بقلم الدكتور محمد الجاغوب
وإذا كان لا بد مِن تجنـّب المباشرة في الشِعـر فلتكن بقدر معقول، ولا تصل حدّ الإغراق في الغموض، وتكون بهدف تحدّي عقلية المتلقي واستثارتها، وألا يخلو النص من إشارات ومفاتيح تقود إلى المقصود وشوارد المعاني، فإنْ كان المتنبي يستمتع بانشغال الناس في تفسير ما يكتب لقوله: " أنام ملء جفوني عن شواردها ويسهر الناس جرّاها ويختصموا " فإنّ شعرّه لم يكن مُغلقا ولا طلسما. وكذلك الحال مع الفرزدق الذي كان يُردّد: " لنا أنْ نقول ولكم أنْ تتأوّلوا ". والحال ذاته مع أبي تمام الذي قيل له: " لماذا تقول مالا يُفهم "، فيجيب: " ولماذا لا تفهمون ما يُقال؟. نعم هؤلاء هم أعلام الشعر العربي، ومع ذلك كان شِعرُهم مقروءًا ومفهومًا لدى طبقة المختصين بالأدب، وهذا أمرٌ ملموس إلى حد كبير لدى كثير من روّاد الشعـر العربي المعاصر، من أمثال بدر شاكر السياب، ونازك الملائكة، ومن ترسّمَ خطاهم كمحمود درويش، وسميح القاسم، وفدوى طوقان، وأمل دنقل وغيرهم.
إنّ كثيرا مِمّا يكتبه مَن يحلو لهم تسمية أنفسهم بالحداثيين ليس إلا غمغمات وتهويمات نثرية منغلقة على نفسها، تخلو من الوزن والإيقاع والمشاركة الوجدانية، وتتخذ من الـرمزية قناعا لها تتستر وراءه، ومِن الأسطورة زخرفا ثقافيا تتزيّن به، وفوق ذلك يختلق هذا النفـرُ مِن الكـُتـّاب خصومة مع غيرهم مِمّن يكتبون الشعري العمودي، وينعون عليهم ما يكتبون من أوزان وقوافٍ، وما يفيضون به مِن خيال وصُوَر، وما يجيشون به مِن عواطف وأحاسيس، مُعتمدين ما يقوله النقاد الغربيون في هذا السياق، ومُردّدين أسماءَ بعضَ أؤلئك النقاد في كل مجلس؛ كشاهد على ثقافة التغريب التي يمتلكونها و لا يمتلكون سواها. وكم يكون مثيرا للدهشة ما يراه بعضُ هؤلاء مِن أنّ قصيدتـَه لا ينبغي لها أنْ تـُسْلـمَ نفسَها لقارئها إلا بشق الأنفس.! تـُرى لمن يكتبُ هؤلاء إذن؟! وكم يكون مُتكلـَفا ما يراه آخرون مِن أنهم يريدون نصّا مُغلقـًا شرسا يَعْـركـُهم ويعـركونه، ولا يريدون نصا طيّعا سهل المنال. تـُرى ماذا يَـرى هؤلاء في قراءة الشعـر؟ أهيَ سياحة ثقافية تفضي إلى مُتعة وارتياح، أم إنّها معـركة تـُستنزفُ فيها القوى والطاقات؟!
إن التطوّر سُنـّة الحياة، يُصيب كل مناحيها بما فيها الأدب، ولا يقول أحدٌ ببقاء المنهج الشعري العربي الذي ساد حياة العـرب منذ العصر الجاهلي على حاله، فقد طرأتْ عليه عبر العصور محاولات مِن التجديد في المقدمة الطللية، وفي تنوّع القوافي، وفي وحدة الموضوع، وفي التلاحم العضوي بين أجزاء النص، وتداخل أجزاء الصورة الشعرية. وأبدع َ الأندلسيون في شِعـر التوشيح، وتأنــّقَ المَهجريون في تنويع القوافي والصور، وأجادَ كثير من المعاصرين شِعرَ التفعيلة. ولكنّ ذلك ظلّ في إطار التجديد مع المحافظة على العلاقة بالتراث الذي يُعدّ الجذور الراسخة للشعـر العربي، ويمثـّل العلامة البارزة في حياة العـرب، ولكنّ ذلك لم يصل إلى حدّ التمرد، وقطع كل الصلات بالماضي الأدبي والتاريخي للأمة العربية.
