تخطى إلى المحتوى

مهرجان كتاب الطفل ،شعلة في دروب المعرفة 2024.

نتابع بفاعلية وحب مهرجان كتاب الطفل من الفترة 14- 21 من فبراير ، وقد تضمن المهرجان القرائي منذ انطلاقته الكثير من الأنشطة الحية والمتنوعة من مسرح هادف وأركان قرائية وورشات عمل تدريبية لكافة مستويات الجمهور … فينظر نظرة فاحصة إلى جمهور الكتاب باعتباره شخصية سلسة تتقبل كل مبتكر وجديد، واعتبار حضورهذه المهرجانات مدخلا لتعميق الحوار مع الآخر والذات ، فهذه المهرجانات خطوات نحو الخلاص من الهجر الطويل لمتعة اللقاء بالكتاب وقراءة أبنائنا له واقتنائه ، وهي إطلالة متفائلة على أهداف حقيقية لأجيال لا نريد لها الانعزال عن العالم المتطور ، بل نسعى بعمق لنتواصل ونعزز عندهم قيمة الوعي الفكري حضاريا ومعنويا ..
نحن في فضل كبير من الله أن منّ علينا بهذه الرعاية الكريمة لهذه الأنشطة القرائية بمستوياتها .. فهي الأمان لأجيالنا وهي الثروة الحقيقية لغد أجمل ولكون ممتد كشجرة وارفة الظلال ، تثمر خيرا ونقاء لكل من يستظل بظلالها .
والكتاب في يد الأبناء يقدم رعاية لقيمهم ،وسلوكهم ، ومن خلاله ننمي اتجاهات إيجابية فيهم لضبط الذات ،وتنمية للمهارات والقدرات والاستعدادات التي تبدأ بالتعلم الذاتي … وتنتهي بالتقويم الذاتي .
إن في القراءة تغذية راجعة لكل المهارات التي تهيئ إنسانا متحضرا لديه القدرة على فهم واستيعاب ما يقدم له من مفاهيم وحقائق … مما يمكنه من استخلاص الحياة من خلال القراءة ، لتصبح حياة بنائية ومتميزة ومكثفة ، بل أشبه برحلة استكشاف حقيقية لاختيار الأفضل .
فالقراءة زاد الإنسان لتنمية التفكير العلمي الإبداعي .. والمهارات العليا التي نطورها بالقراءة التحليلية لتكسبنا ذاك التسلسل المنطقي للأفكار والقدرة على التعامل مع الحياة بكل ثقة ورسوخ .
… نعم فكلما قرأنا كلما امتلكنا القدرة على إصدار الأحكام بموضوعية ومصداقية …
إنها تدريب مستمر للمحاكاة الإبداعية في جميع الأجناس الأدبية ،وتفعيل للأساليب الراقية في التحدث والكتابة والأداءات الحوارية .. وفيها يتتبع الإنسان ذاته وكفاياته منجزا أفكارا وتجارب أعمق.
نقرأ فنناقش أفكار الآخرين ونعمق شعورنا بهم ،نتعرف معاناتهم وخبراتهم وتجاربهم ،نعتاد أن نستمتع ونستمع ونختار أفكارا ونرفض أخرى .
حينما نصادق الكتاب يقدم لنا ما نحتاجه من إرشادات وتوجيهات وصداقات واختلافات وعوالم شاسعة لا نهاية لامتدادها …
حينما نقرأ لا نتوقف في أول الطريق ، يبث فينا حماسا للحياة وللآخرين …فتلك الحياة الواسعة نتلمسها ،ونتلمس أحلامنا من خلالها ،نغرس لأبنائنا حياة ذات معنى ،ونمنحهم الإثراء والثراء في الاعتماد على الذات.
و أخيرا ما الذي يجنيه الطالب في سن مبكرة من القراءة :
إنه يكتسب مهارات التواصل العليا باكتسابه لغة التحدث الراقية ،والقراءة الممتعة المضبوطة.
والقراءة تمنحه خبرات لغوية عميقة لفهم واستيعاب المواد الأخرى ،وتعلم لغات أخرى وقتما شاء وبوقت قصير ،وهذا ما يؤكده الخبراء التربويون ،فكلما كانت اللغة الأم قوية وذات أساس متين كلما تمكن من اكتساب لغات أخرى . فالقراءة تعلمنا الكتابة الصحيحة ،وتجاوز الأخطاء نطقا وتحدثا.
إن الأهداف الجليلة والتخطيط لمستقبل أفضل هو في الكلمة السحرية (اقرأ)
فشكرا لمن يحملون شعلة الكلمة الحرة …ولمن يزرعون واحات جديدة فتثمر بالمزيد من العطاء والإشراق .

خيرية جودة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.