وهو مسلح بقوى القيادة المختلفة ، وبخاصة الثواب والعقاب ، وهو إن لم يهدد علناً، إلا أن ماعرف
عن سلوكه يجعل التهديد والوعيد ملازمين لكل مايصدر عنه من تعليمات .
وهو تعسفي ، لايعبأ بآراء الآخرين ، إن لم تتجاوب مع فكره ورغباته ، كما أنه لايعبأ بإيراد الأسباب
التي دفعته إلى سلوكه ، ويترك للآخرين استنباط هذه الأسباب وهو يشجع الملق والنفاق.
وقمة التسلط ، أن يصل إلى حد يجعله يفترض بأن على الآخرين استقراء أفكاره وهي لاتزال في
خلجات ذهنه ، ويطلب أن تكون تصرفاتهم متلائمة معها .
وهذا الأسلوب في القيادة ، يحرم الآخرين من المبادأة ، ويجعل مهمتهم مقتصرة على تنفيذ الأوامر
والتعليمات ، مع إشعار هم بأنهم دائماً تحت أشد أنواع المراقبة ، وأن الخطأ لايغتفر.
وكثيراً ما يعتمد القائد في هذا النمط ، على رصد أخطاء الآخرين ، وإشعارهم بمعرفته بها،لكي
يلتزموا بالحدود المرسومة لهم ،خوفاً من أن يؤاخذوا بهذه الأخطاء ، في نفس الوقت الذي يجزل
فيه العطاء للمقربين الأوفياء الذين يؤيدونه في كل ما يفعل ، ويكيلون له الثناء ، ويمتدحون أعماله
، بصرف النظر عما يمكن أن تؤدي إليه من نتائج سيئة .
ومثل هذا القائد ، لايمكن أن يضمن الولاء إلا من خلال السلطة ، وعليه أن ينتظر انقلاب الجميع
عليه متى دبً الضعف إلى سلطته .
جزاك الله خيرا أختنا الفاضلة