع المدير و وأصبح لدى كل واحد منهم الحافز القوي على إتمام نجاح ذلك العمل .
معوقات التحفيز !!
-الخوف أو الرهبة من المنشأة.
-عدم وضوح الأهداف لدى إدارة المنشأة .
-عدم المتابعة للموظفين فلا يعرف المحسن من المسئ.
-قلة التدريب على العمل وقلة التوجيه لتصحيح الأخطاء .
-عدم وجود قنوات اتصال بين المديرين والموظفين فيكون كل في واد.
-انزع الخوف من قلوبهم وصدورهم من آثار ذلك العمل عليهم إن كانت لها آثار سلبية.
-اجعل لهم حصانة من الإشاعات والافتراءات .
-كرر عليهم دائماً وأبداً بوجوب قرن العمل بالإخلاص.
-حاول أن تجعل مجموعات العمل متناسبة في التوزيع والمهام.
-حاول أن تتفاعل وتتواصل مع الموظفين.
-حاول أن توفر للموظفين ما يثير رغباتهم في أشياء كثيرة.
ثلاث طرق:-
ولك أيها المدير أن تعلم أن هناك ثلاث طرق لكي تنقل الحافز على الموظفين:-
الطريقة الأولى : التحفيز عن طريق الخوف
بأن تذكر لهم الأخطار التي تحيط بالمنشأة وأن الوقت يداهمنا , وعلينا أن نحاول التشبت بسفينة نوح قبل أن يأخذنا الطوفان , ومثل هذه الأقوال و وهذه طريقة تجدي في أول الأمر ثم لا تجد لها بريقاً بعد ذلك ولن تجدي ولن يكون من ورائها أي مردود إيجابي .
الطريقة الثانية : التحفيز عن طريق المكآفات والحوافز المادية
وهذه الطريقة أيضاً تجدي في أول الأمر ولكنها لا تلبث إلا أن تخف حدتها ولا تجدي على المدى البعيد , لأن العمال إذا اعتادوا ذلك فلن يتحركوا إلا أذا كان هناك حافز مادي ومن الممكن أن يعطوا على قدر ذلك الحافز المادي فقط .
الطريقة الثالثة: مخاطبة العقل بالإقناع
بإقناعهم أن تطور المنشأة يعود عليهم جميعاً بالنفع ويساهم في بناء مستقبل أفضل لهم وهذه الطريقة مفيدة جداً.
نظرية X
كيف تتعامل مع الطبيعة الإنسانية للموظفين ؟
قد تفعل الكثير من أجل الموظفين لرفع معنوياتهم وتحفيزهم للعمل ولا تجد استجابة , ولذا فمن المفيد أن تتعرف على الطبيعة الإنسانية للموظفين لكي تستطيع تفهم نفسياتهم , ومن ثم الوصول إلى هدفك كمدير لرفع وتنمية مهاراتهم في أداء الأعمال الموكولة إليهم , وهناك نظريتان أساسيتان في التعامل مع الأفراد وخاصة لأول مرة : الأولى : تسمى نظرية x والثانية : تسمى نظرية y .
الأولى نظرية متشائمة جداً تفترض الخطأ في كل المحيطين على أن يثبت العكس , كمن يقول الإنسان متهم حتى تثبت براءته , والثانية تفترض التفاؤل الكبير وتفترض الصواب في المحيطين إلى أن يثبت العكس , كمن يقول المتهم برئ إلى أن تثبت إدانته .
وتقوم فروض نظرية x على:
العمل الشاق.. الموظف الكسول.. الموظف لا يحب العمل.. الموظف غير طموح .. الموظف يتملص من المسؤولية .. الموظف يحب الإشراف المباشر الذي يعفيه من المساءلة .. الموظف لا يتحرك إلا بالمال.. وبالتالي يكون المدير وفقاً لهذه النظرية .
منفرداً بالقرارات دون الرجوع على احد يهيمن على سير العمل.. كل خطوة تتم في العمل تحت إشرافه .. لا يثق على بنفسه .. يسعى لتحقيق أهدافه بكل الوسائل .. لا يقبل كلمة نقد توجه إليه .
نظرية y
أما نظرية y فتقوم على الفروض التالية:-
الناس دائماً يستمتعون بالعمل .. العمل المحبب كاللعب لا إرهاق فيه ولا ملل.. تحقيق الإنجاز موظف مهم كالأجر تماماً للموظف .. العمال ملتزمون بطبيعتهم .. العمال مبدعون إذا وجدوا الفرصة المناسبة .. وعليه فإن الإدارة تكون كالأتي:-
القرارات بالتشاور .. يشعر الموظفين بالانتماء للعمل .. يساعد الموظفين على التطور .. يشجع العمل الجماعي .
في النهاية الواضح أن الطريقة الثانية هي أفضل للعمل, ولكن انتبه إلى محاذيرها وهي:-
-أن يسئ الموظفون استخدام السلطة الممنوحة لهم .
-عدم وجود سياسات صارمة تجاه الموظفين .
-أحياناً لا يهتمون بسياسة المنشأة ويسير كل واحد منهم بمفرده.
ولكي تنجح عوامل التحفيز التي تتخذها من الضروري أن تتعرف على الاحتياجات التي يحتاجها الموظفين و فينبغي :-
-إعداد مكان عمل مريح لهم .
-حاول أن تجعل سلامتهم من أولوياتك وأشهرهم بذلك .
-تحر إقامة العدل بينهم .
-حاول أن تخص المحتاجين مادياً منهم بالأعمال الإضافية لتتحسن رواتبهم .
-حاول الاجتماع بهم على فترات لتستمع إليهم ويستمعوا إليك بعيداً عن توترات العمل.
-أشراكهم في التشخيص واطلب منهم دائماً الأفكار الجديدة .
-استعمل دائماً عبارات الشكر عند تحقيق الإنجاز.
-استعمل أسلوب الجهر بالمدح والإسرار بالذم .
-أعطهم دائماً المثل والقدوة بسماحك لهم بانتقاد سياستك من اجل الوصول للأفضل.
-ضع نصب عينيك دائماً إيجاد بديل لك أو نائب ينوب عنك عن طريق إفساح المجال للجميع لاكتساب الخبرات.