تخطى إلى المحتوى

مهارات التغلب على قلق الامتحانات 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم ..السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مع اقتراب فترة الامتحانات النهائية للمراحل الدراسية المختلفة يعيشُ الطلبة حالةطوارئ قصوى، مما يولد لدى الغالبية منهم فترة عصيبة من اللاتركيز، أو عدم الثقة، والخوف من الإخفاق، أو عدم تحقيق نتيجة مرضية لهم، والقلق الذي يتولد من هذه الفترة، فما أسباب هذه الحالة؟ وكيف يمكن التغلب عليها؟
قلق الامتحانات ظاهرةٌ عامةٌ تُصيب كل الناس تقريباً بدرجاتٍ مختلفة، وربما يُعتبر القلقبدرجاته المعقولة حافزاً للدراسة، وتحسين المستوى، فنجد بعض الطلاب المتميزين يضعفأداؤهم، إلا أنه في بعض الأحيان يتجاوز هذه الحدود المفيدة والمحفزة، ويُصبح عائقاًأمام عملية التعلم، ويؤثر تأثيراً شديداً على الأداء في الامتحانات، رغمأنهم قد بذلوا جهوداً هائلة في المراجعة طوال العام.
والقلق ليس قاصراً على الطلابفقط، بل يشملُ أيضاً الآباء والأمهات وربما يكون الوالدان هما أحد مصادر القلق الهامةلدى أبنائهم دون أن يدركوا.
يُعرّف بعض الأطباء النفسيينقلق الاختبار بأنه: عبارة عن حالة توترٍ شاملٍ ومستمرٍ، نتيجة أعراضٍ نفسية وجسمية، والكثيرون يعرفون القلق بأنه عمليةٌ انفعاليةٌ لها جانبٌ شعوري من دون أن يكون هناكشيءٌ مسبب له في الظاهر.
كما ذكر بعض علماء النفس أن قلق الاختبار حالةٌ نفسيةٌ تحدثحين يشعر الفرد بوجود خطر يهدده، ينطوي على توترٍ انفعالي، وتُصاحبه اضطراباتٌ فسيولوجيةمختلفة، كما يفسر علماء آخرون قلق الاختبار بأنه يتكون من عاملين أساسيين، أحدهما: عامل القلق، والآخر: عامل الانفعالية، ويتضمن عامل القلق إدراك الذات، أي: كيف يرىالطالب نفسه؟ والناتجة عن الإثارة التلقائية التي هي عبارة عن الإحساس بالتوتروالضعف.

وأضاف علماء النفس على أن قلقالامتحان يبدأ كحالةٍ عابرة، وهو عبارة عن استجابةٍ مكتسبةٍ يتعلمهاالطالب، أو تحدث نتيجةً لظروفٍ أو مواقفَ معينةٍ ضاغطةٍ تُواجه الطالب، ثم يبدأ الطالب فيتعميم استجابته على مواقف أخرى، أي عندما يؤدي الامتحان لمواد أخرى، وحينها يُصبحالقلق اضطراباً نفسياً لديه. وإذا عمم الطالب قلقه على مواقف حياتية أخرى؛ حينها قديُعاني من القلق العصبي، وقد يؤدي إلى مرضٍ نفسي.
ويُعتبر القلق بالمستوى العادي إيجابياًللفرد، وهو بمثابة الدافع له ليقوم بإعداد نفسه للاختبار، ولكن القلق الزائد لهتأثيراتٌ نفسيةٌ سلبية؛ إذ أنه يؤثر على الثقة بالنفس لدى الطالب، ويؤثر على تحصيلهالدراسي فيتدنى وينخفض.
وفي مثل هذه المواقف يلعبُ أولياء الأمور دوراً كبيراً، وذلك بإيجاد المناخ الملائم للطلاب؛ للتغلب على هذه الحالة، إذ يقوم ولي أمرالطالب بدورٍ رئيسي في توفير المناخ المناسب للطالب؛ ليتغلب على قلق الامتحان، بألايضع له توقعاتٍ مرتفعةٍ تفوق إمكاناته كأن يقول: "لابد أن تحصل على العلامة النهائيةفي المادة، أو لابد أن تكون درجتك في التسعينات، وعليك أن تكون شاطراً مثل أخيك، وتحصلعلى الدرجات العليا في الامتحان" فالتوقعات المرتفعة التي هي أعلى من إمكانات الابنأو الابنة، والمقارنة ما بين الأخوة أو الأخوات تشكل ضغطاً نفسياً على الطالب، ويصبحأداء الامتحان موقفاً ضاغطاً له، ويسبب التوتر والقلق النفسي لديه.
ويستطيع ولي الأمرالتشجيع بقوله: "الحمد الله أنك ذاكرت جيداً، ابذل أقصى جهودك، وتوكل على الله".
وللتغلب على قلق الامتحانات؛ من الممكن اتباع الخطوات التالية:
1- اهتم بإعداد نفسكجيداً للامتحان من أول السنة الدراسية.
2- تعامل مع الامتحان بثقةٍ، وانظر إليهعلى أنه فرصة لإظهار جهدك وتعبك طوال العام.
3- مارس عملية الاختبار الذاتيمن خلال الإجابة على أسئلة أو حل امتحانات.
4- خذ قسطاً كافياً من النوم،وتناول غذاءً متكاملاً، ومارس الرياضة البدنية، ومارس بعض الهوايات الشخصية المحببة،واحتفظ بقدرٍ معقولٍ من العلاقات الاجتماعية .
5- تعود على ممارسة وقفالتفكير السلبي، خاصة حين تجد أفكاراً انهزامية تقتحم عقلك مثل: "الامتحانات ستكونصعبة جداً هذا العام، أنا فهمي بطيء، وقدرتي على التفكير ليست مثل بقية زملائي, أبيسوف يلومني على أدائي المتدني، وهكذا".
6- تعود على التفكير الإيجابي، كأنتقول: "لقد أديت ما في استطاعتي، وذاكرتُ بشكلٍ جيد، وسيكون أدائي جيداً في الامتحان، هذا ليس أول امتحان ولا آخره، دائماً هناك فرصة للتعويض".
7- حين تشعرقبل الامتحان بأيامٍ قليلةٍ أن رأسك خالٍ تماماً من المعلومات التي ذاكرتها لاتنزعج؛ فهذا شعورٌ غير حقيقي، وهو يدل على أن درجة القلق لديك عالية، وكل ما تحتاجه هوأن تهدئ نفسك، وسوف ينفتح باب الذاكرة في الوقت المناسب، وتذكر أن هذا الشعور يساورالكثير من الطلاب، وعلاجه هو مواصلة المذاكرة، مع محاولة استعادة الهدوء .
8- قبل الذهاب للسرير في الليلة السابقة للامتحان قم بجمع الأدوات التي سوف تحتاجها، مثل: القلم الجاف، والقلم الرصاص، والمسطرة، والممحاة، والآلة الحاسبة…إلخ.
9- تأكد من وقت الامتحان ومكانه .
وبالله التوفيق .
الدكتور / العربي عطاء الله
استشاري في الإرشاد النفسي والأسري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.