مقدمة :
القراءة في- رأي كثير من المفكرين- عملية عقلية تشمل كثير من الرموز التي يتلقاها القارئ عن طريق عينيه ، وتتطلب الربط بين الخبرة الشخصية ومعاني هذه الرموز ومن هنا كانت العمليات النفسية المرتبطة بالقراءة معقدة لدرجة كبيرة .
فهي ليست عملية بسيطة كما تظهر لأول وهلة ، ولكنها عملية تشترك في أدائها حواس وقوى ومهارات مختلفة ، ولخبرة الفرد ولذكائه أهمية كبيرة في عملية القراءة . فقراءة جملة بسيطة تستلزم من التلميذ اتباع الخطوات التالية :
• 1 – رؤية الكلمات المكتوبة أو المطبوعة ، وهنا تظهر أهمية البصر والدور الذي يلعبه مع الجهاز العصبي في عملية القراءة .
• 2- النطق بهذه الرموز المكتوبة أو المطبوعة ، وتشترك في إتمام هذه العملية أداة النطق ( التكلم ) وحاسة السمع أيضاً .
• 3 – إدراك التلميذ لمعنى الكلمات منفردة و مجتمعة ، فيفهم
ما يقع تحت نظره من الكلمات و المصطلحات و المعاني الغريبة
عنه أو الجديدة بالنسبة إليه.
• 4 –انفعال التلميذ ومدى تأثره بما يقرأ .
هذه هي الخطوات الأربع التي لا يستطيع التلميذ أن يقوم بها كاملة إلا بمساعدة المعلم ؛ ولذا يجب على المعلم أن يكون مدركاً لقدرات التلاميذ المتمثلة في الآتي :
القدرة على النظر إلى الكلمات المكتوبة أو المطبوعة و إدراك النقاط الأساسية في الموضوع بمجرد النظر إليها, و القدرة على وضع الكلمة في مكانها .
القدرة على إدراك المعنى العام للمادة المقروءة .
القدرة على القراءة مع التنبؤ بالنتائج التي توجيها المادة المقروءة قبل انتهاء الموضوع .
القدرة على التمييز بين أجزاء و فصول المادة المقروءة.
القدرة على قراءة مواد أخرى لها علاقة بموضوع معين.
تشخيص حالة الضعف
يجب على المعلم أن يعمل على اكتشاف حالات الضعف في القراءة بين التلاميذ ، وكذلك اكتشاف الأسباب التي تعوق تقدمهم في القراءة ، ومن ثم وضع العلاج المناسب لمثل هذه الحالات .
وهذه الحالات هي :
– التلميذ الذي نشأ في أسرة غير قارئة ولم تشجعه على القراءة
– التلميذ الذي أثرت عليه بيئة المدرسة بالسلب ، ومن ثم شعوره بالإحباط في تعلم القراءة .
– التلميذ الذي يعاني من مرض عضوي يؤثر على نموه وقدرته على العمل والتفكير .
– التلميذ الذي يعاني من مرض نفسي أو عقلي أو يعاني من صعوبة في الكلام .. كالفأفأة والثأتأة والبأبأة والتهتأتأة .
– التلميذ الذي يعاني من مشكلات انفعالية أو عائلية أو شخصية تمنعه من التقدم في القراءة .
العوامل المؤثرة في عملية تعلم القراءة
• الذكاء : هناك علاقة بين الذكاء وتعلم القراءة .
• الطلاقة اللغوية : لا نستطيع أن نتوقع من الطفل أن يقرأ كلمات بعيدة عن خبرته ، وعندما تتحقق للطفل الطلاقة في القراءة فإنه يستطيع استخدام هذه القدرة لتفسير السياق وفهمه .
• القدرة البصرية : يقتضى تعلم القراءة القدرة على رؤية الكلمات وملاحظة ما بينها من تشابه واختلاف وعيوب الإبصار تؤدي إلى رؤية الكلمات مهزوزة .
• القدرة السمعية : السمع بداية لتعلم اللغة والأصوات والعلاقة بين الحديث والقراءة مسألة واضحة ، لذلك عجز الطفل عن الاستماع السليم يكون له عائقا في القراءة .
• المؤثرات البيئية : إن الجو المنزلي الخصب يساعد على تنمية الثروة اللغوية للطفل ، والبيئة الفقيرة لغويا تؤثر في قدرة التلميذ على القراءة .
• العوامل الانفعالية : العوامل الانفعالية التي تؤثر في تعلم القراءة تعود لعاملين هما:
الاتجاه نحو القراءة : حيث أن توفر الدافع لتعلم القراءة أمر بالغ الأهمية .
