إلى تأكيدها كأحد أهم الاهداف الاستراتيجية لادارة رعاية وتأهيل المعاقين. وتتنوع التحديات التي يواجها المدمجون من ذوي
الاعاقة البصرية فمنها ما يتعلق بعدم تهيئة بيئة المدرسة أصلا لاستقبالهم، وتأخر تسلم الكتب الخاصة بهم والمطبوعة بطريقة برايل
إلى عدة شهور بعد بدء العام الدراسي، وعدم تأهيل المعلمين للتعامل معهم خلال اعطاء المادة العلمية باعتبارهم ذوي حالات خاصة.
يروي الطالب عبد الله مبروك عوض في الصف الاول ثانوي أبرز التحديات التي تواجهه في عملية الدمج مؤكداً ان تأخر تسليم الكتب إلى عدة شهور بعد بدء العام الدراسي هو ابرز مشكلة حيث يتأخر الطالب عن زملائه في الدراسة، وطالب وزارة التربية بتوفير مطابع خاصة تبدا بطباعة المناهج الدراسية لذوي الاعاقة البصرية مبكراً، حيث تطبع الكتب بلغة برايل لتجنب هذه المشكلة.
وتابع: نأمل أن تخصص الوزارة جلسة حوارية سنوياً يستمع فيها المسؤولون إلى أبرز المشاكل التي نواجهها لتقوم بمتابعتها وحلها بدلاً من ترحيلها كل عام.
أما عبد العزيز نجم (طالب آخر من المدمجين في مدارس التعليم العام) فيقول إن عدم تأهيل المعلمين للتعامل مع الطالب الكفيف من ابرز التحديات التي تواجه الطالب والمدرس معا، حيث يبذل المدرس جهده في توصيل المعلومة وخاصة في مادة الرياضيات.
وتابع: امتحان الرياضيات من أكبر المشكلات التي يعاني منها الكفيف بسبب اعتماده على اجراء العمليات الحسابية لافتاً إلى أنه كان يدرس المادة في مركز تأهيل المعاقين بدبي حيث كان هناك مدرس متخصص في شرح المادة للمكفوفين.
وتمنى عبد العزيز أن تكون هناك توعية أكبر في المجتمع بالعصا البيضا مؤكداً وجود بعض الممارسات السلبية من قبل الطلبة في التعامل مع الكفيف.
وعن هذا تقول ام عبد الله مبروك والدة أحد الطلاب المكفوفين ان حافلات المدرسة ترفض توصيل الطالب الكفيف حيث يمتنع السائق عن تحمل مسؤوليته، وهذه مشكلة كبيرة بالنسبة للأهل.
وتابعت أن الامتحانات تكون شفوية حيث يستمع المعلم إلى اجابات الطالب ثم يقوم بتدوينها، وهذا بسبب عدم تطور اساليب التعامل مع المعاق بصرياً باعتباره هنا حالة خاصة، وتجهيز بيئة المدرسة لتكون الامتحانات بلغة برايل مؤكدة ان ادارة المدارس تبذل قصارى جهدها لانجاح عملية الدمج الا أن ضعف الامكانيات يشكل عائقاً رئيسياً أمام التجربة.
نواقص كثيرة
وأوضحت وفاء حمد بن سليمان مدير إدارة رعاية وتأهيل المعاقين في وزارة الشؤون الاجتماعية أنه على الرغم من الشوط الذي قطعته وزارة الشؤون الاجتماعية في دمج المعاقين بصرياً في مدارس التعليم العام، إلا أن هؤلاء الطلاب لا يزالون يعانون من العديد من المشكلات أهمها تهيئة البيئة المادية الملائمة لهم، وتهيئة المناهج الدراسية ومواءمتها لإعاقتهم حيث تعتمد الكثير من الدروس التعليمية على حاسة البصر الأمر الذي يتطلب إدخال الوسائل التعليمية السمعية والتقنيات الحديثة في عملية التعليم، إضافة إلى ضرورة إعادة النظر في أنظمة التقييم والامتحانات وترجمتها بلغة برايل وإتاحة المجال للطالب للإجابة عنها بإعطائه الوقت الكافي لذلك.
وقالت إن وجود طالب كفيف في الصف الدراسي يتطلب من المعلم بذل جهود مضاعفة بعد تلقيه التأهيل المناسب للتعامل مع المعاقين بصرياً وتعليمهم، الأمر الذي يتطلب الإقلال من عدد الطلاب في الصف الذي يتم دمج المكفوفين فيه، لإعطاء المعلم الوقت الكافي للاهتمام بالمعاقين المدمجين.
الجانب النفسي
من جهته أوضح روحي عبدات الأخصائي النفسي التربوي بوزارة الشؤون الاجتماعية أن هناك مشكلات اجتماعية ونفسية تعيق تواصل المعاق بصرياً مع زملائه في المدرسة المدمج فيها، سببها عدم التقبل الكافي له من الآخرين والاتجاهات النمطية والمعلومات المشوهة التي تسيطر على ذهنية بعض الطلبة والمعلمين، حيث يميل الطلبة إلى تجنب اللعب مع المعاق بصرياً لعدم قدرته على ممارسة بعض الألعاب علماً أن اللعب يعتبر وسيلة مهمة للتواصل وبناء العلاقات مع الآخرين، وكذلك عدم قدرة الكفيف على قراءة تعبيرات الوجه ولغة الجسم عند الآخرين، وتفسير بعض المواقف التي تحدث أمامه وميله إلى طرح التساؤلات التي قد تسبب مللاً للآخرين. حيث يعتمد المعاق بصرياً على نوع واحد من اللغة في تواصله وهي اللغة المنطوقة.
مضيفاً أن ميل الآخرين لعدم التواصل مع المعاق قد يجعل التفكير السلبي هو الذي يدور في رأسه مما يؤدي إلى عدم القدرة على رؤية مكامن القوة، والتفكير فقط في مكامن الضعف، مما يخلق ضعفاً في مستوى الثقة بالذات، وميلاً للعزلة عن الآخرين.
كل التقدير