تخطى إلى المحتوى

لن أكون معلماً / بقلم :عبد الرزاق الدرباس 2024.

لن أكون معلماً / بقلم عبد الرزاق الدرباس

حين نجح ولي عهدي في الثانوية العامة جلست معه جلسة الصديق فاتحاً له صدري موجهاً إياه لقول ما في نفسه بإلغاء حاجز الأب و الابن لاختيار طريق المستقبل فقال ما معناه :

والدي المفدى ، أنا أقدر فيك النبل الفريد و التضحية العظمى ، و أكبر فيك سنوات عمرك التي أفنيتها في الدراسة و البحث و الخدمة المخلصة للغة العربية ، كما اعتز باسمك و مكانتك الأدبية و الاجتماعية بين الناس .
والدي الغالي : أعرف أن طلابك يتناثرون كالنجوم في كل مكان يذكرون جميلك و أفضالك عليهم و يحلفون بالله ما مرّ عليهم شخص بطيبك و ذكائك و تمكنك من مهنتك و مادتك وقوة شخصيتك و اعتدال معاملتك و مرح روحك .
والدي الطيب : أعتز بأن في بيتنا غرفة مستقلة للمكتبة التي جمعتها طول عمرك – مد الله فيه – و على جدرانها تزهو شهادات الشكر و دروع التقدير …
لكن أيها الحبيب الأثير اعذرني فلن أصبح معلماً مثلك …..
حدقتُ في عينيه الجميلتين فنكس رأسه خجلاً و قد شعر بأنه جرحني ، فقلت : لماذا يا ولدي ؟
قال : ببساطة انظر إلى أية مهنة أخرى تجد دربها قصيراً لا يحتاج لعناء الدراسة و مستقبلها مضمون و طموحاتك فيها تتحقق بلمح البصر و يتدفق عليك المال من حيث لا تحتسب و لا أحد يسأل عن غيابك أو تأخرك و لا يرهقك مدير و لا وكيل و لا طالب و لا ولي أمر و لا تبقى مكانك راوح طول العمر ، ولا يكون تعويض تقاعدك لا يسمن و لا يغني من جوع ..
و لا تنساك الحكومات و الوزارات عندما يتحقق النجاح على يديك و لا يتهمونك بالتقصير عند حدوث أزمة تربوية فكأن لنجاحك مئة أب ، أما الفشل فيلصقونه بك كأنه لقيط رموه عليك ..

انعقد لساني و قلت له : هكذا إذاً ؟؟؟ قال بخجل : أجل أيها الوالد العزيز و إن كان لديك جواب يقنعني بغلط كلامي و تدافع به عن واقع حالك فافعل ..
حتى الآن لم أردّ عليه و قد اختار طريقاً جديدة غير درب أبيه ..
الكرة في مرماكم لتسعفوني في الدفاع عن واقعنا و مهنتنا حيث استنصركم عليه فهل من نصير ؟.

الشارقة 29/10/2017م

يا سيدي العزيز ولدك محق تماما , لقد اصبحت جميع المهن أفضل من هذه المهنة اجتماعيا و ماديا و نفسيا , ويكفينا أنهم قالو أن المدرس رجل بين الأولاد و ولد بين الرجال, الله المستعان

الشارقة

أ, عبدالرزاق درباس

نسأل الله العفو و السلامة ، لم يكن الحال التي ذكرت حال ابنكم

أيها الأستاذ الموقر بل حال كثيرين ممن شبوا عن الطوق أو من

هم دون ذلك ..

لأن الواقع يجرفهم بمعيته إلى تنكيس رايات الفخر في معارك

الحياة برمتها .. برأيي الشخصي هذه المهنة إن لم يمتهنها

من هو أهل لها فحري به أن يتنحى عنها لغيره ممن هو أحق

فتخريج الأجيال و تثقيفها لا يتم إلا على أيد ٍ ائتمنت على

ذلك ..

أما ما أورده نجلكم فهذا مما شاع و ذاع ، و بكته أروقة

القلوب و الأوضاع ، و لم يعد لنا عليه أي سلطة ..

