د.محمد البحتري
موجه اللغة العربية بمنطقة الشارقة التعليمية
موبايل (5374275 ) البريد الألكتروني / albohturi@hotmail.com
أهمية استخدام المعجم :
ينبغي أن يكون معجم اللغة العربية رفيقاً للطالب والمعلم في عملية التعلم ، فهو المرشد للصواب ،والدليل على الفهم الصحيح ، وقد نجد في الميدان التربوي من يتطوع للإفتاء ، وتقديم الجواب لمعنى الكلمة من ذاكرته من غير أن يتأكد من صحة ذلك بالعودة إلى المعجم ، ولذلك تجده يجيب من غير معرفة ، أو يعلم خطأ ، وهذه مصيبة كبرى ، بل وجدنا من المعلمين من يضع أسئلة امتحانية في المعجم ولا يعرف الإجابة الصحيحة عنها؛ لأنه لم يكلّف نفسه العودة في ذلك إلى المعجم .
يروي أحد الموجهين تجربته في اعتماد أسئلة في اللغة العربية فيقول : حدث أن جئت لاعتماد امتحان، فوجد سؤالاً يطلب فيه المعلم من التلاميذ مفرد كلمة: ( المنون ) ، فقلت له: ما هو نموذج الإجابة الذي تضعه للتلميذ؟ فقال : المنية بضم الميم أو كسرها ، فقلت له: المنية مفرد منى ، فقال إذاً : ( الأمنية)، فقلت له : هي مفرد الأماني، فقال ( المنيّة) ، قلت :جمعها المنايا.قال المفرد منّة قلت جمعه منن، فقال : ما مفردها إذاً ، قلت : تعال نحتكم إلى المعجم، فلما فتحنا المعجم، وجدنا المنون هو الدهر، أو الموت وهي ا سم مفرد وقد يدل معناها على الجمع ، ولكنهاليست جمعا له مفرد من لفظه . وهناك مواقف تعليمية كثيرة نقع فيها بالخطأ بسبب الاعتماد على الذاكرة فقط من غير تعزيزها بالبحث في المعجم . المعجم مفيد إذاً ويحمي صاحبه من الوقوع في الإحراج ،أو الخطأ العلمي .
ويظنّ بعض المتعلمين أن استخدام المعجم يقتصر على الكشف عن معاني الكلمات ، ويعمّق هذا الظن طبيعة الأسئلة التي يوجهها المعلم لتلاميذه والتي تدور غالباً حول الكشف عن معنى الكلمة ، وقد يغيب عن الأذهان أن المعجم لم يؤلّف لهذا الغرض فقط ، وينسى هؤلاء أنّ المعجم يتضمن كنوزاً لا حصر لها من المعلومات اللغوية التي تقدّم لمن يبحث عنها ، وكأنه ينادي كما نادت اللغة العربية من قبل على لسان حافظ إبراهيم:
أنا البحر في أحشائه الدر كامن فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي
إن ّ معجم اللغة العربية بحر زاخر بالمعارف والمعلومات تستحق البحث والكشف ، يقدّمها لنا بيسر وسهولة ، والمجالات التي يستخدم فيها المعجم متعددة ومتنوعة نذكر منها البحث عن :
• المعاني المتعددة للكلمة الواحدة وفق سياقاتها .
• جموع التكسير من الفعل الثلاثي.
• مصادر الفعل الثلاثي .
• ضبط بنية الكلمة في الماضي .
• ضبط عين الفعل المضارع
• المفرد من الجمع .. ……الخ
كيف نقرأ في المعجم
لا يحسن كثير من المتعلمين قراءة المعجم ، ولايدرّب الأساتذة طلابهم على القراءة السليمة له أيضا ، هناك رموز ومصطلحات في المعجم ينبغي إدراك معناها أوّلاً والتعامل معها تعاملاً صحيحا ًثانياً .
فإذا فتحنا المعجم مثلاً على كلمة حرص فسوف نجد الآتي :
* َحرَصَ –ِ حِرصاً: جشع .و-.على الشيء : اشتدت رغبته فيه . كيف نقرأ الكلمة ؟ نقرأ هكذا : حرص بفتح الراء في الماضي الثلاثي ،المضارع يحرص بكسر الراء. والمصدر حرصاً، ومعناها جشع ، وحرص على الشيء اشتدت رغبته فيه .
ومن هنا نلاحظ أننا قمنا بالخطوات التالية
– ضبط بنية الكلمة وقراءتها كما ضبطت ولا بأس من الإشارة إلى هذا الضبط في أثناء القراءة .
قراءة ما فوق الشرطة ، فإن الشرطة – بعد الفعل الماضي مكان لوضع حركة عين الفعل المضارع ، والكلمة بعد الشرطة هي المصدر، و النقطتان : أي معنى الكلمة.والشرطة الصغيرة – بدلاً من تكرار الفعل .
مثال آخر
* الحُزمة : ما جمع وربط من كل شيء (ج ) حزم.نقرؤها هكذا : الحزمة معناها ما جمع وربط من كل شيء، وجمعها حزم .
والخلاصة فإن قراءة المعجم تتطلب قراءة الرموز والمصطلحات المشروحة في بداية المعجم كما ينبغي ألا يقتصر المعلم في تدريب طلابه على الكشف عن معنى الكلمة، بل ينبغي أن يدربه على الكشف عن الجمع والمصدر وضبط بنية الكلمة، وضبط عين الفعل المضارع، وأن ينبهه إلى قراءة الرموز والمصطلحات .وحبذا أيها الزملاء لو جرّب كل واحد منا بعد قراءة هذا الموضوع فتح المعجم وقراءته وفق ما تضمنته ورقتي من التوصيات،ودربنا طلابنا على ذلك .وشكراً لكم .
د.محمد البحتري
موجه اللغة العربية بمنطقة الشارقة التعليمية
موبايل (5374275 ) البريد الألكتروني / albohturi@hotmail.com
شكرا لأستاذنا الفاضل على هذا الموضوع المفيد