مراكز التربية الخاصة وسيلة توعية وتفعيل للعمل الاجتماعي!
بقلم :محمد العمادي
التسويق مصطلح شاع استخدامه في الآونة الأخيرة لما له من أهمية بالغة في التعريف بمنتجات شركة ما وإيصالها إلى اكبر شريحة ممكنه، فالأهمية التي تنطوي على التسويق كبيرة كالحاجة إليه، وقد يتبادر إلى أذهانكم لماذا يطرح هذا الموضوع في زاوية مراكز ذوي الاحتياجات الخاصة؟ وهل هناك تسويق لتلك المراكز؟ فما تعودنا عليه هو وجود منتج في شركة أو مؤسسة ما ومن ثم يتبعه تسويق لذلك المنتج.
فما علاقة مراكز ذوي الاحتياجات الخاصة بالتسويق! وهل هو ضرورة من ضرورات إنجاح العمل الخيري أم لا! سؤال قد يحتاج إلى الكثير من التوضيح والشرح إلا أنني سأحاول الإجابة عليه بشيء من الإيجاز، فالتسويق هنا ليس لمنتج ما، وإنما لما يقدم من خدمات للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وللصورة التي ينبغي أن يكون عليها المركز، الأمر الذي ينعكس إيجاباً على تطور الطفل وتقدمه في مختلف المجالات، وهو المنتج الحقيقي – إن صح التعبير – لتلك المراكز، حتى تبرز قضية ذوي الاحتياجات الخاصة كقضية مجتمعية ذات رسالة سامية، حتى لا ينظر إليها بعين الشفقة والعطف.
إن احد الأهداف الأساسية للتسويق هو رفع مستوى التوعية المجتمعية بمختلف الإعاقات، وتفعيل العمل الاجتماعي لزيادة مساهمة المؤسسات والأفراد في دعم مراكز الاحتياجات الخاصة، ولفتح المجال للجميع للاطلاع على تجارب الآخرين في مختلف مجالات الاحتياجات الخاصة، انطلاقاً من تلك الرؤى جاءت فكرة صناديق التبرعات التي قام مركز دبي للتوحد مؤخراً بتوزيعها على مراكز التسوق والمحلات الكبرى في إمارة دبي.
حيث هدفت هذه الحملة إلى توعية المجتمع باضطراب التوحد من خلال عرض معلومات عامة عن هذا الاضطراب وبالتالي توفير معلومة واضحة وسهلة الوصول إلى المتلقي، مما يسهم في التعريف بهذا الاضطراب وبالتالي الكشف المبكر عنه والتقليل من الصعوبات التي قد تواجه الأسرة والمجتمع مستقبلاً.
إضافة إلى ذلك فإن تلك الحملة تمثل دعوة صريحة للتبرع لصالح الخدمات التي يقدمها المركز تفعيلاً لعنصر العمل الاجتماعي الذي بدأنا نفقده في مجتمعاتنا العربية، فالتفكير هنا لا ينحصر في جمع التبرعات فقط لان الفائدة في تلك الحالة تصب في مصلحة طرف واحد دون الآخر وانما بإيجاد وسيلة توعوية يتعدى ذلك الأمر ليصل إلى كافة أفراد المجتمع.
إن ما قامت به إدارات مراكز التسوق والمحلات التجارية والجهات التي ساهمت في تلك الحملة إنما يمثل رؤية حضارية لذوي الاحتياجات الخاصة ودعم لا محدود للأعمال الإنسانية لا يسعنا إلا إجلالهم وتقديرهم على تلك المساهمة وذلك الدعم. خطوة كلنا أمل أن تحذو حذوها مراكز ذوي الاحتياجات الخاصة أو مراكز النفع العام في الدولة أو المراكز الخيرية للنهوض بما نقدمه من خدمات، ولندعم جميعاً تلك الفئات المهمة في المجتمع.
المدير العام/عضو مجلس الإدارة
مركز دبي للتوحد
يعطيج العااافيه..