تخطى إلى المحتوى

() 2024.

الميدان التعليمي أفق واسع .. ونبض دافق من العمل وحيويته .. تطرق أبوابه الفسيحة , وتفتح نوافذه المشرقة بالفكر .. والإبداع .. والعمل .ز وتكوين الذات وإيجاد جيل تنمى لديه أساليب التفكير الصحيحة والبعد عن العفوية ما أمكن .
أحمل رؤية لغد تعليمي يرقى بنا إلى أن نكون امة فاعلة .. مؤثرة تصنع المجد بوثبات منظمة .. لا يتم هذا إلا بإصرار على تجاوز التقليدية وفلكها الرتيب كعبء أكبر على المعلم .
بإمكاننا أن نجعل من مدارسنا " مدارس المستقبل " بمنظوماتها التعليمية ومكوناتها الصفية .. ورؤيتي تنطلق من محاور اعتبرها بمثابة قواعد نبني منها رؤية المستقبل ..
أولها : (( المبنى المدرسي ))
من المؤسف أن تجد المدرسة تحتضن في داخلها العشرات أو المئات من الطلاب أو الطالبات وهي في الأصل منزل خصص لعائلة لا تتعدى على أكثر أصابع اليد الواحدة وفصل دراسي تتزاحم فيه العشرات في حين أنه مهيأ من الأساس لغرفة معيشية .. معنى هذا أن الأداء الصيفي يؤدى بأسلوب ممل يضيق به الطلب ذرعاً ويتمنه الخروج منه سريعاً .. ولكي نجعل من المبنى الدراسي واحة معطاء وترفيه يشعر الطالب باتجاه إيجابي نحوه فأرى أن يكون المبنى الدراسي وفق التصور التالي :
• وحدات على شكل أجنحة تفصلها ممرات صغيرة يحيط بها الشجر من كل جانب بدون أسوار أسمنتية أو حديدية .
• غرفة الإدارة تكون مطلة على الفصول الدراسية بحوائط زجاجية يستطيع به مدير المدرسة رؤية مدرسته
• يحوي داخله مطعماً متكاملاً يقدم وجبة الإفطار الأساسية كغذاء صحي , إدارته من جانب شركات تختص بالتموين الغذائي ليكون البديل الأمثل عن حالة المقاصف المدرسية التقليدية التي تفتقر لآلية الغذاء المفيد .
• الاستفادة من المبنى المدرسي بتفعيل إراداته الذاتية مثل تأجير مرافقه الترفيهية ( الملاعب / المسبح / محلات …) .
• تأخذ الفصول الدراسية الأبعاد المناسبة لتوفير المقاعد الدراسية وطريقة تنظيمها بحيث يسهل على المعلم استخدام طريقتي تدريس في وقت واحد وبأسلوب هادئ منظم يعطي إيحاءات بمتعة العمل الصفي .
• الاستفادة من مساقط التهوية والإضاءة الطبيعية حال كون المبنى المدرسي يأخذ البعد الأفقي ( دور واحد فقط ) وهذا له أثره في امتصاص صدى الضجيج في حال مبنى يتكون من دورين أو أكثر .
" مصادر التمويل " حيث أن تشييد مثل هذه المباني النموذجية ذات الطابع الحديث تحتاج إلى مبالغ مالية فإنه يمكن الاستفادة من البنوك المحلية وكبار رجال الأعمال في بناء المدارس بحيث يتم وفق الطريقة التالية"
إيجار سنوي ينتهي بالتمليك لصالح وزارة التربية والتعليم , وتتولى تنفيذها وتشييدها شركات مؤهلة ولها خبراتها العالمية في بناء المدارس النموذجية .

