تخطى إلى المحتوى

وأد القدرات 2024.

المشهد الأول :

صحراءُ قاحلة، وأشعة شمس ملتهبة ، ووحش بملامح رجل تراه يجر طفلة بريئة من شعرها ،

وفجأة يتوقف في عرض الصحراء ويبدأ بحفر الأرض ، وماأن ينتهي من الحفر حتى تراه ينقض

على طفلته البريئة ، ويدس وجهها في الرمال ، والمسكينة تصرخ وتستنجد صارخة ، أبي ..أبي ..

فلا تجد إلا الرمال تملأ ثغرها البرئ ، وبعد أن تنقطع تلك الصرخات ويملأ الصمت المكان يعود ذلك

الوحش أدراجه كي يستريح من عناء عمله الشاق !!!

المشهد الثاني :

موظف في ريعان الشباب … حديث التخرج … ملئ بالحماس والنشاط … يتوجه وهو يسابق

الريح إلى مقر عمله وهو في عقله عشرات الإقتراحات والتطلعات التطويرية التي تساهم في

تطوير الإدارة والتغيير إلى ماهو أفضل وهناك يدخل على مكتب المسئول وإذ به خلف مكتبه الفاره

قابع على كرسيه المذهب ، وبنبرة ملكية يبادره بالحديث : " نعم أخوي شو عندك " ؟!.

ويبدأ موظفنا البريئ بسرد بنات أفكاره وتطلعاته وفي منتصف العرض يفتح المسئول فمه واسعاً

فتبدو أنيابه ، إنه يتثاءب !!! وفي نهاية اللقاء يرد المسئول على كل الإقتراحات وكل ذلك الحماس

ببروده أعصاب قائلاً : مشكور أخوي احنا راح نأخذ كل ماتفضلت به بعين الاعتبار !! وتمضي الأيام

والأسابيع والشهور فتنقطع كل تلك التطلعات في موظفنا البرئ وتقتل فيه روح الحماس حتى

تنقطع أنفاسه ويعم صمته المكان وأما ذلك المسئول فهو يعود كل يوم أدراجه كي يستريح من

عناء عمله الشاق !!!!..

لا فرق بين المتوحش الأول والمدير المتوحش
نسأل الله لهم الهداية .. وربما الرجل في المشهد الأول انتهى عصره
نتمنى أن ينتهي عصر المدراء من نوع المدير في المشهد الثاني

شكرا لك أسرار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.