المقدمة :
الإمام اللغوى صاحب العربية وإمامها، مبتكر علم العروض ومنشئه، الخليل بن أحمد الفراهيدي الدوسى الزهراني. ينسب الخليل الى فرهود بن زيد بن شبابة بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس بن عدثان بن عبدالله بن زهران بن كعب بن الحارث..
وفرهود في اللغة هو ولد الأسد. له من الكتب: كتاب العين في اللغة وكتاب العروض وكتاب الشواهد وكتاب النقط والشكل وكتاب النغم وكتاب العوامل.
ولد سنة 100هـ وتوفي سنة 175، وقيل 170 ، وقيل سنة نيف وستين ومائة.
وكان سبب وفاته أنه قال: أريد أقرب نوعاً من الحساب تمضى به الجارية الى البقال، فلا يمكنه ظلمها. ودخل المسجد وهو يعمل فكره في ذلك، فصدمته
سارية وهو غلفل عنها بفكره، فأنقلب على ظهره فكانت سبب موته.
الموضوع :
أخذ النحو عنه سيبويه والنضر بن شميل وهارون بن موسى النحوي ووهب بن جرير والأصمعي والكسائي وعلي بن نصر الجهضمي. وأخذ هو عن أبي عمرو بن العلاء وعيسى بن عمر الثقفي[1][2] وحدث عن أيوب السختياني وعاصم الأحول والعوام بن حوشب وغالب القطان. [3]
كان الخليل زاهداً ورعاً وقد نقل ابن خلكان عن تلميذ الخليل النضر بن شميل قوله: «أقام الخليل في خص له بالبصرة، لا يقدر على فلسين، وتلامذته يكسبون بعلمه الأموال».[4] كما نقل عن سفيان بن عيينة قوله: «من أحب أن ينظر إلى رجلٍ خلق من الذهب والمسك فلينظر إلى الخليل بن أحمد».[5]
يعد الخليل بن أحمد من أهم علماء المدرسة البصرية وتنسب له كتب "معاني الحروف" وجملة آلات الحرب والعوامل والعروض والنقط، كما قام بتغيير رسم الحركات إذ كانت التشكيلات على هيئة نقاط بلون مختلف عن لون الكتابة، وكان تنقيط الإعجام (التنقيط الخاص بالتمييز بين الحروف المختلفة كالجيم والحاء والخاء) قد شاع في عصره، بعد أن أضافه إلى الكتابة العربية تلميذا أبي الأسود نصر بن عاصم ويحيى بن بعمرالاحمدي، فكان من الضروري تغيير رسم الحركات ليتمكن القارئ من التمييز بين تنقيط الحركات وتنقيط الإعجام. فجعل الفتحة ألفًا صغيرة مائلة فوق الحرف، والكسرة ياءً صغيرة تحت الحرف، والضمة واواً صغيرة فوقه. أما إذا كان الحرف منوناً كرر الحركة، ووضع شينا غير منقوطة للتعبير عن الشدة ووضع رأس عين للتدليل على وجود الهمزة وغيرها من الحركات كالسكون وهمزة الوصل، وبهذا يكون النظام الذي اتخذه قريباً هو نواة النظام المتبع اليوم.
فكرة وضع علم العروض طرأت بباله عندما كان يسير بسوق الغسالين، فكان لصوت ضربهم نغم مميز و منه طرأت لباله فكرة العروض التي يعتمد عليها الشعر العربي. فكان يذهب إلى بيته و يتدلى إلى البئر و يبدأ بإصدار الأصوات بنغمات مختلفة ليستطيع تحديد النغم المناسب لكل قصيدة!
وله من الكتب -بالإضافة لمعجم العين- كتاب النّغم، وكتاب العروض، وكتاب الشواهد، وكتاب الإيقاع.[6]
وتوفي في البصرة في يوم الجمعة لثلاث بقين من جمادي الآخرة سنة 173هـ/789م. وهو نفس يوم وفاة الخيزران بنت عطاء والدة هارون الرشيد.
الخاتمة :
تأثَّر عدد كبير من الأدباء والروائيين بخليل بن احمد الفراهيدي و أفادوا كثيرًا من ريادته الأدبية وإبداعاته القصصية ، فساروا على دربه ، ونسجوا على منواله . فيجب علينا أن نلتفت إلى مثل هؤلاء الأدباء العظام ، وندرس أعمالهم ، ونعطيهم حقهم من الاهتمام .
المصادر والمراجع :
1 – مقالة الخليل بن أحمد من الموسوعة العربية العالمية
2 – وفيات الأعيان لابن خلكان
3 -الخليل بن أحمد من موقع الشبكة الإسلامية
4 – وفيات الأعيان لابن خلكان
5 -وفيات الأعيان لابن خلكان
6 – مقالة الخليل بن أحمد من الموسوعة العربية العالمية .