ثانيا المعلمون
كليات المعلمين تتضح للميدان أعداداً شتى ممن يريد التدريس ووفق هذه الرؤية اعتقد أنه ينبغي تعزيز مفهوم نبيل في ذهن من يرغب هذه الرسالة " كرسالة ذات هدف تعليمي راق " ولا يتم هذا إلا بإخضاعه لفصل دراسي لمعرفة مدى قدرته على وجود بيئة صفية فاعلة معه ويتم تقييمه من جانب أكاديميين من خلال إجراء اختبار تحريري تربوي يحصل المعلم على 85 % من درجة النجاح وكحد أدنى واختبار آخر ميداني شرط النجاح به بنسبة لا تقل عن 95% ثم يؤخذ المتوسط الحسابي لتلك النسبة لتصبح الدرجة التي يخول بها المعلم الدخول لميدان التعليم 90% كحد أدنى .
ثالثاً : مراكز التدريب
التدريب جزء من حياة المعلم ومنه وبه يثري المعلم خلفيته المعرفية والمهارية ويكتسب الجديد من كل طريقة تدريس فعالة تمنحه الجهد والوقت المناسبين لتحقيق مخرجات متواخاة ولكي يتحقق هذا المبدأ فأرى :
تتولى التدريب مؤسسات تربوية رائدة معترف بها في الأوساط التعليمية وجمعيات المعلمين الدولية وتأخذه هذه المراكز أو المعاهد صفة الاستقلالية عن إدارات التربية والتعليم ومن ضمن سمائها المستقلة احتضانها لمدربين أكاديميين على مستوى الخليج والوطن العربي وتطرح البرامج التدريبية بالتنسيق مع إدارة التربية والتعليم ويكون لها مقابل مادي مناسب بحيث يغلب عليها صفة الاستمرارية والجدية .
هذا النموذج الفعال رايته في دولة الإمارات العربية المتحدة حيث تقدم معاهد التدريب وجمعية المعلمين الدورات التربوية وفق حاجات المدارس باختلاف مراحلها كل هذا ليخرج البرنامج التدريبي للمعلم بأبعاده المتناغمة مع كل اتجاه تربوي حديث .
رابعاً / مديرو المدارس
يعتبر مدير المدرسة بمثابة القائد التربوي الذي يمتلكمقومات نجاح مدرسة ولنجاح هذا المبدأ من الضرورة بمكان تمتعه بالسمات النفسية المستقرة التي تجعله أهلا لقيادة المدرسة .
وبرأيي أن هذا يأتي من خلال ترشيح معلمين من جانب مجلس تعليمي تتولاه إمارة المنطقة والمحافظة بآلية تصاغ مفرداتها من أساتذة جامعات وهنالك محكات رءيسية يمكن اعتبارها هي :
• خبرته بالمجال التعليمي .
• حضور دورات ولقاءات تربوية .
• زياراته العلمية داخليا وخارجياً .
• حضوره مؤتمرات تلامس الشأن التعليمي .
• اطلاعاته وقراءاته في ميدان الإدارة التربوية .
خامساً : المحفزات المعنوية والمادية
إن التنافس الشريف بين أفراد الأسرة التعليمية يعتبر بوابة يلج من خلالها وهج الإبداع ويضفي الجديد في الحياة المدرسية بحد ذاتها تجعل المعلم في سباق على طريق التفاني والطموح .
ولكي يكون كل محفز ذا صدى من الأولى أن يتم إخضاعه لمعايير دقيقة وموضوعية تضمن جودة الجائزة ويمكن الاستئناس في هذا الصدد بجائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للتميز العلمي التي غطت جائزته القيمة كل الشرائح التي تعمل تحت إطار التربية والتعليم حتى غدت عالمية المستوى وطنية السمات .

سادساً : المنهج المدرسي
حيث أن المنهج المدرسي هو احد مصادر المعلومات التي يستقيها الطالب فإنه من الضروري بمكان تطوير الكتاب لمدرسي ومكوناته واحتوائه على المهارات اللازمة ويمكنني في هذا الشأن إن أعرض تصور لما تكون عليه الخطة الدراسية في كل مرحلة .
المرحة الابتدائية :
مواد أساسية / قرآن كريم , رياضيات , لغة عربية , علوم ( الصفوف العليا ) .
مواد اختيارية / تربية إسلامية , تربية رياضية , علوم اجتماعية .,
كواد اختيارية 2 / تربية فنية وأشغال عامة و تربية موسيقية
المرحلة المتوسطة :
مواد أساسية / قرآن كريم , رياضيات , لغة عربية , علوم , أنشطة لا صفية
مواد اختيارية / تربية إسلامية , تربية رياضية , أعمال فنية ومهنية .
وتشمل ( التدريبات على أساسيات الكهرباء , السباكة ) .
المرحلة الثانوية :
الدراسة في هذه المرحلة ذات مسارات تعليمية :
1 – المسار الأول / علوم طبيعية : رياضيات – فيزياء – لغة إنجليزية .
2 – المسار الثاني / علوم طبيعية ك أحياء – كيمياء – علم أرض – لغة إنجليزية .
3 – المسار الثالث / علوم إدارية وإنسانية – اقتصاد – محاسبة – إدارة أعمال – أساليب كمية – لغة إنجليزية .
سابعاً : النمط التعليمي
يتم تقديم المواد بقاعات دراسية وكل واحدة منها تعبر عن فصل دراسي تتوفر به الوسيلة التعليمية التي تحقق أهداف الدرس مثل / أجهزة العرض فوق الرأس , جهاز حاسب آلي , شاشة تليفزيونية .
الاستفادة من الانترنت كوسيلة فاعلة لتعويد الطالب على البحث .
• تفعيل التعلم الاتصالي الفضائي مع الدول التي لها السبق في التعلم وعرض تجارها التعليمية من خلال تقديم المادة العلمية في الصف الدراسي وهذا عبر شاشة تلفزيونية تعرض أما المعلمين والطلاب ومكانها في إدارة التربية والتعليم ممثلة في التقنيات التربوية وهذا أعتقد أنه يفتح آفاق في محيط الشأن التعليمي.
الصفوف المبكرة :
تعتبر مرحلة البناء والتأسيس فعداد تلميذ يستطيع أن يقرأ ويكتب بطريقة صحيحة كهدف تعليمي يمكن قياسه ولا يتحقق هذا إلا بوجود مبدأ " تخصص المرحلة " من خلال مُعَلِّمَيْن بحيث يتولى المعلم الأول تدريس القراءة والإملاء والقرآن الكريم .. والآخر يختص بتدريس الرياضيات والعلوم والفنون … وأعتقد أن هذه الخطوة لها ما يبررها تربوياً وناحية تحصيلية أيضاً والقضاء على الأمر الممل والذي يتمثل في أن معلم الصفوف العليا يتم تكليفه بتدريس بعض مواد الصفوف المبكرة ( !! ). هذا الأسلوب لا ريب أن له الأثر السلبي على عطاء المعلم وجهده لاسيما أن الصفوف المبكرة تحتاج إلى إعداد وتجهيز وسائل محسومة ومتعددة في كل وحدة دراسية وتوزيع الصف " كمجموعات " وهذا لا يمكن تحقيقه من معلم أنهى درساً قبل دقائق في أحد الصفوف العليا !!! هذا فضلاً عن آلية تعامل جديدة تتناسب مع طبيعة المرحلة المبكرة !
* لهذا فإني أرى تطبيق فكرة " معلم المجال " كما هو الحال في مدارس دولة الإمارات العربية المتحدة – الحلقة الأولى – ….
فرائعٌ أن توجه جهود وعطاء معلمي المرحلة نحو الصف السادس الملائم لتحقق بعدها المخرجان تعليمية المتوخاه .

