بصمات في الذاكرة
هناك مواقف تؤثر في الفرد وتترك بصمتها التي قد تنطبع مدى الحياة
ولو لاحظنا لوجدنا إن أكثر الناس طبعاً لهذه البصمات هم المعلمين والمعلمات
في مختلف المراحل التعليمية… سواء منها تلك البصمات أو المواقف المتميزة بالحكمة
والاحترام، المشرقة بالقيم التربوية والإنسانية الرفيعة,,,, أو تلك المواقف غير السليمة
المبنية على القسوة والإيذاء النفسي والجسدي للطالبة، التي تدل على فشل المعلمة تربوياً،
والتي تدل أيضاً على عدم إدراك المعلمة للنتائج الوخيمة لتصرفاتها غير الموزونة،
وما ينتج عنها من ردود الفعل السلبية لدى الطالبة الذي تتعرض للإيذاء من قبل المعلمة
ذكراًَ كان أو أنثى، كالإحباط والشعور بالكراهية للمعلمة، والكراهية للمقرر
الدراسي وللمدرسة.
وقد تتناهى في الطالبة الدوافع العدوانية ضد الغير وخاصة ضد من يوقع بها الأذى…
هذا فضلاً عن أن المعلمة تحقق بذلك الغايات السامية للتربية والتعليم,,, وتنتشر هذه الأخبار
من خلال الطالبات أنفسهن، إن هذه الأخبار عن العلاقات السيئة بين المعلمة وطالباتها مبعث
سخط المجتمع المؤمن بتعاليم الإسلام الذي يتمتع أفراده بالوعي التربوي،
ومبعث أسى للقيادات التربوية المسئولة .
على العكس من تلك الأخبار عن العلاقات الإيجابية الفاضلة التي تزينها القيم الإسلامية
والتربوية والإنسانية كحكمة التعامل السديد مع الطالبات بالمحبة والنصح والحلم والعدل
والأخلاق الكريمة التي تبني ولا تهدم، والتي تقرب الطالبات من المعلمة ولا تنفر،
والتي تزرع الثقة في نفوسهن تجاه المعلمة وتجاه أنفسهن، والتي تربي النفس الخيرة الكريمة
على سمو الأخلاق ورقيها وتجنبها الأخلاق الخبيثة، وتصونها من النزعة العدوانية الشريرة…
وإذا كان الإيذاء النفسي المتمثل في إهانة الطالبة أمام زميلاتها بالكلام البذئ والقبيح فضلاً عن
الإيذاء الجسدي الذي يعرّض للخطر هو وسيلة المعلمة التربوية، فما هي النتائج المتوقعة؟
إن الجيل الذي يتلقى تعليمه من أمثال هذه المعلمة هو جيل سيئ الحظ، ولو تلقى تعليمه
على يد معلمة فاضلة في أخلاقها وحسن تعاملها وكفاءتها العلمية لكان سعيد الحظ،
صالحاً نفسياً وإنسانياً وتربوياً.
أودّ أن اذكر وراء كل أمة عظيمة نظاماً تربوياً سديداً يقوم على احترام إنسانية الإنسان
والارتقاء به روحياً وفكرياً ونفسياً وثقافياً وجمالياً.
ونقول للمعلمين والمعلمات أنهم مسئولون عن مستقبل الأجيال ومستقبل الوطن،
ويكفيهم ذلك شرفاً وفخراً ….
وقد تم أصدار كتيب في مدرسة النور للتعليم الأساسي ح1 بعنوان بصمات في
الذاكرة يتناول المواقف الايجابية والمواقف السلبية التي مرت على الهيئة الادارية والتدريسية
اثناء المراحل التعليمية لهن وتركت بصماتها في شخصياتهن وذلك من خلال القيام
بورشة عمل لمناقشة هذه المواقف والتي أكسبتنا الكثير وانعكست بعد ذلك على سلوكيات
المعلمات في تعاملهن مع الطالبات.
وسأقوم بنقل بعض هذه المواقف للأستفادة منها
احرصي على توصيل المعلومات الصحيحة للطالبات
عندما كنت في الصف السادس كان عندنا درس الدورة الدموية
ورسم القلب، وشرحت لنا المعلمة الدرس، فحفظته جيداً، وعندما كبرت
وذهبت للصفوف الإعدادية كان عندنا نفس الدرس بتوسع،
فرسمت القلب للمعلمة من خلال معرفتي السابقة للدرس،
وفوجئت بأن المعلمة السابقة قد علمتنا رسم القلب خطأ،
ومع هذا فقد رسخ في ذاكرتي الرسم الخطأ ولم استطع
إلا أن ارسم القلب بالطريقة الخاطئة مهما حاولت المعلمة
تصحيح الخطأ لدي.
صراااحه كنا مثل بناتها ما اقول انها ما تزعل منا لكن يوم تزعل نفس امنا الي تخاف على مصلحتنا
جزاك الله خير على مرورك ومداخلتك
وهذا ما يؤكد بالفعل أن معظم
المواقف لها يصمة تبقى في الذاكرة
ونحن من نحدد أختيار بصمتنا التي سنتركها
اما بالسلب أو بالايجاب
وفقك الله
كنت في السنة الثانية لي في مهنة التدريس و قد انتقلت من إمارة إلى إمارة..
