شهد مخيم الأمل الثامن عشر الذي تنظمه مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية على أرض مفوضية كشافة الشارقة مساء امس الأول حفل سمر تضمن العديد من النشاطات الترفيهية، والمسابقات الثقافية، والفعاليات المفيدة والمسلية والتي تهدف في المقام الأول إلى دمج المعاقين القادمين من مختلف الدول العربية إلى أرض الشارقة مع بعضهم بعضاً، وتغذية الروح الأسرية فيما بينهم.
كما تضمنت فعاليات حفل السمر إعلان نتائج الجولة الثالثة من مسابقة المصور الصغير والتي فاز بها الطفل عمر مفيد (أصم) من الوفد الأردني.
وصباح امس انطلق المشاركون في المخيم بصحبة الشباب المتطوعين من جمعية شباب الشارقة للعمل التطوعي ترافقهم وحدات من فرقة الأنجاد بشرطة الشارقة في رحلتهم المرتقبة إلى مركز حيوانات شبه الجزيرة العربية، وكالمعتاد قامت لجنة الثقافة والإعلام بتوزيع العلم الأبيض رمز النقاء والطهارة على جميع الوفود، وقد تضمن تعريفاً بمتحف التاريخ الطبيعي ومركز حيوانات شبه الجزيرة.
وقد تكلف إنشاء المركز الذي يعد امتداداً لمشروع متنزه الصحراء البيئي أكثر من 24 مليون درهم، ويضم الحيوانات البرمائية، والأسماك، والحشرات، والعناكب، والعقارب، والطيور البرية، والخفافيش، والحيوانات الليلية، وكذلك الأفاعي والحيوانات التي تعيش في الأودية الجافة، والصحارى والجبال والكهوف، والسحالي التي تعيش في المناطق الرملية والأودية.
كما يضم المركز الحيوانات البرية المتوحشة وقط (غوردون البري)، و(قطط الرمل)، و(الذئب العربي)، الذي يعيش في مناطق الإمارات الجبلية والسهلية.
وكان في استقبال المشاركين في مخيم الأمل لدى وصولهم إلى المركز الدكتور شبر الوداعي وهنا سيف السويدي مدير هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة التي اصطحبت الزوار في جولة على جميع أقسام المركز وشملت قسم الزواحف، وقسم الطيور، وقسم الحيوانات الليلية، وقسم الحديقة المفتوحة، وقسم اللواحم.
وأثناء الجولة قامت مديرة المركز بتقديم شرح واف وكاف عن كل نوع من أنواع الحيوانات التي يتم التوقف عندها، مشيرة إلى أن هناك العديد من الحيوانات التي يضمها المركز مهددة بالانقراض، والمركز يعمل جاهداً على إكثارها من خلال تهيئة كافة الظروف الملائمة والمناسبة لعملية تكاثرها.
وقالت هنا سيف السويدي: يزور المركز خلال العام الواحد أكثر من 300 ألف شخص، وما يقارب ال 600 طالب مدرسة يومياً، حيث يعتبر مركزنا فريداً من نوعه على مستوى المنطقة بالنسبة لنوعية الحيوانات الموجودة فيه، وهي من الحيوانات النادرة جداً كالنمر العربي الذي استطعنا هنا وبنجاح أن نزيد من عملية تكاثره، فأصبح لدينا في المركز 23 نمراً عربياً وهذا بحد ذاته يعتبر نجاحاً مذهلاً في عملية زيادة أعداد هذا الحيوان النادر، مضيفة أن المحافظة على الحيوانات البرية واكثارها تشمل العديد من الأنواع ومنها الأفعى النافخة وأنه يتم توثيق هذه العملية من خلال اصدار شهادات ميلاد لكل حيوان يولد في المركز.
وقد أكد نائب رئيس لجنة الأمن عبد اللطيف القاضي أن هذه الزيارة من أمتع الزيارات التي قامت بها وفود المخيم، وذلك لاندراج شيئين مهمين فيها، المعلومة المفيدة، والتسلية والترفيه، وهذا بالضبط يقول عبد اللطيف ما نريده لأبنائنا وأخوتنا المعاقين، ومتحف التاريخ الطبيعي، صرح حضاري تفخر به إمارة الشارقة.
وعن اندماج الأبناء المعاقين مع عروضات المتحف، أكد طلال الفلكاوي، المشارك مع وفد الكويت في المخيم، أنه لم يسبق له وأن رأى دلالات الدهشة والسرور على ملامح الأبناء المعاقين مثلما رآها على وجوههم وهم يتنقلون بين أرجاء المتحف، داعياً جميع الدول العربية للاقتداء بدولة الإمارات والاهتمام بهذه المنشآت الحضارية التي تقوي من مكانتنا بين الأمم، وتساعدنا على إظهار الجانب المعرفي والثقافي من شخصيتنا العربية.
هذا وتختتم اليوم الجمعة فعاليات مخيم الأمل الثامن عشر بتنظيم ورش عمل على أرض المخيم في الفترة الصباحية، وزيارة مركز صحارى التجاري في فترة الظهيرة، وإقامة الحفل الختامي على أرض المخيم وذلك في تمام الساعة السادسة عصراً (يرجى اعتبار ذلك بمثابة الدعوة للحضور والتغطية).