<div tag="2|90|” >
كنت أقرأ الآية الكريمة ( قل هو الله أحد )، فاستوقفني استخدام العدد ( أحد ) في وصف الخالق عزّ وجل ، وتساءلت : ما الفرق بين أحد وواحد؟ متى يتفقان ؟ ومتى يختلفان ؟ وقد راجعت من أجل ذلك بعض كتب اللغة والتفسير .
ويطيب لي في بداية العام الدراسي 2024/2017 أن أهنئ زملائي العاملين في الميدان التربوي وأن أقدّم لهم خلاصة يسيرة مما وصلت إليه لعلّ في ذلك فائدة لأهل العلم .
العدد( واحد ): اسم لأول عدد في الحساب،. فإذا أردت أن تعد ابتداء تقول: واحد ، اثنان ، ثلاثة ..إلى عشرة ، فإن زدت قلت : أحد عشر. أما العدد ( أحد ) فإن أصله( وحد ) ؛ لأنه من الوحدة ، فأبدلت الواو همزة . ومؤنّث ( أحد ) إحدى ، ونحن نستخدمه مع العشرة مركّباً ، فنقول أحد عشر ,إحدى عشرة ومن المفيد أن نورد بعض الملاحظات حول معنى كل منهما، ومواطن استخدامه فيما يلي :
* لا يستخدم العدد ( أحد ) استخدام الأعداد المفردة في ابتداء العد ، فلا نقول: أحد ، اثنان ، …ولا يستخدم– في اللغة الفصيحة – معطوفاً عليه في الأعداد المعطوفة ، فلا يقال: جاء أحد وعشرون مسافراً ، بينما مؤنّثه( إحدى) يستخدم في الأعداد المعطوفة ، نقول: جاءت إحدى وعشرون مسافرة.
* العدد ( أحد ) له جمع من لفظه،وهو أحدون وآحاد .وأما العدد (واحد )
فقد ورد في لسان العرب أنه قد يثنّى و يجمع ، وشاهد التثنية قول ابن الأعرابي :
فلما التقينا واحدين علوته بذي الكف ، إني للكماة ضروب
وأما شاهد الجمع فهو قول الكميت :
فقد رجعوا كحي واحدينا
وورد أنه يجمع على وحدان بضم االواو، وأحدان ، بضم الهمزة وأحدان أصله وحدان فقلبت الواو همزة لأنها مضمومة . ويرى بعض اللغويين إنه ليس للواحد جمع من لفظه ، فلا يقال : واحدون ، بل يقال اثنان، وثلاثة .
* يأتي الأحد بمعنى الواحد ، نحو قوله تعالى : قل هو الله أحد ( سورة الصمد ) .أي واحد . وقوله تعالى : فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة (سورة الكهف ) …أي واحداً منكم.
* كما يأتي العدد( أحد )بغير معنى الواحد فلا يستعمل عندها إلا في النفي ، كقولنا: ما في الدار أحد . ما جاءني من أحد ، ومنه قوله تعالى : أيحسب أن لن يقدر عليه أحد . وهذا معنى قولهم : العدد ( أحد ) وضع لنفي ما يذكر معه من العدد ، وهو كثير في كلام العرب ، و ( الواحد ) اسم لمفتتح العد.
* ويستخدم في الإثبات مضافاً كما في قوله تعالى: ( يود أحدهم لو يعمّر ألف سنة) ، بخلاف الواحد.
* وفي( الأحد ) خصوصية ليست في (الواحد )، نقول ليس في الدار أحد ، فلا يجوز أن يكون فيها من الدواب والطير والوحش والإنس ، فيعم الناس وغيرهم ، فهو يعني شيء ؛ ولذلك فإنه يستخدم للعموم ليشمل كل شيء ، بخلاف ليس في الدار واحد ، فإنه مخصوص بالآدميين .
* وأحد يستوي فيه المفرد والمثنّى والجمع ، والمذكّر والمؤنّث ، قال تعالى : ( يا نساء النبي لستن كأحد من النساء )، وقال جلّ ذكره : ( فما منكم من أحد عنه حاجزين ) . بخلاف الواحد ، فلا يقال كواحد من النساء ، وإنما كواحدة من النساء. ومن جوانب الاختلاف بينهما أنّ ( أحد ) أكمل من الواحد وأشمل ، فحينما نقول : فلان لا يقوم له واحد ، جاز في المعنى أن يقوم له اثنان فأكثر ، بخلاف قولك : لا يقوم له أحد .فإنه لا يحتمل قيام أي شخص .
* والعدد (أحد ) يعني من لا نظير له ، ولا مشابه ، ولا مماثل في الصفات والكمال. كقوله تعالى: ( قل هو الله أحد ) .
ومن المستحسن في ختام الحديث عن الأحد والواحد ، أن نعرّج قليلاً على العددين : الحادي والحادية ، أصلهما الواحد والواحدة ، نقلت الواو إلى آخر الكلمة ، وتأخّرت الألف بعد الحاء ، فصارت ، الحادو ، والحادوة ، ثم قلبت الواو ياء على حسب مقتضيات القواعد الصرفية ، فصارت : الحادي والحادية على وزن "العالف " و العالفة ، وكلاهما منقوص ، الأول تحذف ياؤه عند التنوين فنقول : ( حاد ) بينما الثاني ينتهي بتاء التأتيث فلا تحذف ياؤه عند التنوين .
ما قدّمته لمحة اجتهادية ، تحتاج إلى إثراء ومتابعة ، برؤية بنّاءة ونظرة إيجابية .
بقلم /د محمد إبراهيم البحتري
موجه اللغة العربية بمنطقة الشارقة التعليمية
متحرك 5374275 / 050
البريد الألكتروني /albohturi @hotmail .com
بوركت الجهود وأهلا وسهلا بكل جديد، وبمناسبة ر مضان كل عام وأنتم بخير.
|
جزيت خيرا على هذا التوضيح الرائع المفيد
~::~
بارك المولى هذه الجهود النيرة وفقكم العلي القدير
~::~