حالها أيقظ ضميري
وإذ أنا أحدق بعيني.. منتظرا من النوم أن يسدل علي ستائره،، وإذ بالباب يطرق..
تك تك تك ..
ترى من يطرق علي هذا في هذه الساعة،، من يكون خلف صديد هذا الباب…
لا إله إلا الله… سوف أجمع همتي، وأقوي من عزيمتي لأفتح؛ لعل محتاجا يريد أن تقضى له حاجته..
نهضت وقمت بفتح الباب.. وإذ بامرأة قد أنهكها التعب ولم تقوى على القيام فرق قلبي لها فأدخلتها.. وإذا هي بامرأة لم أرى أبدا مثل جمالها.. ولكنها شاحبة الوجه متجعدة، على الرغم من شبابها..
تحيرت ماذا سأناديها حتى أسأل عن حالها!!.. وإذ هي لحظة حتى تنطق حروفي…
ما بالك يا أماه؟!! أهناك شيئا ما تحتاجينه فأعطيك إياه؟؟ لكنها ظلت صامتة..
عاودتها بالسؤال فقلت: أهناك من تبحثين عنه؟؟ ولكن ظل الصمت محورها…
وأنا أكرر من أسئلتي واسكب عليها الكم الكثير من استفساراتي.. وإذ بها تلجم لسانها.. ولا حراك..
تنهدتُ بعدها تنهيدة طويـــــلة… لقد أشغلني أمرها…
وإذ بها ترفع بها رأسها.. وتخرج دمعة قرأتها بقلب حزين وجرح سكيب…
إنها تنادي وتقول: لماذا رميتموني خل ظلام مبهم لم أجد فيه أحدا يمد يده إلي؛ كي يدلني إلى نور البصيرة.. لماذا؟؟!!
قد كنتم تسعون إلي في السابق إلى عون مني حتى ترقون إلى أعظم الوظائف… أشبعتم أنفسكم ونسيتم من أراح بالكم..
أوصلتكم إلى ما أنتم عليه… ولكنكم رضيتم بواحدة لا تمت إليكم بصلة أبدا… وليست من عرقكم بتاتا..
أصبحتُ من قطاع الطرق..أتوسل إلى كل مارِّ كي يضمني بين حناياه حتى أشعر بالاهتمام… ولكن للأسف رأيتهم يقلبونها بين أيديهم…
أرى اسمها معلقا في كل مكان آويت إليه.. لم يبقى لي مكان أجد فيه ما أسد به رمقي…، إلا أني وجدت نور بيتك مضاء فقلت لعلي وعسى أن أجد من بقي في قلبه حبٌّ لي وتقدير…
وإذا هي لحظات وتختفي تماما من أمام ناظري.. وقتها نهضتُ خائفا..، إذ كان حلم يساورني جلست برهة مندهشا مما رأيته وموجها عيني نحو الباب أتخيلها واقفة هناك…
ترى من هي؟؟!!
جلست حينها منكس الرأس أذرف الدمع الغزير…فهي أثناء حديثا لي، كانت غزيرتي تحدثني بأنها هي!!
أو عرفتموها؟!!
إنها الأم التي أظلتنا بظلال المحبة والإخاء.. إنها المعطاء التي جعلت للإسلام ربوعا ينتشر فيه..
إنها روحنا.. أو هل نستطيع العيش بدون روحنا؟؟
نعم، فقدنا روحنا ونحن غافلون.. فقدنا من أذاقنا طعم الحياة، ورضينا بمن لا لون له، زينّاه وجعلنا له ألوان الطيف.. وشرفنا له مقاما..
سهينا عنها.. هي من ربتنا، هي من علمتنا، هي من فتحت لنا روح القرآن وسنة الحبيب المصطفى.. لولاها كيف لنا بهما؟؟
نعم، نزل القرآن بلسان عربي، ولم يقل بلسان أجنبي..!!
أسمع من هنا وهناك أننا نكرهها، متى سننتهي من دراستها؟؟
أصبح الكل لا يطيقها، لا يطيق وجودها، لذلك هي تنادي وتستغيث .. ولكن لا مجيب..!!
أصبحت آذاننا صماء عنها.. ترى لماذا الهروب عن دربها؟؟وللأسف الشديد.. هذا ما أراه وألمسه من الواقع، في هذا الزمن المتحضر؟؟
في الزمن الماضي كانت الكتب تترجم إليها وليس منها إلى لغة أخرى…
نعم، قرت عبارة لأحد المستشرقين يدعى بـ "روجر بيكون" حيث قال: إن العلم مأخوذ من العربية، ومن أراد أن يكون عالما فعليه أن يبدأ بتعلم العربية.
ولكن يا للأسف يا من يقرأ دموعي..
الآن تسارعون بأبنائكم إلى المدارس الخاصة حيث اللغة العربية تمتهن.. وترفع عنها لغة أخرى..
أنا لم يطرأ في خاطري استهانة بأي لغة، ولكن ما آلمني هو حال لغتنا الخالدة " لغة قريش"، لسان القرآن، منبعنا نحن…
أردت أن أوصل لكم ما حلّ بها… " فنحن مسؤولون عنها"..
هي تنادي وتستغيث .. فهل من مجيب.. فهل من ناصر للغة العربية.. بل الأحرى هل من يمتلك حمية فينصر أمته العربية؟؟!!
منقول
قصيدة شعرية عجيبة ، نظمها إسماعيل بن أبي بكر المقري ـ
رحمه الله ـ والعجيب فيها أنك عندما تقرأها من اليمين
إلى اليسار تكون مدحا وعندما تقرأها من اليسار إلى
اليمين تكون ذماً .
من اليمين إلى اليسار … (في المدح)
طلبوا الذي نالوا فما حُرمــــوا **** رُفعتْ فما حُطتْ لهـــم رُتبُ
وهَبوا ومـا تمّتْ لــهم خُلــــــقُ **** سلموا فما أودى بهـــم عطَبُ
جلبوا الذي نرضى فما كَسَدوا **** حُمدتْ لهم شيمُ فــمـــا كَسَبوا
من اليسار إلى اليمين … (في الذم)
رُتب لهم حُطتْ فمــــا رُفعتْ **** حُرموا فما نالوا الـــــذي طلبُوا
عَطَب بهم أودى فمــــا سلموا **** خُلقٌ لهم تمّتْ ومـــــــــا وهبُوا
كَسَبوا فما شيمٌ لــــهم حُمــدتْ **** كَسَدوا فما نرضى الذي جَلبُوا
بارك الله فيكِ
والى الأمام
الأجمل والأحلى والأعذب من هذه الحروف المتناثره
ومن هذه الكلمات السكريهـ ومن هذا النثر المغدق
هو تواجدكـم خلف سياقه
فبكـم حل النور وتم السطر وإكتمل النظم
أحييكـم اعزائي وأرحب بكـم خلف متصفحي
لا تسعني الفرحه بهذا التواجد العذب
فأنتـم جميلين حقاً
سلمت يمناكـم يالغالين على هذا التواجد
ولاهنتوا يارب
الجميل في تلك السماء الصافيه يبعث لنا
الجمال ويبث فيها النور الخلاب
فيزيدنا نورا واشراقا
جمالا وسحرا