تخطى إلى المحتوى

رحلتي مع الإرشاد 2024.

<div tag="7|80|” >رحلتي مع الإرشاد( 14)
سأبدأ رحلتي هذه المرة بأحد الردود المؤثرة التي تكشف مع الأسف الشديد مدى ما وصل إليه الإرشاد في مدارسنا من ضعف وسوء حال ، لعل من له عقل وحلم ويملك حق التغيير أن يرحم ضعفه ويشد من أزره فقد بلغ السيل الزبا ، فأليكم الرد لأحد الأخوة الزملاء المرشدين الغيورين على الإرشاد وهذا الرد عبارة عن صرخة مدوية في عباب البحرمن سفينة تطلب النجدة بعدما جاءها موج عات كاد أن يقذف بها إلى الساحل لولا إرادة الله ( ربك ستر ) 0

معلمي الأول في التوجيه والإرشاد الأستاذ إبراهيم الدر يعي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد وجدت ضالتي في هذه الرحلة الممتعة والجميلة, فرغم أنني (سنة أولى إرشاد) فليس لي هم طوال الأشهر السابقة سوى البحث في المنتديات لكي أتلقى مزيداً من المعلومات عن هذه المهنة الممتعة بكل جوانبها, فتجمعت لدي مادة دسمة عن التوجيه والإرشاد حتى أنني كنت أغبط نفسي على ما حصلت عليه من هذا الكم الهائل فالبرامج التربوية والنظريات السلوكية وما وجدته عن أهم المشكلات التربوية وطرق حلها أثلج صدري كثيراً, ولكن السؤال الذي كان ينتابني حينا فحينا حتى أنه أوصلني لدرجة عالية من القلق! هو مالذي يجب أن أركز عليه في التوجيه والإرشاد؟ فمن أين أبدأ؟؟؟ هل أبدا من قناعاتي السابقة وهي أن مصلحة الطالب يجب أن توضع فوق كل اعتبار وهذا الذي لم أجده خلال خدمتي السابقة في مدارس التربية والتعليم والتي كانت مدتها ثلاثة عشر سنة, فجميع المواقف الطارئة التي مررت بها وكذلك اجتماعاتنا المدرسية والتي لا تستحق أن يطلق عليها التربوية, لأن البحث فيها عن مصلحة الطالب تكاد أن تكون مفقودة تماما وآخر ما يبدأ التفكير به, أما أن كنت صاحب تخصص لمادة التربية البدنية والفنية فالويل ثم الويل لك إذا أشرت ولو بالإشارة عن هذه المصلحة. من هنا أتت الفكرة في التوجه للعمل كمرشد طلابي . وتمت الموافقة ولله الحمد حيث تم توجيهي لمدرسة تدرس المرحلتين المتوسطة والثانوية.
ارجع إلى قلق البداية هل ابدأ من احتياجات الطالب التي يصعب توثيقها لكي أقدمها للمشرف أم من احتياجات المشرف التي تشغل كثيرا عن احتياجات الطالب, فطلبات المشرف الذي لم يزرني حتى هذه اللحظة والتي تعرفت عليها من خلال زملائي الذين كلفوا سابقا بالإرشاد هي مهمة- أيضا- ليس لأنها تخدم الطالب بالكلية ولكن لأنها هي الضامن الوحيد لبقائي مدافعاً عن حقوق الطالب.
ومن خلال تكرار البحث في المنتديات وفقني الله للانضمام إلى هذه الرحلة فتعرفت فيها على تاريخ الإرشاد في وطننا الحبيب, ووجدت إجابة على السؤال المقلق لي وكان ذلك في الجزء الثالث عندما قلت يا أستاذي (زرت أنا وأحد الزملاء المرشدين اللامعين المدرسة العالمية الأمريكية بالرياض ، لنرى كيف يقدم الإرشاد في المدرسة ونقارن بينه وبين ما لدينا ،وعندما دخلنا المدرسة عقدنا اجتماعا مع مرشدة المرحلة الأولية primary school وهي تحمل شهادة الماجستير في الإرشاد النفسي للأطفال، ومن ضمن الأسئلة التي طرحتها علينا ، كيف الإرشاد عندكم في المدارس السعودية ؟، فأخذ زميلي يتكلم عن الإرشاد في مدارسنا وأسهب في ذلك ، حتى أنها وضعت يديها على رأسها وقالت هذا كثير جدا ،وهل يستطيع المرشد أن يقوم بمثل هذه الأعمال ؟ فقال زميلي: وماذا عن الإرشاد في المدارس الأمريكية؟ فقالت : عمل المرشد يتركز في ثلاثة أمور 1 -مع الطالب 2- مع المعلم 3- مع ولي أمر الطالب كما أن هناك حصة(إرشادية ) التدريس فيها عن طريق الفيديو في فصل دراسي خاص تعليم السلوك الجيد ، أما عملي مع أولياء أمور الطلاب فأنا أعلمهم كيف يتعاملون مع أطفالهم يشكل صحيح ، وأساعدهم في حل مشكلات أبنائهم أما عملي مع المعلمين ، فإنه عندما يحيل المعلم إلي طالبا ما ( مخالفا) أرسل للمعلم فيحضر فأعطيه بعض التعليمات التي يطبقها في الفصل للقضاء على مشكلة عدم الانضباط من ناحية وكيفية التغلب على المشكلات البسيطة التي تحدث من التلاميذ من ناحية أخرى)
أما وأنني قد بدأت في المشاركة بعد الجزء السادس فسوف ابدأ بالرد على هذا الجزء فقط لأنه مؤلم ويشخص علاقة الطالب بمنسوبي المدرسة وولي أمره.
