——————————————————————————–
نصائح علمية سريعة
كيف تغرس حب القراءة في طفلك منذ نعومة أظافره
عندما تسأل الغالبية العظمى من الآباء عن متى وأين يبدأ أطفالهم تعلم القراءة؟ يكون الرد: بعد دخولهم المدرسة.
في المقابل تهدف هذه المقالة إثبات عكس الاعتقاد السابق، وحث الآباء والأمهات على غرس حب القراءة في أطفالهم منذ نعومة أظافرهم.
حيث تشير العديد من الدراسات العلمية – في هذا المجال – إلى أهمية أن تعتاد الأم القراءة لجنينها بصفة يومية أثناء فترة الحمل، وهي عادة منتشرة في أوساط الطبقات الوسطى بالمجتمعات الغربية بما في ذلك الولايات المتحدة.
فحب القراءة – من وجهة نظر تلك المجتمعات – هو الطريق الأقصر للنجاح في المدرسة وفي الحياة العامة.
وهنا يجب طرح السؤال الهام والمنطقي عن كيفية أن نساعد أطفالنا على تنمية هذه المهارة الضرورية لبناء شخصيات واسعة الإدراك قادرة على إيجاد الحلول النافعة لمشاكل المستقبل.
وهنا تشير الدراسات المعنية إلى ضرورة النظر للقراءة للطفل في مراحل عمره الأولى على انها وسيلة مثالية لتنمية مشاعر الحب بين الآباء والأطفال والاستمتاع بوقت هادئ معاً. ففي المرحلة من 1 – 6 أشهر تكون حاسة البصر لدى الطفل في مرحلة نمو، لذلك تنصح الدراسات بقراءة الكتب ذات الصور الواضحة والألوان المتناقضة مثل الأبيض والأسود أو صور لأشكال هندسية، أو صور لوجوه الأطفال وتعبيراتها المختلفة.
كما تنصح جوديث شميكيدنز في كتابها «المراحل الأولى للقراءة والكتابة» الصادر في عام 1999 بأن تقوم الأسرة بصف «الكتب ذات الصور الواضحة ناصعة الألوان على جوانب سرير الرضيع «لتسلية الطفل أثناء فترة يقظته، كما ينصح – خلال هذه الفترة – بتداول الكتب خفيفة الوزن المصنوعة من القماش أو المشمع وقراءة كتب تحتوي على أناشيد مسجعة قصيرة وبسيطة لتجذب انتباه الطفل.
أما بالنسبة للمرحلة من 7 – 12 شهراً فهي تشهد زيادة قدرة الطفل على التركيز ونمو قدرته على الجلوس واستخدام يديه في اكتشاف العالم من حوله، لذا ينبغي على الأبوين في هذه المرحلة أن يبدأ في ترسيخ القراءة كجزء من الروتين اليومي للطفل، وذلك عن طريق القراءة للطفل في مواعيد محددة وبشكل معتاد، مثل القراءة قبل النوم يومياً على سبيل المثال.
ويجب الإشارة هنا إلى أهمية الكتب التي تساعد على تنمية وإثارة حواس الطفل المختلفة مثل الكتب التي تصنع من أقمشة مختلفة ذات ملمس بارز والتي تحتوي على صور واضحة وكلمات قليلة.
وفي أواخر هذه المرحلة العمرية يمكن قراءة الكتب المجسمة والمصنوعة من الكرتون المقوى، فالأطفال في هذا العمر دائماً ما يحاولون تمزيق صفحات الكتاب أو وضعه في أفواههم، كما تنصح شميكيدنز «بترك بعض الكتب مع باقي الألعاب لتشجيع الطفل على اكتشافها وتداولها»، وما أجمل القراءة مع إقامة حوار بأصوات ونبرات مختلفة بين الأم وطفلها حول صور وكلمات الكتاب.
وأما في المرحلة من 12 – 18 فهي تتميز باستمتاع الأطفال بقراءة الكتب التي تتناول المفاهيم المختلفة مثل مفهوم الشيء وعكسه، والكتب التي تدور حول فكرة واحدة واقعية يمر بها الأطفال وأحداث مماثلة كالتي يمر بها الطفل يومياً مثل وقت الاستحمام واللعب وزيارة الأقارب وتناول الطعام والاستعداد للنوم، ويجب هنا الإشارة إلى أن الطفل في هذا العمر لا يكون مستعداً بعد لقراءة القصص ذات الحبكة الدرامية.
أما بالنسبة للمرحلة من 19 – 30 شهراً فيبدأ الطفل فيها في ترسخ شعوره بالاستقلال، والذي يظهر في رغبته في تصفح الكتب بمفرده، حيث يبدأ الصغير في قراءة الصور وربما قراءة الكتب ذات الكلمات القليلة التي تعود قراءتها مراراً وتكراراً، وفي هذه المرحلة يبدأ الطفل بالاستمتاع بقصص أطول ذات بداية وحبكة درامية ونهاية.
في نهاية هذا المقال القصير انصح كل أسرة بأن تبدأ في القراءة لأطفالها حتى قبل الولادة حتى لو اقتصر هذا على قراءة القرآن يومياً، وان تجعل من القراءة عادة يومية ولو 20 دقيقة يومياً، وألا تمل من قراءة الكتاب نفسه مراراً خاصة الكتب المفضلة
لطفلها، وأن تكون قدوة لأطفالها، فالطفل الذي ينشأ بين أبوين مداومين ومستمتعين بالقراءة ينمو محباً للكتاب. كما أنصح كل أسرة بأن تقتني الكتب المفيدة الشيقة لكل أفرادها، وأن تحرص على تأسيس مكتبة ومكان للاستمتاع بالقراءة بالمنزل، ويا حبذا لو تعودت الأسرة على الذهاب للمكتبات العامة والتجارية بصفة اسبوعية. وأخيراً وبالنسبة للأم التي لا تتوافر لديها القدرة على شراء الكتب لأطفالها، فيمكنها أن تصنع بنفسها كتب بسيطة من صور المجلات والجرائد والورق المقوى، المهم هنا أن ينمو الطفل ويكبر والكتاب جزء لا يتجزأ من حياته اليومية.
منقووول
*_*