• إن المشروع الثقافي الذي حرصنا على تبنية وتنفيذه انطلق على الدوام من الثوابت العربية الإسلامية وحرصنا على إبراز هذه الروح فيما ننفذه من مشاريع وخطط في كل مجالات التربية والثقافة والعلوم وعلى غرسها في نفوس وعقول الناشئة ، حفاظا على هويتنا الحضارية وصونا لها من التبدد والضياع في عصر العولمة .
• الطفل هو إنسان المستقبل ومنه تبدأ صناعة أثمن رأس مال .
– إن بناء المستقبل رهين ببناء الإنسان حيث أصبحت القوى البشرية تشكل أهم العوامل المؤثرة في تقدم الدول وتطورها .
إن بناء الإنسان هو حجر الأساس في التنمية .
• • أمامنا مسؤولية تطوير الأسلوب الخطابي الإسلامي للعالم خاصة أن ما يجري هذه الأيام ليس سوى كبوة لابد أن تنتهي وتزول بتعميق الحوار مع الغرب وعكس الوجه المشرق والحضاري للدين الإسلامي بعيدا عن التزمت والتطرف .
• الثقافة حجر الزاوية في التنمية المنشودة، وهي ما يحقق التوازن بين الانتماء الحضاري وروح العصر. الثقافة رسالة للارتقاء بالذات وتهذيب النفس والسمو بالإنسان إلى مدارج الرقي و التسامح والتآخي بين البشر. والتعليم هو المفتاح الرئيسي للولوج في آفاق التطور والتقدم.
الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي
بهذا الفكر والمنطق ابهرت تلك الشخصية العالم التي مزجت بين الثقافة والحكم والعلم بتناغم لا تناقض ، صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في دولة الإمارات العربية المتحدة .
ولد الشيخ سلطان بن محمد بن صقر القاسمي في السادس من يوليو في عام 1939 بمدينة الشارقة في كنف أسرة فاضلة وبيئة أعانته في سلوك درب الحمد والفضيلة فكرا وممارسة من خلال القيم الإسلامية الرفيعة التي نهل من معينها دونما أي تزمت أو
تعصب . وتنقل فيما بين الشارقة ودبي ودولة الكويت لتلقي تعليمه الابتدائي والتكميلي والثانوي. كان سلطان التلميذ الأول في صفوفه التي ضمت أذكى الطلاب في تلك المرحلة ، وهم الذين يقومون اليوم بالنهضة في دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال مؤسساتها الحكومية والخاصة .
كان قائد الكشافة المدرسية التي اكتسب منها القوة والعزيمة ومساعدة الآخرين والإصرار على النجاح .
كان رياضيا وفنانا هاويا للرسم وتنظيم المعارض العلمية ، ومسرحيا شارك في أكثر من نشاط مسرحي ، وحينما أنهى دراسته الثانوية عمل لفترة قصيرة مدرسا في مدرسة الصناعية مدركا أهمية الرسالة التعليمية . ثم تابع تخصصه في علم الهندسة الزراعية في جامعة القاهرة بجمهورية مصر العربية التي تخرج فيها عام 1971 ، لأنه آمن بان من يحرث الأرض وينمي خيراتها يستحق جني ثمارها.
عاد سلطان القاسمي الشاب المثقف الطموح إلى إمارة الشارقة ليعمل رئيسا لديوان صاحب السمو المغفور له أخيه خالد بن محمد القاسمي حاكم إمارة الشارقة السابق واكتسب في هذه الفترة محبة الناس، وتعرف على مشاكلهم وعرك الحياة العملية وعركته في أوسع ميادينها .
وعند قيام الاتحاد لدولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر في العام
1971 ، كان وزيرا للتربية والتعليم قبل أن ينادى باسمه حاكما لإمارة الشارقة خلفا لأخيه المغفور له بإذن الله الشيخ خالد بن محمد القاسمي .
• نال شهادة الدكتوراه بالفلسفة في التاريخ بامتياز من جامعة اكستر بالمملكة المتحدة عام 1985 .
• ودكتوراه في الفلسفة في الجغرافيا السياسية في الخليج العربي في العام 1999من جامعة دور هام من المملكة المتحدة .
• عضو فخري في معهد الدراسات الأفريقية جامعة الخرطوم بجمهورية السودان منذ العام 1977.
• منحته جامعة إكستر بالمملكة المتحدة الدكتوراه الفخرية في الآداب عام 1985.
• كما منحته جامعة الخرطوم بجمهورية السودان الدكتوراه الفخرية في الحقوق عام 1992.