(( مقترحات ))
الزيارات الميدانية محفز علمي تثري ثقافة المعلم المهنية ولحظاتها تبدو الأجمل لأنها تتجاوز أسوار اعتيادية العمل وواجباته .
فإذا طرق المعلم أبواب هذا الميدان الفسيح فإن الإحساس يدفعه بمتعة العمل وحيويته وهذا ما يميز رسالة المعلم , ومن خلال زيارات قمت بها إلى مدارس دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة منحني هذا الإطلاع عبقاً لم يزل شاهداً على ذكرى حميمة حيث فتح أهل التربية في هذه الدولة الرائدة نوافذ قلوبهم المعبرة عن عمق مشاعرهم بثوب تربوي قشيب و وحتى تكون الزيارات ذات صدى يراد يها أبعاد تربوية فإني رأيت عرض مقترحات أوردها كما يلي :
1 – تعميم فكرة الزيارات العلمية الميدانية بين دول مجلس التعاون الخليجي ( مشرفين , تربويين , مديري مدارس , معلمين ) وعقد اللقاءات والمشاغل التربوية تحت مظلة وزارات التربية والتعليم ونقل الأفكار المناسبة التي يسهل تطبيقها في الميدان .
2 – فتح المجال أمام العناصر الجادة من المعلمين للتدريس فيما بين دول المجلس سواء عن طريق الإعارة أو الإيفاد وتلك لها ما يبررها علمياً فنقل الخبرة وتوظيف الفكرة في بيئة أخرى يعزز لدى المعلم ملكة الإبداع والتجديد ويستفيد أيضاً من تجارب من يشاطره ذات الرسالة في محيطها التعليمي
3 – تنبثق من هذه العناصر المتميزة جمعية معلمي مجلس التعاون الخليجي لتكون مرجعا توثق فيه لقاءات المعلمين فضلا عن احتسابها أداة لتواصل الفكر التربوي الريادي .
4 – وضع صبغة ملائمة لتوحيد مقررات المنهج الدراسي على مستوى دول المجلس لتكون ذات محتوى علمي يحقق في نهاية المطاف مخرجات تعليمية تتفق مع رؤى وطموحات السياسة التعليمية العليا

صديقكم الزائر من السعودية..
المعلم /سعد بن محمد العليان

أخي سعد
رؤية متميزة .. بارك الله فيك
ولكن هل تسمح لي بنقل هذه الرؤية إلى مكانها الصحيح ؟؟
الشارقة

~::~

جميل ما قدمت هنا

وأهلا بكـ بيننا أخي الفاضل ^ـــــــــ^

~::~

من الاعماق جزاك الله خيرًا اخي و جعله في ميزان حسناتك
بارك الله قلمك و جعلك مباركا اينما… كنت
بارك الله فيك
فكرة رائعة لو وجدت طريقها إلى التنفيذ
الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.