فماذا تقول فيمن لم يستق من العلم إلا يسيرا

ومن الشهادات إلا قليلا و له ما له اليوم من

رفعة ٍ في المادة و المكانة .. ؟!

حمدا لله على كل حال و يكفينا شرفا

أمانة هذه المهنة و جلال شأنها في نفوسنا

أولا و أخيرا .. عن قناعة و رضا ..

و يكفي معلمي الناس الخير أن تستغفر لهم حيتان البحر

هذا ما لدينا و يسر الله لكم أمركم في الرد على

ابنكم بما فيه الصلاح و المنفعة ..

شاكرين طرحكم القيم أستاذنا الفاضل عبدالرزاق

أختكم / الحور الغيد

الشارقة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حالي من حالك استاذي الفاضل

لي ستة ابناء وبنات .. لم يقبل إي منهم على أن يكون معلماً .. لذات الأسباب التي ذكرها ولدك ..

وأسباب هروب الأبناء من دخول مجال التعليم كثيرة ..

وفقنا الله وسدد خطانا إلى كل خير لأبنائنا

اما انا فمعلم جديد دخلت هذه المهنة لظروف المت بي لم استطع الابتعاد عن منزلي وفي اول سنة دخلت الجامعة قرر مجلس الوزراء منح الطالب الدارس في كلية التربية او كلية العلوم راتب 1000 درهم شهريا بشرط بعد التخرج ان يعمل معلم لمدة 5 سنوات، لم ارى اي اقبال من الشباب الي هذا القرار وكنت انا من المستهزئين بهذا القرار
انا اصبح معلم !!!
وفي اخر سنه دراسية بل في اخر شهر دراسي تتغير ظروفي وتجبرني على البقاء بجوار المنزل لا استطيع البحث عن وظيفة اخرى ولان وظيفة المعلم هي الوظيفة الوحيدة التي بجانب المنزل (الميزة الوحيدة الحميدة لهذه الوظيفة ) قررت الدخول في هذه المهنة الشاقة ، تغير مفهومي عنها واحببتها بصراحه ،لقد عملت بجد ليل نهار لاثبات وجودي في هذه المهنة وبالفعل اثبت وجودي واصبح مقامي في المدرسة مقام المدير، لكن بعد فترة 4 سنوات وبعد هذا العمل الجاد ينقلب المدير ، يسلب جميع انجازاتي يوقف مشاريعي يخالف ارائي . . . . . الخ
و من جهه اخرى قرارات الوزارة او المنطقة التعليمية التي نراها كلها من صالح الطالب واين نحن من هذه القرارات لم نسمع في يوم تكريم لهذه المهنه او الوظيفه …………………………………….
إذا كان هذا واقعاً… وهو كذلك…. والأغلب يتندر به…. فمن المسؤول عن ذلك….؟؟؟؟
يؤسفني أن طغيان النظرة المغرقة في المادية وغياب التربية القيمية الراسخة في أبنائنا وعوامل كثيرة ساهمت في صناعة ثقافة ((ولم يؤت سعة من المال)) وثقافة (( ياليت لنا مثلما أوتي قارون))
هذه الثقافة التي نشرتها وسائل إعلام وسقتها ممارسات من لم يشعروا بمسؤوليتهم فينصفوا هذا المعلم إذ غدا التعليم مهنة لمجرد التكسب ولم يعد رسالة بل مهنة من ليس له مهنة وتفشت منهم ممارسات الجُشَّعِ اللُّهَّثِ…… في هذا الجو الكئيب ضاع أثر أصحاب الرسالة من كرام المعلمين وحملة الأمانة
فما المخرج أيها الأحبة والحال ينذر بالأسوء والأخطر؟؟؟؟

الأخ أبو مصطفى:

جميل أن يكون الإنسان رجلاً بين الصغار ، لكني لا أظن المعلم صغيراً بين الكبار .

شكراً لتفاعلكم مع ما طرحناه .