• وهو عضو فخري بمركز الدراسات الشرق أوسطية والإسلامية بجامعة دور هام بالمملكة المتحدة .
• وفي عام 1999 منحه اتحاد الفنانين التشكيليين العالمي ( اياب ) في باريس دبلوم الشرف عن جهوده في إحياء الفنون الدولية.
• نال جائزة معهد الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية في اسطنبول التابع للمؤتمر الإسلامي عام 2024وجائزة المركز لتدعيم المحافظة على الإرث الثقافي وتشجيع المنح الدراسية.
كما حصد الكثير من الجوائز والميداليات منها:
• جائزة ابن سينا من منظمة اليونسكو التي اختارت إمارة الشارقة لتكون عاصمة للثقافة العربية في الوطن العربي عام 1998.
• وفي عام 2024 حصل على شهادة الدكتوراه الفخرية في التربية من الجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا.
• وفي العام نفسه منحته جامعة أدمبرا في اسكتلندا الدكتوراه الفخرية في الآداب والعلوم الإنسانية.
• حاز على جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام والمسلمين عام 2024 .
• حاز على وسام الجمهورية التونسية للفنون والآداب برتبة الفارس الآمر عام 2024 .
وقد خلف التمازج الثقافي بين أصالة الماضي وتقدم الحاضر روحا خاصة تميز إمارة الشارقة التي يوجه سياستها في نشر الوعي الثقافي الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي الذي يؤكد على أهمية العلم والتعليم وضرورة وضع الأسس العلمية السليمة لتشكيل الجيل القادم وضرورة توفير فرص التعليم المتساوية للجميع، وليس ما نشهده اليوم من تطور في هذه الإمارة وما تزخر به من مؤسسات تعليمية عامة وخاصة في مختلف مراحل التعليم ، إلا ثمرة من ثمار جهده المتواصل على هذا الصعيد .
• فهو محاضر بجامعة الشارقة لتاريخ الخليج الحديث منذ عام1999.
• وأستاذ زائر بجامعة إكستر منذ عام1998.
• رئيس المجلس الفخري للخدمات الجامعية العالمية منذ عام 1998.
• الرئيس الأعلى للجامعة الأمريكية في الشارقة منذ عام 1997.
• والرئيس الأعلى لجامعة الشارقة منذ عام 1997.
• ورئيس اتحاد جمعيات اللغة العربية في الوطن العربي .
والشارقة التي تأسست فيها أول مدرسة نظامية في خمسينيات القرن الماضي ولا يزال بناؤها قائما في ساحة التراث في إمارة الشارقة ، تحفل اليوم بمؤسسات التعليم العالي التي سـعى إليهــا شخصــيا الشــيخ سلطان بن محمد القاسمي .
فمن الجامعة الأمريكية بالشارقة ومركز التعليم المستمر التابع لها إلى جامعة
الشارقة ، فكليات التقنية العليا ، وكلية الشارقة للبنات ، وكلية الأفق وكلية الشارقة ، ومعهد الشارقة لفن الخط العربي والزخرفة ، ومعهد الشارقة للفنون المسرحية ، ومركز الاستكشاف ، وغير ذلك من المؤسسات التعليمية التي جعلت إمارة الشارقة هدفا لنيل العلوم والاستزادة منها والتعلم من موقف راعي هذه المنجزات العلمية والروح التعليمية.
لقد أرسى الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي معاني المحافظة على الهوية المعمارية لمدينة الشارقة فتوسع في وضع الرموز الجمالية للأبنية الحديثة والترميم
والمعالجة ، وتابع الجهد العلمي للوقوف على تفاصيل إعادة إعمار بعض الأبنية الأثرية كمحصن الشارقة، وحرص على أن تحافظ كل منشأة علمية أو تجارية أو دينية على الهوية الإسلامية .
اهتم بالمساجد ودور العبادة التي تحاكي بتصميمها البديعة الأنماط المعمارية المميزة للمراحل العربية المختلفة. ويعد مسجد الشيخ راشد القاسمي تحفة معمارية تجسد العصر الفاطمي . وافتتح مسجد غرناطة والمركز الثقافي التابع له بمملكة أسبانيا تاريخ العرب التليد.
لقد اهتم الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي – وبسبب نشأته الثقافية الدينية وتمسكه بالعقيدة – بدعم مشاريع التواصل الحضاري والثقافي بين الشعوب العربية والإسلامية والأمم والحضارات في الغرب ليبرهن أن الإسلام دين تسامح وتواصل وليس دين عنف.