المشكلات الشخصية العامة : لها علاقة وثيقة بالتأخر في القراءة وقد اكتشف أحد الباحثين أن 70 في المئة من المتأخرين في القراءة لديهم مشكلات شخصية .
طرق علاج أخطاء التلاميذ في القراءة
## الخطأ في الكلمات الجديدة :
على المعلم أن يحدد الكلمات الجديدة في دروسه قبل أن يقرأها التلميذ وأن يشرحها بالخبرة المباشرة أو بما هو بديل لها من نماذج وصور أو تقديمها بالحاسوب حتى يفهم التلميذ هذه الكلمات ويألفها .
## المبالغة في رفع الصوت أو خفضه في أثناء القراءة الجهرية :
ينبغي على المعلم أن يكون مثالا يحتذى من قبل التلاميذ ، فلا يبالغ في رفع صوته أو خفضه ،وعليه أن ينوع في هذا حتى تجيء القراءة في صور طبيعية تساعد في التعبير عن معاني العبارات .
## عجز التلميذ عن أداء المعنى :
لعلاج هذا الخطأ ينبغي على المعلم أن يهتم بتوجيه التلاميذ إلى الاهتمام بمعنى المقروء , ومناقشة الكلمات الصعبة , وتنمية قدراتهم على التمييز بين الكلمات , و زيادة حصيلتهم من المفردات اللغوية , وأن يكون مستوى صعوبة المادة مناسبا لنضج التلاميذ اللغوي والعقلي, ويمكن في هذا المجال الاستعانة بالمعينات و البصرية التي توضح معاني الكلمات .
## تكرار الألفاظ في أثناء القراءة :
كثيرا ما يكرر التلميذ قراءة كلمة ، لعجزه عن قراءة الكلمات الواردة بعدها ، وقد يرجع هذا العجز إلى أسباب جسمية ، كاضطراب حركات العين ، أو إلى نقص في خبراته اللغوية أو عجزه عن فهم المقروء .
ويمكن معالجة هذا الخطأ باختيار المعلم لمادة قرائية تناسب مستوى التلاميذ، وأن يعمل على تنمية حصيلتهم من المفردات اللغوية ، وتوضيح معاني المقروء ، ومراعاة أن تكون المواد التعليمية متفقة مع ميولهم ومشبعة لحاجاتهم ، مما يساعدهم على إجادة القراءة .
## الابدال :
وينشأ عن الخطأ في وضع حرف مكان آخر ، ومثال ذلك أن يقرأ التلميذ كلمة ( يعفو ) (( يفعو )) بوضع الفاء مكان العين.
ومما يساعد على علاج مثل هذا الخطأ أن تكون المادة المقروءة سهلة بحيث يستطيع التلاميذ قراءة الكلمات قراءة صحيحة تربطها بسياق وإطار واضح المعنى بالنسبة لهم ، ويتحقق ذلك بتنمية مهارة الطفل في الفهم وزيادة قاموسه اللغوي .
## القلب :
وينشأ عن وضع كلمة مكان أخرى . وعلاج ذلك يكون بأن يوضح المعلم المعنى العام للجملة .
## الحذف :
وكثيرا ما يترتب على السرعة في القراءة عدم الالتفات الكافي للمحتوى الفكري للمادة المقروءة ، وقد ينشأ ذلك من ضعف الابصار .
ولعلاج هذا الخطأ يكلف التلاميذ إعداد القطعة قبل قراءتها جهريا ، كما يساعدهم المعلم على فهم مضمون القطعة والتدريب على القراءة السريعة مع الفهم ، والعناية بتنمية الثروة اللغوية خير معين على تحقيق أهداف السرعة مع الفهم وعدم الحذف .
## القراءة المتقطعة :
وعلاجها يتلخص في تدريب التلاميذ على قراءة العبارات كاملة ، ويحسن أن تكون العبارات قصيرة ثم تطول تدريجيا .
ملاحظات على المعلم الانتباه لها في معالجة الضعف
• حصر قدرات التلاميذ .
• اختيار مواد تعليمية بسيطة تتميز بالسهولة والترويح والقصر .
• اختيار الوقت المناسب للعلاج والتشجيع المستمر .
• تنوع التدريبات والوسائل لشد انتباه التلميذ .
• تخصيص فترات قصيرة للعلاج ، حتى لا يشعر التلميذ بالإرهاق والملل وإثارة ميول التلاميذ القرائية .
• التأكد من تمييز التلميذ لحروف الهجاء ومراجعتها بين فترة وأخرى .
المراجع
• القراءة : مهاراتها ومشكلاتها في المدرسة الابتدائية .تأليف : فهيم مصطفى .
• الطفل ومشكلات القراءة . تأليف : أحمد عبد الله أحمد و فهيم مصطفى محمد .
• الطفل والقراءة : فهيم مصطفى .