|
جهود مشكورة
تكمن مدى أهمية الشعر النبطي في أنه قام بدور تاريخي في تسجيل أحداث ووقائع تاريخية مهمة.. فقد مرت على هذه الأرض الطيبة في سابق عهدها فترات من الزمن لم يتح لأحد أن سجّل تفاصيل تاريخها ومظاهر حياتها وأخبارها.. إلاّ ما جاءت بذكره الأشعار النبطية واشتملت عليه أبياتها.. أو مرّ عليها التعرض التاريخي مروراً إجمالياً دون خوض في أعماقها.. وجاءت تلكم الأشعار لتبيّن دقائق الأمور وتفاصيلها..مثال ذلك ما جاء على لسان الشاعر النبطي الماجي ابن ظاهر من أبيات يصوّر فيا بوضوح ما أصاب مدينة المعيريض برأس الخيمة من دمار نتيجة للطوفان الشديد الذي اجتاحها منذ ما يقرب من ثلاثة قرون.. ويبين منها تفاصيل الحادث وعدد من لقوا حتفهم في أثنائه:
تصدّى مياري يارح السيل كنها
مياليح ارض دفّق الما مدورها
سرى مثل زيّ بالقنا واشعل السنا
وبانت جبال الشرق من برق نورها
تسعين ولف من المعيريض برهدوا
مشروكةٍ ما بين مسلم او قورها
والى نخيل الحيل جتها مسايل
عواوينها قد غرّق الماء جذورها
وغطّا حمال البكس واشتل عومه
كسا روسها حطّ الغفا في غدورها
فكانت هذه الأشعار بحق عوناً للتاريخ في إضافة بعض من المعلومات وتسديد بعض آخر من الثغرات وتصحيحاً لأخطاء شائعة اكتنفت تدوين تاريخ المنطقة وبخاصة فيما كتب بأيادي الأجانب.
وبناء عليه نشجع أبناءنا الطلاب على دراسة هذا اللون من الشعر والتعمق به والإبداع فيه
الموهبة نعمة عظيمة ورعايتها صنعة حكيمة
كل الشكر لجميع القائمين على اكتشاف ورعاية الطلاب الموهوبين