الشيخة شمسة تدعو إلى تمكين ذوي الاحتياجات من المشاركة في مسيرة بناء الوطن
دبي – “الخليج”:
قامت حرم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله سمو الشيخة شمسة صباح أمس بزيارة خاصة الى مركز راشد لعلاج ورعاية الأطفال في دبي حيث استقبلها اطفال المركز وقدموا لها باقة من الزهور ودرع المركز احتفاء بقدوم سموها وتقديرا لزيارتها الكريمة.
ورافقتها في هذه الزيارة كريمتاها الشيخة لطيفة بنت خليفة بن زايد آل نهيان والشيخة شما بنت خليفة بن زايد آل نهيان. وقد قامت سموها والوفد المرافق بجولة تفقدية للاطلاع على أوضاع المركز والجهود التي يبذلها لتوفير افضل خدمات اعادة التأهيل لنحو 300 طالب وطالبة يتلقون الدراسة على مقاعده.
جالت سموها على كافة الأقسام والتقت بالأطفال وتجاذبت معهم أطراف الحديث وتابعت أدق التفاصيل الخاصة بيومياتهم ومدى تطور حالاتهم ايجابيا والنشاطات المتنوعة التي يقومون بها في ساعات الدراسة.
ودعت سموها خلال الزيارة الى بذل المزيد من الجهود من اجل تمكين ذوي الاحتياجات الخاصة في دولة الامارات واتاحة المزيد من فرص العمل امامهم لتعزيز ثقتهم بأنفسهم ولعب دورهم الطبيعي في مسيرة التنمية التي تشهدها الدولة.
وأعربت سموها عن شديد اعجابها بالمركز “الذي قد يكون الوحيد بهذه المساحة الكبيرة ورعايته لكافة حالات الاعاقة مما يمكنه من استيعاب عدد كبير من ذوي الاحتياجات الخاصة خصوصا وأنه يضم الأطفال بدءا من سن ثلاثة أشهر حتى 18 عاما”.
وأشارت سموها الى الاهتمام الكبير الذي يحظى به ذوو الاحتياجات من قبل صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله مؤكدة على الانجازات الكبيرة التي حققتها الدولة في مجال رعاية ذوي الاحتياجات والتي يأتي على رأسها انشاء وزارة للشؤون الاجتماعية واصدار قانون خاص لحماية حقوقهم ورعايتهم وتوفير مستقبل افضل لهم.
وأكدت سموها ضرورة الأخذ بيد ذوي الاحتياجات، لتمكينهم من المشاركة في بناء الوطن كلاً على قدر استطاعته وإبراز قدراتهم واتاحة الفرص امامهم، من اجل اكتساب المهارات التي تساعدهم على تطوير ذواتهم ودمجهم في المجتمع، خاصة ان الكثيرين منهم حققوا انجازات كبيرة لأنفسهم ووطنهم والعاملون منهم في المؤسسات الحكومية والخاصة يقومون بواجباتهم على اكمل وجه جنبا الى جنب مع اخوانهم الآخرين.
وردا على سؤال ل “الخليج” حول رأيها بمشروع دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس العادية أجابت سموها: الأمر صعب لأن هؤلاء الصغار يحتاجون إلى رعاية خاصة وأساتذة قادرين على تفهم حالاتهم ومنحهم الوقت الكافي لشرح الدروس، لأن بعضهم يصعب عليه الاستيعاب بنفس سرعة زميله العادي كما أن التلاميذ الأصحاء يجدون في أحيان كثيرة صعوبة في الاستيعاب فما بالك بذوي الاحتياجات الخاصة. إنهم يحتاجون إلى من يمنحهم الوقت والصبر وهو أمر يصعب توفره في المدارس العادية نظرا لكثرة عدد الطلاب، اضافة إلى أن الأطفال العاديين ما زالوا غير مؤهلين للتعامل مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ومن الممكن أن يسيئوا اليهم.