الشارقة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأستاذة المبدعة الحور الغيد :

أجل من لا يجد القدرة و الأهلية ليكون قدوة للجيل و مجاهدا في طريق تنويره فليستسلم و يتراجع .. كلمة قوية صادرة من إنسانة قوية بإمكاناتها و حب مهنتها و رسالتها السامية ، إننا _ نحن المعلمين _ الأجدر و الأكفأ لحمل الرسالة ، لكن الجيل الجديد يريد السهولة و قلة المؤونة ، ما ألقى بعض الغبار على ذهبنا الثمين و لكن الغبار تنجلي و يبقى الذهب برّاقاً لآخر المشوار .

شكراً لطرحكم و وجهة نظركم القيمة أختي الفاضلة و لكم تقديري .

الشارقة

الأخت الكريمة إسعاف :

شكراً لمروركم على المساهمة و تفاعلكم مع ما جاء فيها ، آملاً أن يبقيكم الله ذخراً لستة الأبناء و البنات و أن تقر بهم عينك ، و لا تجزعي على مهنتنا فستبقى الأجيال تترى على دربها و تكمل الرسالة .دمتم بخير و عافية .

الأخ الكريم : alkuwti

للتعليم كثير من الإيجابيات و ليس إيجابية قرب مكان العمل ، و الأفضل ان يختار المرء مهنته بقرار و قناعة أفضل من أن يختارها بضغوط و اضطرار على مبدأ من قال :
إذا ضاقت بنا سبل الحياة ِ / و أفلسنا نصير معلمينا

آملاً لك أطيب المنى .

الأستاذ الفاضل طارق :

شكراً لتعقيبكم الإيجابي على الموضوع ، و لوضعكم اليد على الجرح و هو الإنصاف المطلوب للمعلم . أخي الكريم في اليابان و بريطانيا و هما دولتان حضاريتان يعطون للمعلمين ثلاثة أشياء :
راتب و معاش الوزير ، و هيبة القاضي ، و سلطة الأمن .

و هم بذلك ينصفونه ليؤدي رسالته و يحفزوا الأجيال الجديدة على اللحاق بمواكب المعلمين الذين جعلوا بريطانيا سيدة العالم و اليابان رمز تقدمه و صموده . أما نحن فحسبنا الله و نعم الوكيل .
لكم منا وافر الامتنان و الشكر

لا تعليق !!

الأخ الكريم عبد الرزاق درباس , تحية طيبة لك و لجميع المشاركين في هذا الموضوع , سيبقى لهذه المهنة مكانتها و سموها مهما تغيرت الأماكن و مهما اختلفت الأزمان , ولكن الذي قصدته هو نظرة المجتمع ( الخاطئة ) للمدرس والتي هي بسبب تدني دخله مقارنة بباقي التخصصات الأخرى حتى من هم أقل منه ثقافة وعلما بل حتى من هم بدون شهادة أصلا , فأنا لن أنتظر حتى تتغير نظرة الناس لهذه المهنة و ألقي بأولادي بما وقعت أنا فيه أصلا , و لا تقارنا بالغرب , وفي كل يوم هناك في بلادهم يزداد المدرس سموا و تقديرا و احتراما , وفي كل يوم يشعرونه بأنه هو أصل المجتمع و أن مدرسته التي يعمل بها هي مصنع الرجال, وشكرا
الأستاذ أبو الزهراء :

مروركم و عبارتكم تعليق مفصل ، أهلاً بك اخي الكريم .

<div tag="8|80|” >

كنت هنا .. وقرأت صدق المشاعر المنتمية إلى هذه المهنة و هذه الأمانة التي بين أيدينا فأحببت أن تكون لي بصمة الاطلاع و التأييد

أعاننا الله و إياكم على تأدية ما اتمنا عليه

تحياتى

رؤى لجين

الأستاذة الفاضلة رؤى لجين :

أهلاً بمروركم ، و شكراً لتأييدكم ، أعاننا الله على حسن أداء رسالتنا و تجاوز عوائق الاستمرار و لندع الجيل الجديد في هامش الحرية الموجهة و المراقبة عساه يفلح . راجياً لكم الفضل و العافية أختي الكريمة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.