تخطى إلى المحتوى

فضيلة العلم وتعلمه وتعليمه 2024.

كتب هذا المقال بوساطة الأستاذ:

محمد خيزران رحمه الله

قال الله عز وجل: "يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات" وقال تعالى: "قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب" وقال عز وجل: "وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا" وقال تعالى: "ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم" وقال عز وجل: "بل هو آيات بينات في صدور الذين أتوا العلم".
وطبيعة الإسلام تفرض على الأمة التي تعتنقه أن تكون أمة متعلمة، ترتفع فيها نسبة المثقفين وتهبط أو تنعدم نسبة الجاهلين. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين" وقال صلى الله عليه وسلم: "الإيمان عريان ولباسه التقوى وزينته الحياء وثمرته العلم". والعلم للإسلام كالحياة للإنسان، ولن يجد هذا الدين مستقرا له إلا عند أصحاب المعارف الناضجة والألباب الحصيفة، قال تعالى: "هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا أنما هو إله واحد وليذكر أولو الألباب".
وسما الله عز وجل بدرجات العلماء حتى قرنهم بنفسه وملائكته في الشهادة بوحدانيته والإقرار بعدالته فقال سبحانه: "شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم".
إن المعرفة الجيدة أسبق عند الله من العمل المضطرب ومن العبادة الجافة المشوبة بالجهل والقصور، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "فضل العالم على العابد كفضلي على أدنى رجل من أصحابي"، فجعل صلى الله عليه وسلم العلم مقارنا لدرجة النبوة وحط رتبة العمل المجرد عن العلم، وقال عليه السلام: "فقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد".
ولما كان ضيق الأفق لا يدع للإيمان امتدادا، ولا للإحسان منفذا، قال الله عز وجل: "وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون"، وبين أن الضمير الدافع إلى الخير، الوازع عن الشر المراقب له، الحريص على مرضاته، هو ضمير العالم المستنير الخبير بربه فقال سبحانه: "أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه، قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون، إنما يتذكر أولو الألباب".
وقال علي رضي الله عنه: العلم خير من المال، والعلم يحرسك وأنت تحرس المال، والعلم حاكم والمال محكوم عليه، والمال تنقصه النفقة والعلم يزكو بالإنفاق. وقال علي رضي الله عنه نظما:
مـا الفخر إلا لأهل العلم إنهم *** على الهدى لمن استهدى أدلاء
وقدر كل امرئ ما كان يحسنه *** والجاهلون لأهل العلم أعـداء
ففـز بعـلم تعـش حيا به أبدا *** الناس موتى وأهل العلم أحياء

لكن من الخطر أن نظن العلم المحمود هو دراسة الفقه والتفسير وما شابه ذلك، وأما ما وراءها فهو نافلة يؤديها من شاء تطوعا أو يتركها وليس عليه من حرج … هذا خطأ كبير، فإن علوم الكون والحياة ونتائج البحث المتواصل في ملكوت السماء والأرض لا تقل خطرا عن علوم الدين المحضة.
وحسبنا أن القرآن الكريم عندما نوه بفضل العلم وجلال العلماء إنما عنى بالعلماء الذين يعرفون عظمة الخالق من عظمة الخلق، وإنما عنى العلم الذي ينشأ من النظر في النبات والحيوان وشؤون الطبيعة الأخرى. قال عز وجل: "ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود. ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه كذلك إنما يخشى الله من عباده العلماء، إن الله عزيز غفور".
وقد حث الرسول صلى الله عليه وسلم أمته على طلب العلم فقال: "من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا إلى الجنة" وقال: "إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاء بما يصنع" وقال أيضا: "طلب العلم فريضة على كل مسلم".
عن معاذ بن جبل: تعلموا العلم فإن تعلمه لله خشية، وطلبه عبادة، ومذاكرته تسبيح والبحث عنه جهاد، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة، وبذله لأهله قربة … وهو الأنيس في الوحشة، والصاحب في الغربة، والمحدث في الخلوة، والدليل على السراء والضراء، والسلاح على الأعداء…
وقال مالك رحمه الله: "ليس العلم بكثرة الرواية، إنما العلم نور يضعه الله في القلب".

اللهم إنا نسألك علما نافعا ورزقا و رزقا واسعا و عملا متقبلا.
الشارقة

شكراً
ورحم الله الأستاذ محمد
وجزاكم الله خير الجزاء
فكم نحن بحاجة إلى المحفزات وإثارة الدافعية واستدامة تفعيلها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.