تخطى إلى المحتوى

دور التربيه الرياضيه و البدنيه فى بناء المجتمع 2024.

تمتاز رسالة التربية البدنية والرياضة، بأنها رسالة عمل وتطبيق وبناء، وليست نظريات وأفكار وفلسفات مجردة، فالتربية البدنية والرياضة، بكل ما فيها هي رسالة بناء الإنسان.ولكي تتحول التربية البدنية والرياضة، إلي رسالة بناء الإنسان، لا بد من توفر شرطين أساسيين، وهما: المعرفة – التطبيق.

وتؤكد التربية البدنية والرياضة أن منطلق التغيير الاجتماعي، يبدأ من التغيير الذاتي عند الإنسان.
بسم الله الرحمن الرحيم
"إنَّ اللهَ لا َيُغَيِّرُ ما بِقَوْم حَتّى يُغَيِّروا ما بأنْفُسِهِم"
صدق الله العظيم
سورة الرعد: الآية: 11.

إن التغيير الفكري والروحي والعاطفي الشامل هو أساس التغيير والبناء، فما لم تتغير أفكار الإنسان ووعيه وفهمه، وتتكون لديه العواطف والمشاعر والقناعات الفكرية والنفسية بقيم المجتمع المنشود، والإيمان بقوانينه وأنظمته، لا يمكن أن يبنى ذلك المجتمع ويتكون، فتسير الحياة فيه وفق تلك القيم والمفاهيم والقوانين، فالإكراه والقسر السلطوي والإخضاع الشكلي للقـانون لا يحقق ذلك.
فما لم يؤمن الإنسان في المجتمع مثلاً بالحرية ويعرف قيمتها في حياته وحياة الآخرين وحدودها ومسئولياتها، فلا يمكن أن يعيش المجتمع في ظل الحرية، ولا يمكن أن نحترم فيه حرية الإنسان.وما لم يؤمن الإنسان بحقوق الإنسان، ويعترف بها كحقوق للآخرين، وما لم يؤمن أن كل ذلك من قيمه ومبادئه، إيمانًا ذاتيًا، وهو مسئول عنها أمام الله سبحانه، لا تحترم تلك الحقوق، ولا ينال أحد حقه.
وما لم يؤمن الإنسان بأن الحياة في المجتمع لا تسير إلا بالتعاون الحميد، ولا تقوم حياة تعاونية بالقسر والإكراه، وقد رأينا كيف انهار المجتمع الاشتراكي في الاتحاد السوفيتي الذي فرض فيه التعاونيات الاجتماعية قسرًا علي أنقاض هدم الإرادة الذاتية للأفراد ومصادرة حرياتهم الشخصية.

وما لم يتحرر الإنسان من الأنانية في كل مجالاتها، فيحب للآخرين ما يحب لنفسه، ويكره لهم ما يكره لها، لا يمكن أن يبنى مجتمع يسوده الأمن والعدل والسلام وتكافؤ الفرص والحقوق، فيأخذ كل ذي حق حقه.
وبدون الوعي الاجتماعي والمعرفة للمبادئ والتغيير الحقيقي لذات الإنسان وسلوكياته، لا يمكن أن يبنى المجتمع الإنساني المنشود، ولكي نحقق ذلك من الناحية العملية، لا بد من أن نرسم منهجًا تنفيذيًا لبناء المجتمع المدني وفق مبادئ وقيم التربية البدنية والرياضة.

ويبني هذا المنهج علي عنصرين أساسيين، هما: المعرفة والتطبيق، من خلال وسائط التنشئة الاجتماعية المختلفة، مثل: البيت – المدرسة – الجامعة – النادي – مركز الشباب – الساحة الرياضية – جماعة الأصدقاء – الإعلام بمختلف وسائله وأدواته… وغيرها.

فالتربية البدنية والرياضة، تربي الإنسان ليس علي تقوية البدن فحسب، ولكن تربيته علي التنافس الشريف، واحترام قوانين اللعب، واحترام حقوق الآخرين، وعلي الحياة التعاونية … وغيرها.

وبذا نساهم في بناء المجتمع المدني وفق رؤية التربية البدنية والرياضة من خلال المعرفة والتطبيق, كما يبنى من خلال القانون وإيمان السلطة بذلك

شكرا أستاذة /الهام على الموضوع المفيد
بارك الله فيكِ وجزيت خيرا
[<div tag="1|80|” >موضوعك مفيد و ممتاز بارك اللةجهودك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.