أكد المدير التنفيذي لجائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية عبد الله بن سوقات أن رفع قيمة الجائزة خلال الدورة المقبلة والتي ستقام خلال ديسمبر المقبل من 14 مليون درهم إلى 20 مليون درهم يأتي في إطار تنفيذ الخطط الإستراتيجية للدولة بشكل عام ودبي بشكل خاص، مشيراً إلى أن الجائزة باتت وبعد فترة قصيرة جدا على إطلاقها مؤسسة علمية ومركز إشعاع على الصعيد العالمي.
وقال بان الاهتمام الكبير والدعم اللامحدود الذي يقدمه سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم وزير المالية لتطوير جائزة حمدان الطبية بكافة فروعها يأتي انطلاقا من حرص سموه على تكريم الأطباء العالميين لانجازاتهم الإنسانية التي تخدم البشرية جمعاء. وأوضح المدير التنفيذي للجائزة أن المبادرة التي قامت بها جائزة سمو الشيخ حمدان لدعم البحث العلمي هي خطوة لتشجيع جميع القطاعات في مجتمعاتنا سواء الحكومية أو الخاصة لدعم هذا المجال وتشجيع العلماء على القيام بالبحوث العلمية وجعلها جزءا من مناهجنا العلمية.
وأكد أن دعم البحوث العلمية يعتبر الركيزة الصحيحة لبناء المجتمعات العصرية المتطورة خاصة ونحن نعيش عصر العلوم والتقنيات الحديثة التي تتغير بفضل الابتكارات يوما بعد يوم لافتا إلى أن الدول التي لا تستطيع اللحاق بركب التطور وفقا للتطلعات المعاصرة تبقى في إطار الدول غير المتقدمة.
وأشار إلى أن عدد الأبحاث التي دعمتها الجائزة منذ الدورة الأولى وصل حوالي 40 بحثا بكلفة تصل إلى حوالي 7 ملايين درهم منها مليون ومائة ألف درهم خصصت لدعم 10 أبحاث علمية ومليون وستمائة ألف درهم لدعم 13 بحثا في الدورة الثانية ومليونا درهم لدعم 13 بحثا علميا في الدورة الثالثة وفي الدورة الرابعة المقبلة تم رصد مليوني درهم لدعم الأبحاث الطبية التي تهتم بدراسة المشكلات الطبية وإيجاد الحلول لها.
مشيرا إلى أن ثمار هذه الأبحاث بدأت تظهر حيث تم نشر عشرة أبحاث تم دعمها في الدورة الأولى في مجلة الإمارات الطبية وفي بعض المجلات العالمية وهي بحوث أجريت لدراسة العديد من الأمراض والمشكلات الطبية داخل الدولة وقد أسهمت هذه البحوث في فهم الكثير من هذه المشكلات، وتم بالتالي وضع الحلول السليمة لها.
دعم المؤتمرات
وقال بأن الجائزة وبناء على توجيهات سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم تقدم دعما بقيمة مليون درهم سنويا للمؤتمرات الطبية في الدولة نظرا لأهميتها في إكساب الأطباء المحليين الخبرات العملية والعلمية مشيرا إلى انه لا يمكن أن تعرف بماذا يفكر العالم الغربي إلا من خلال المؤتمرات الطبية، إضافة لذلك تقدم الجائزة مبلغ 400 ألف درهم سنويا لدعم جمعية الإمارات.
وأضاف: عندما انطلقت الجائزة قبل حوالي سبع سنوات كانت قيمتها مليون ونصف مليون درهم وكانت فروعها وفئاتها محدودة ولكن مع تطور الجائزة تم استحداث فئات جديدة ليصل عدد فئاتها حاليا إلى ثلاث فئات وكل فئة يتفرع عنها ثلاث إلى أربع جوائز فمثلا جائزة حمدان لأفضل بحث تم نشره في مجلة الإمارات الطبية تمنح لأربعة باحثين ممن نشروا بحوثهم الطبية المتميزة في المجلة.
والفئة الثانية جائزة حمدان لأفضل معهد أو كلية أو مركز طبي في العالم العربي وهي مخصصة للنهوض بمستويات التعليم الطبي في العالم العربي والارتقاء به إلى المستويات العالمية ودفع المنافسة بين الكليات والمعاهد إلى مراكز متقدمة وجوائز دولة الإمارات العربية المتحدة وتتوزع على ثلاثة أقسام هي جائزة حمدان لأفضل الأقسام الطبية في القطاع الحكومي وتمنح لقسمين من أفضل الأقسام الطبية والسريرية في الدولة إضافة إلى الجوائز العالمية.
ويتم اختيار موضوعاتها لتلائم التطورات البحثية العلمية في المجال الطبي، وتنقسم إلى ثلاثة أقسام : جائزة حمدان العالمية الكبرى والثانية جائزة حمدان للبحوث الطبية المتميزة إضافة إلى جائزة حمدان للمتطوعين في مجال الخدمات الطبية الإنسانية وهي جائزة مخصصة للهيئات والمنظمات الخيرية والأفراد الذين قدموا خدمات جليلة للبشرية والإنسانية جمعاء في مجال الخدمات الطبية الإنسانية وفي الدورة الأخيرة أمر سموه باستحداث جائزة جديدة تضاف إلى فروع الجائزة تحت مسمى جائزة حمدان للمتميزين في الخدمات الطبية على مستوى الوطن العربي، اعتبارا من الدورة الخامسة 2024- 2024.
تجارب
مجال خصب لمحاربة الأمراض
الجائزة تعتبر مجالا خصبا لمحاربة الكثير من الأمراض من خلال الاطلاع على تجارب الدول المتقدمة والاحتكاك المباشر مع الخبراء العالميين الذين تدرس كتبهم وأبحاثهم في كليات الطب وكثير من أطبائنا وطلابنا يحضرون للمؤتمر للالتقاء بهم أثناء تواجدهم في المؤتمر. إضافة لذلك نحرص على ترتيب زيارات لهؤلاء الأطباء للمستشفيات الحكومية للاطلاع على بعض الحالات المرضية للاستفادة من خبراتهم وتجاربهم وأبحاثهم على الساحة المحلية.
ومثال على ذلك مرض الثلاسيميا الذي يعد من الأمراض المنتشرة بكثرة في منطقة الخليج بشكل عام والإمارات بشكل أخص بسبب زواج الأقارب وعدم الفحص الطبي قبل الزواج فأدرك سمو الشيخ حمدان الأبعاد الخطيرة المترتبة على هذا المرض وأمر على الفور بإنشاء مركز للثلاسيميا في مستشفى الوصل لتوعية الناس بالمخاطر الجسيمة لهذا المرض وتقديم الخدمات التشخيصية والعلاجية للمرض واليوم أصبح مركزا إقليميا لكافة دول المنطقة.
دبي ـ عماد عبد الحميد
جهود تشكرين عليها