وحول إمكانية رعاية الدولة للمواهب من ذوي الاحتياجات الخاصة بعدما أبدت سموها اعجابها بأعمالهم الفنية من رسومات وأعمال حرفية، قالت سموها: هذه أعمال جميلة ومشرفة للدولة، ومن المهم رعاية الموهوبين لا سيما من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وأشادت سموها بمستوى حملات التوعية التي تنطلق كل يوم في ارجاء وطننا المعطاء لنشر ثقافة الرعاية والتكافل وتفهم احتياجات هذه الشريحة الغالية، مشيرة الى ان هذه الحملات سوف تؤتي اكلها في نهاية المطاف لبناء مجتمع مثقف يدرك فيه كل طرف الدور المنوط به، من اجل الحفاظ على السجل الانساني الرفيع والسمعة الطيبة التي تحظى بها الامارات على الساحة الدولية.
أما عن المكانة التي وصلت اليها المرأة الاماراتية فقالت سموها: المرأة أساس المجتمع وقد وصلت اليوم إلى مراكز مرموقة ومناصب مهمة، وذلك بفضل ما تقدمه الدولة من تسهيلات أمام المرأة الاماراتية لتدعمها في كافة المجالات. وأضافت سموها: أتمنى للمرأة الاماراتية أن تواصل التقدم ونتوقع منها المزيد في مختلف المجالات. وتقديرا للمكرمة السخية التي تقدمت بها سمو الشيخة شمسة وتبرعها بمبلغ مليون درهم لمركز راشد، فقد اقامت إدارة المركز مجسما كبيرا من الرخام على شكل قلب يحمل اسم سموها تعبيرا عن امتنان المركز لمكرمة سموها بهدف تطوير المركز وافتتاح المزيد من الفصول التدريسية. وأزاحت سموها الستار عن المجسم الرخامي وسط تصفيق الاطفال الذين ارتسمت على وجوهم علامات الفرحة والحبور والتقدير.
وأعربت سموها في ختام الزيارة عن تقديرها للاطفال ذوي الاحتياجات لروحهم العالية ولاهاليهم الذين يؤدون اسمى رسالة للابوة والأمومة.كما اعربت عن تقديرها للمركزعلى الجهود الحثيثة والخدمات المميزة التي يقدمها لاعادة تأهيل ذوي الاحتياجات وتعزيز ثقتهم بأنفسهم.
وحثت سموها المرأة التي اعتبرتها جزءاً مهماً في المجتمع على زيادة الانجاب وعدم الاكتفاء بمولود واحد او اثنين على اعتبار ان الاجيال القادمة هم حماة وتقدم المجتمع وعليهم الانخراط في جميع المجالات لخدمة وطنهم وتقدمه.
ودعت سموها رجال الاعمال الى المبادرة ودعم مثل هذه المراكز التي تهتم بذوي الاحتياجات الخاصة.
وأعربت سموها في ختام الزيارة عن تقديرها للاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة لروحهم العالية ولأهاليهم الذين يؤدون اسمى رسالة للأبوة والأمومة، كما عبرت سموها عن تقديرها للمركز على الجهود الحثيثة والخدمات المتميزة التي يقدمها لإعادة تأهيل ذوي الاحتياجات وتعزيز ثقتهم بأنفسهم.
ومن جانبها قالت مريم عثمان مديرة المركز: “ان تفضل حرم صاحب السمو رئيس الدولة بزيارة المركز للتعرف إليه عن قرب، هو شرف كبير لنا وسوف تسجل هذه الزيارة في تاريخ المركز ووجدان أطفاله”.
وتقدمت نيابة عن اطفال المركز بأسمى آيات الشكر والتقدير الى حرم صاحب السمو رئيس الدولة على زيارتها الكريمة هذه راجية لسموها التوفيق في مساعيها الهادفة الى رفعة الانسان على هذه الارض المعطاءة.
يذكر ان هذه الزيارة جاءت تلبية لدعوة خاصة قدمها اطفال المركز الى حرم صاحب السمو رئيس الدولة، اثناء زيارة قاموا بها الى قصر سموها في شهر ابريل من العام الحالي 2024 حيث استقبلتهم استقبالا خاصا ينم عن اهتمامها العميق بهذه الشريحة من مجتمعنا، وأعلنت عن مكرمتها السخية لمساعدة المركز على تعزيز خدماته ومواصلة رسالته.