تمهين اللغة العربية
تقوم مماهنة اللغة العربية في حاضرها على أسس منها :
أولا : تطويرها و تطويعها ، و جعلها صالحة لاستيعاب كل تقدم علمي و تكنولوجي . و ذلك هو الواجب الملقى على عاتق مجامع اللغة العربية ، و على عاتق كل باحث فيها عربيا أو مستشرقا ، و على عاتق كل مدرس للغة في جميع المراحل التعليمية .
ثانيا : إعداد الجيل الحاضر إعدادا لغويا يواكب سير التقدم الحضاري ، و يفي بمتطلبات الحياة التي أصبحت من سماتها السرعة المتلاحقة و التطور المتعجل الذي لا يتأنى و لا يتمهل ، و أن يكون هذا الإعداد اللغوي على مقتضى الأصول التربوية ، و الدراسات النفسية و التطبيقية
و الأكاديمية ، و ما يستجد فيها من النظريات و الآراء ، و متابعة ما يكتبه المتخصصون في هذا المجال بلغتنا القومية ، و فيما يكتبه علماء الغرب بلغاتهم ، أو يترجم إلينا من آرائهم و أفكارهم ، و نظرياتهم .
ثالثا : إعداد معلم اللغة كي يكون قادرا على الاضطلاع بهذه المهنة ، و النجاح في تربية التلاميذ تربية لغوية عصرية ، تعدهم للحاضر ، و تؤهلهم للمستقبل دون التوقف و الركود ، أو التوقع
و الانطواء . و في صدد هذا الإعداد لابد من تمكين المعلم من اللغة و التفوق فيها بشتى فروعها ، ثم إعدداده إعدادا تربويا عاما حتى يكون على بصيرة من أمره و أمر مهنته التعليمية ، و مهمته التثقيفية .
و في " التمهين " لمادة اللغة لابد أن يتعلم المعلم أن لكل مهنة يتناولها المرء في أي مجال تعليمي ذهني علمي ، أو في أي مجال حرفي يدوي – أصولا و آدابا عامة – يجب عليه أن يعلمها و يلمّ بها ، و أن يترسمها و يطبقها عند مزاولة عمله ، و ممارسة مهنته ، دون أن تحد من نشاطه الذهني ، أو ابتكاره المهني .
و في المجال النظري الأكاديمي ثم التطبيقي المسلكي على عملية ( تمهين ) اللغة العربية ، يمكن أن نتخذ فرعا من فروعها كالقراءة أو الأدب لنجعله وسيلتنا لتوضيح ذلك ، كما يمكن أيضا أن نضرب مثلا بالمناشط اللغوية الحرة على الصعيد المدرسي ، و مدى تأثيرها في عملية التمهين
اللغوي للمدرس و التلميذ على السواء ، و كذلك نستطيع أن نتخذ من نماذج تدريس اللغة من خلال منهج ( الوحدات ) ، و خطتها العامة ، و من خلال خطة المشروع ما يبين عملية التمهين اللغوي.
رابعا : كل الظروف تدعو إلى تطور لغوي ، و انطلاق معرفي لمتابعة كل جديد ، و ملاحقة كل حديث ، و على هذا الأساس يكون التوفيق في تمهين اللغة تمهينا عصريا .
و ليس بغائب على بال الباحث أن اللغة العربية تواجه تحديا بالغ العنف في هذا العصر ، بسبب كثرة الاختراعات العلمية ، و ما يصاحب هذه الاختراعات من أسماء جديدة ، يتحتم على اللغة العربية النهوض لها ، و اللحاق بها . و إنا على ثقة تامة بأن لغتنا القومية التي وسعت كتاب الله
لفظا و غاية ، لا يمكن أن تضيق عن وصف آلة ، أو تسمية مخترع من المخترعات ، و إنها لقادرة على أن تلاحق هذه الوثبة العلمية الجبارة ، مادمنا منتبهين إلى ما يجب أن يكون باستغلال الأدمغة العلمية العربية ، حتى يجيء علمها و جهدها في هذا المنطلق لخير العروبة و العرب .
على علمائنا و المتخصصين منا ، أن يبذلوا جهودا ضخمة متواصلة ، تشمل كافة المجالات الهامة و في مقدمة هذه المجالات : المجالات العلمية ، و تبادل الخبرات ، و المشاركة في المشاريع الكبيرة ، و البحوث العالمية ذات النفع المشترك .
إن ذلك من واجب الدول العربية ، و علمائها جميعا بلا استثناء ، و بذلك يتحقق لنا تمهين لغتنا العربية تمهينا عصريا. و الله يهدي إلى سواء السبيل .
الدكتور / خالد عبد الحق منصور
موجه اللغة العربية
تمهين اللغة العربية.doc (32.5 كيلوبايت, المشاهدات 40) |
حيا الله سدنة اللغة والمنافحين والذائدين والمدافعين ، وستبقى شامخة _ إن شاء الله _ ما بقى أمثالكم ، حفظكم الله ورعاكم ورعى ساحات اللغة وأهلها.
|
تمهين اللغة العربية.doc (32.5 كيلوبايت, المشاهدات 40) |
شكرا لك موجهي المتميز
تمهين اللغة العربية.doc (32.5 كيلوبايت, المشاهدات 40) |
بارك الله فيك يا دكتور خالد .أسأل الله أن يجعل هذه اﻷعمال في ميزان حسناتك.
تمهين اللغة العربية.doc (32.5 كيلوبايت, المشاهدات 40) |