وحدث نقلي إلى مدرسة تضم طالبات من بيئة فقيرة نوعا ما..
وبيئة غير ناطقه باللغة العربية في المنزل ليس كل الطالبات بالطبع ولكن الأكثرية..
قوبلت بكل ترحيب في هذه المدرسة الجديدة من الجميع وذهبت لأجلس مع زميلاتي
المعلمات في غرفة المعلمات.. بدأ حوار التعارف بيننا ما أسمك؟كم سنة عملت؟من أي مدرسة
أتيت؟ماذا تدرسين؟( طبع الحريم )..وبدأن يقلن لي ألم تجدي سوى هذه المدرسة التعيسة؟حقا
ستعانين كثيرا مثلما نعاني قلت ومما؟ قلن لي البيئة فقيرة والطالبات معظمهن لا يتكلمن
العربية ومهما تشرحين فما من فائدة قلة قليلة جدا سوف تفهمك..
فأصبح هذا الكلام يتردد علي كل يوم إلى أن تعمق في ذهني وذاكرتي..
فأصبحت فعلا أذهب إلى الفصل وكلي يقين تام أن الطالبات اللاتي أمامي لا يفهمن شيئا.
وكنت أبذل معهن الكثير الكثير كنت أشعر بالضياع أثناء شرحي للدرس أنتقل من نقطة لأخرى
بدون سابق ترتيب.. أتحدث اللغة العربية كثيرا كنوع من الترجمة كنت أخرج من الفصل
وأنا غير راضية تماما عما قدمت لطالباتي وأصبحت كالبغبغاء أردد دائما ما يقلنه زميلاتي
الطالبات ضعيفات لا يفهمن.. ومرت الأيام وأنافي هذا الضياع و التخبط إلى أن جاءتني
الموجهة التربوية لتدخل علي الزيارة الأولى ..وطلبت مني أن استعد لأنها سوف تحضر
لي حصة لمشاهدة مستوى الطالبات لتقييمي كمعلمة.. رحبت بها كثيرا وحينما دخلت شعرت
بشيء من الارتباك وبدأت أشرح الدرس ككل يوم أتخبط يمينا وشمالا..وأستخدم كل الطرق
لأفهم الطالبات تارة أتحدث العربية و تارة أستخدم الوسيلة و تارة استخدم البطاقات شعرت
بداخلي بعدم رضي الموجة عن الحصة بعدما خرجت من الحصة قلت لزميلاتي بذلت ما في
وسعي لأفهم الطالبات وما من جدوى الظاهر ما قلتموه لي صحيح
عن المستوى المتدني للطالبات..
جمعتنا الموجهة بعد الحصة وقالت لي لابد أن تخصصي وقتا لزيارة زميلاتك أثناء تدريسهن
لتتعلمي منهن كيفية التدريس الصحيح حتى تقوي نفسك في التدريس.. ترك هذا الكلام
أثرا عميقا في داخلي.. و شعرت بعدم الرضا والإحراج أمام زميلاتي..
عدت إلى المنزل بنفس غير راضية و قررت في صميم نفسي أن أضع لي خطة أسير عليها
وعلي ألا أستمع لكل من يريد تحبيطي بأي كلمة..
علي أن أنظر إلى الأمام و أتفاءل وعلي أن آمل خيرا كثيرا في طالباتي فالبيئة الفقيرة كثيرا
ما تصنع عظماء وضعت يدي على أذني وخطوت خطواتي الخاصة في التدريس بعيدا
عن التحبيط والقال والقيل..
ما كنت أراه صحيحا يفيد طالباتي و العملية التعليمية أفعله فوفقني الله لما أردت
وحققت نجاحا باهرا
والحمد لله فحينما دخلت الموجهة الزيارة الثانية عندي ذهلت و قالت: هل أنت نفس المعلمة
التي زرتها في المرة الأولى؟!! فجمعتني بزميلاتي للمرة الثانية..
وبدل من أن تنصحني بالدخول على زميلاتي أمرت زميلاتي بحضور حصة دراسية
لكي يرون روعة الطالبات ومستواهن ألتحصيلي الممتاز….
الهدف من هذه القصة أن التحبيط دائما يدفع بالإنسان إلى الوراء بينما التشجيع يدفع
الشخص ألف خطوة إلى الأمام.
والله الموفق
أشكرك إختي شروق الشمس على هذا الموضوع الهادفة
جعله الله في ميزان حسناتك
واتمنى مشاركة الجميع في هذا الموضوع
لطرح البصمات التي تركتها معلماتهم في الذاكرة
حتى يستفيد الكل من الايجابيات والسلبيات.
زاد الموضوع جمالا بمروك الطيب
اشكرك جزاك الله خيرا
بارك الله فيكِ .. وجزاكِ الجنة ..
أمنياتي لك وللمدرسة النور بالتميز دائما