لقد مررت ذات يوم بأحد الإداريين وهو يلقي من الألفاظ النابية على الطلاب التي تكاد أن لا تسمعها في أكثر الشوارع وساخةً وانحلالاً, وذلك لمجرد أنهم تأخروا عن طابور الصباح حتى وإن كان تأخرهم لأسباب مقنعة, فبعض الطلاب وجد أنه يمشي مسافة الكيلوين والثلاثة ليصل إلى الطريق الذي تمر منه السيارات ثم يبدأ معاناة الانتظار لكي يركب إلى المدرسة رغم أن الزمن بين الانتهاء من صلاة الفجر وطابور الصباح 45دقيقة فقط, فانا لست حزينا على الطالب بقدر أنني حزين على هذا الذي لم تبق له ذرة احترام في نفوس الطلاب.
وعندما تبين لهم خطر هذه الكلمات لا يلتفت لك, أو عندما تطالب بالتفرقة بين أصحاب الظروف الصعبة والطلاب القريبين من المدرسة يقال لك أن ذلك يضعهم في موضع شبهه إما خلقيه أو تحيز لعصبية قبلية, والأفضل ان يعاقبوا جميع الطلاب على حد سواء.
وفي مدرستي الجميلة والتي أرى أنها الأفضل سلوكياً من بين الكثير من المدارس التي مررت بها كمعلم أن أكبر ما أعانيه فيها هو نقص الدافعية نحو التعلم لدى أبنائي الطلاب فالبيت معزول تماما عن المدرسة وأغلب الطلاب طموحهم أن يصبح جنديا باسلا ليس لأن يخدم وطنه بل ليأكل عيش من وراء شريط الجندية. وعندما أحاول جاهداً حماية حقوق الطالب والرقي بمستواه الفكري فإنني أعاني من مقاومة التغيير من بعض المعلمين وبعض منسوبي الإدارة (أنت طيب بزيادة, أنت لاتعرف الطلاب جيدا, هذا الأسلوب لاينفع مع الطلاب, معلم يقف أمامك مكتوف الأيدي ويسأل أرني كيف تحل هذه المشكلة, وآخر يستهزئ ويقول ياأصحاب التربية الحديثة هل يعقل ان نرسل الطلاب إليكم ويأتوننا من عندكم يضحكون… علما بأن المشكلة عدم حل واجبات)
أما الموقف الآخر العجيب الذي حدث هذا الأسبوع في مدرسة أخرى هو أن طالب بالصف الأول ثانوي رفض التعصب للقبيلة عندما وجد أن معلمه يوقع على دفتر الواجبات باسم شعار القبيلة ( نعرات قبلية ظهرت علينا بعد مزايين الإبل) فعندما مسح الطالب هذا الشعار من دفتره توعده المعلم بالعقاب إذا تكرر منه هذا السلوك فبين الطالب للمعلم أن التعصب للقبيلة من الأشياء التي يحاربها ديننا الحنيف, فوقع المعلم مرة أخرى ومسح الطالب كذلك مرة أخرى فنال الطالب على أثرها كف بوجهه أرداه طريحا على الأرض والغريب العجيب أن ولي أمر الطالب معلم في نفس المدرسة (أي تحطيم هذا لأجمل المبادئ التي يحملها أبناؤنا الطلاب) فالطالب حلف بأنه لن يحضر المدرسة حتى يؤخذ حقه…. والآن الأب يحاول في ابنه بأن يصفح عن زميله المعلم.
أما علاقة الطالب بولي أمره فسوف اسرد لكم موقفين لهما علاقة ببعض ما حدث في بعض المدارس
1-طالب يترجى المرشد الطلابي بأن لا يستدعي ولي أمره في الحضور إلى المدرسة وطلب من المرشد بأن يعاقبه بأشد أنواع العقاب إذا تكررت منه مخالفات سلوكية أخرى ولكن شريطة أن لا يستدعي ولي أمره, وعندما سأله المرشد عن سبب ذلك الإلحاح قال يا أستاذ أبي متزوج أكثر من إمرأه فعندما تستدعيه للحضور يذهب مباشرة بعد ذلك لأمي فيضربها بحجة تقصيرها في تربيتنا !!!!
2-ولي أمر آخر كلما استدعي من قبل المدرسة ونوقش في بعض مخالفات ابنه يضرب ابنه مباشرة داخل المدرسة وعندما سال أحد المعلمين الأخ الأكبر للطالب وصاحب السلوك السوي لماذا أبيك دائما يعاقب أخيك داخل المدرسة, لماذا لا يعاقبه في المنزل؟ فرد الأخ الأكبر قائلاً إن أبي لا يستطيع أن يتجرأ أن يضرب أخي في البيت لأن أخي الابن الوحيد المدلل لوالدتي!!!
أخيرا / أشكرك يا أستاذي جزيل الشكر وناسف على الإطالة0
الــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــرد

أخي وزميلي / فهد الصبحي 000 لقد أبكيتني لما سمعته منك ، من مواقف غير مشرفة ،وضع أبنائنا في المدارس وما يلاقونه من تعسف وتسلط من البعض، وهذه دلائل واضحة على ضعف الوعي الإرشادي بالمدارس بين المعلمين وأولياء أمور الطلاب ، مع أني في الوقت نفسه أشكرك أخي فهد على جهودك وإخلاصك في عملك وسيكون على يديك وأمثالك- بإذن الله -خلاص الإرشاد من محنته ،و أملي كبير في الشبيبة المقبلة التي ستعمل بإخلاص وتفان لتعيد للإرشاد عزه وقوته ، وأدعولهم -من كل قلبي- بالتوفيق والنجاح ، والله يحفظك 0

كلام جميل صراحة
أخي الكريم / محبوب —— سلمه الله
شكرا لحضورك ، الله يعطيك العافية 0

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.