واهتم أيضا بحفظ ذاكرة الإنسان فأسس مجموعة واسعة من المتاحف التي أنشئت وجهزت بأحدث التقنيات كمتحف الشارقة للتراث والمتحف الإسلامي ومتحف الشارقة للآثار ومتحف الشارقة للتاريخ الطبيعي والحديقة الصحراوية ومركز حيوانات شبه الجزيرة العربية ومتحف الشارقة العلمي ومتحف الشارقة للفنون ومتحف المحطة .
إن اهتمام الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي بأمور الحكم والسياسة لم
يشغله عن الاستفادة من وقته الثمين في إنجاز مؤلفات في التاريخ والأدب والسياسة ، فقد صدر له :
• أسطورة القرصنة العربية في الخليج ، عن كروم هلم ، لندن عام 1986 . قسم الإمبراطورية العمانية بين عامي 1856-1862 ، ( 1989 ) .
• الإحتلال البريطاني لعدن ، ( 1992) .
• الوثائق العربية العمانية في مراكز الأرشيف الفرنسية ( 1993) .
• جون مالكوم والقاعدة التجارية البريطانية في الخليج 1800 ميلادية ، باللغة العربية ، دار الخليج ، (1994 ) .
• يوميات ديفيد ستون في الخليج فيما بين عامي 1800و1809، أعده في العام 1995 .
• الشيخ الأبيض ، دار الخليج ، ( 1996 ) .
• العلاقات العمانية الفرنسية بين عامي 1715-1905 ، دار فوريسترو .
• الخليج في الخرائط التاريخية بين عامي 1493 و 1931 عن ثينك برنت ليمتد ( 1969 ) .
• رسائل زعماء الصومال إلى الشيخ سلطان بن صقر القاسمي في العام 1837 ، باللغة العربية عن دار الخليج عام 1996 .
• الأمير الثائر ، باللغة العربية ، عن الهيئة المصرية العامة للكـتاب
( 1998 ) .
• مسرحية عودة هولاكو ، مطبوعات المركز الثقافي بإمارة الشارقة،
( 1999 ) .
• صراع النفوذ والتجارة في الخليـج بين عامـي 1620 و 1820 ،
( 1999 ) .
• الخرائط التاريخية ما بين عامي 1478 و 1861 عن ثينك برنت ليمتد ( 1999 ) .
• مسرحية القضية ، ( 200 ) .
• بيان المؤرخين الاماجد في براءة ابن ماجد ، من تحقيقه في ثلاث لغات هي العربية والإنجليزية والبرتغالية ، ( 2024) .
• مسرحية الواقع صورة طبق الأصل ، (2017 ) .
إنها يقظة حضارية يبرزها الصراع على الهوية ، ففي إمارة الشارقة ، افتتحت أولى المدارس في منطقة الإمارات العربية المدرسة التيمية ومدرسة الإصلاح والمدرسة القاسمية 1900 ميلادية ، وتفتحت بواكير التعليم فيها وصدرت أول صحيفة وتأسس أول ناد ثقافي المنتدى الإسلامي عام 1936 والنادي الثقافي العربي 1947.
وبعد قيام الاتحاد ثابر الحاكم المثقف الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في سعيه ليصل حاضر الإمارة ومستقبلها بماضيها الثقافي النير فحولها بجدارة إلى عاصمة ثقافية .
ولكي تضطلع الشارقة بهذا الدور الرائد في البناء أصدر مرسوما بإنشاء دائرة الثقافة والإعلام تعزيزا للجهد الثقافي القائم وأساسا للهيكلة الثقافية وانشأ معرض الشارقة الدولي للكتاب الذي يعتبر من أهم المعارض الثقافية على مستوى الوطن العربي.
وعمل وفق استراتيجية وخطط بعيدة النظر تضع على رأس أهدافها أسس نهضة تعليمية جادة تربوية تزرع في نفوس الجيل الصاعد قيم ومبادئ ديننا وثقافتنا الإسلامية السمحاء ولاهتمامه بذلك ترأس هو شخصيا المجلس الأعلى للطفولة.
ولم تكن قضايا المرأة وحاجتها خارج دائرة اهتمام سموه فأولاها أهمية خاصة ورعاية فائقة ، توجت هذه الرعاية بإنشائه أندية للفتيات تقوم على بناء الفتاة الإماراتية والعربية وتربيتها ثقافيا وصحيا واجتماعيا ووطنيا . ليس أكثر من ثلاثة عقود من الزمن لتحقق تلك النهضة ويلبس الشارقة أميرها وفقا لذلك ثوب الفخر والمجد.
فكل الشكر والتقدير لمن حكم فأنجز،،، ولمن سطر للتاريخ مجداً فأبدع .!!