الشِعر العربي بين التراث والحداثة
بقلم الدكتور محمد الجاغوب
إنّ كثيرا مِمّا يكتبه مَن يحلو لهم تسمية أنفسهم بالحداثيين ليس إلا غمغمات وتهويمات نثرية منغلقة على نفسها، تخلو من الوزن والإيقاع والمشاركة الوجدانية، وتتخذ من الـرمزية قناعا لها تتستر وراءه، ومِن الأسطورة زخرفا ثقافيا تتزيّن به، وفوق ذلك يختلق هذا النفـرُ مِن الكـُتـّاب خصومة مع غيرهم مِمّن يكتبون الشعر العمودي، وينعون عليهم ما يكتبون من أوزان وقوافٍ، وما يفيضون به مِن خيال وصُوَر، وما يجيشون به مِن عواطف وأحاسيس، مُعتمدين ما يقوله النقاد الغربيون في هذا السياق، ومُردّدين أسماءَ بعضَ أؤلئك النقاد في كل مجلس؛ كشاهد على ثقافة التغريب التي يمتلكونها و لا يمتلكون سواها. وكم يكون مثيرا للدهشة ما يراه بعضُ هؤلاء مِن أنّ قصيدتـَه لا ينبغي لها أنْ تـُسْلـمَ نفسَها لقارئها إلا بشق الأنفس.! تـُرى لمن يكتبُ هؤلاء إذن؟! وكم يكون مُتكلـَفا ما يراه آخرون مِن أنهم يريدون نصّا مُغلقـًا شرسا يَعْـركـُهم ويعـركونه، ولا يريدون نصا طيّعا سهل المنال. تـُرى ماذا يَـرى هؤلاء في قراءة الشعـر؟ أهيَ سياحة ثقافية تفضي إلى مُتعة وارتياح، أم إنّها معـركة تـُستنزفُ فيها القوى والطاقات؟!
|
أولا :مبارك على الدكتوراه المستحقة ، وأولا أيضا :أحب أن أنقل إليك سعادتي الشخصية بعودتك إلى سماء المنتدى شمسا متألقة في الشعر لكنها المرة متألقة في النقد الجاد الحاد بعيدا عن قيود المجاملات الوظيفية التي رفضها الجاحظ ، وأولا أيضاً: فلنا عتاب عليك بالجفوة التي لا تعهد عليك، وليس عندنا ثانيا ولا ثالثاً فكلها عندنا بالنسبة للحديث الشائق معكم أوليات ولزوم ما يلزم تقبل تحيتي أنا/ محمود إبراهيم وتحية منتداكم مدونة الشارقة التعليميّ.
|
لك الشكر والتقدير على مرورك بما كتبتُ ولك الشكر والتقدير على الرد الجميل؛ فهذه عذوبة عذبة من قلمك الذي عرفناه فائضا بالود والصدق والإيمان.
أخي العزيز: أنا بخير والحمد لله، وما زلت أفخر بمعرفتكم وبزمالتكم، وما زلت أرى نفسي بينكم ومنكم، وأتذكر مرحلة العمل في الإمارات وأزور منتديات منطقة الشارقة التعليمية بين الفينة والأخرى. سلامي لك حارا وإلى جميع الزملاء في الميدان التربوي لا سيما الإخوة الأكارم في مدرسة حلوان وفي ديوان المنطقة وفي منتديات منطقة الشارقة.
محمد الجاغوب
إن كثيراً من قصائد الحداثة ـ رخويات الحداثة ـ لم يخلُ فقط من الوزن والقافية والمشاركة الإنسانية
للمجتمع ، وهو بالإضافة إلى الرمزية المغلقة والأسطورة المستوردة قد خلا من الشعر نفسه ، وتحلل من القيم والرسالة الإنسانية…فلا يُـضيرنّـك أمثال هؤلاء ، سينساهم الزمن كما نسي غيرهم ، ومازال الشعر العربي بخير ، ومازال أصحاب الذائقة النقية التي لم تفسد يترنمون بهذا الشعر ويبحثون عن ينابيعه العذبة….. قال لي زميل يكتب قصيدة النثر: إن أولادي ينكرون علي ما أكتب ويقولون أتعتقد أن ما تكتبه هو الشعر ؟ .. قلت له: لقد صدقوا وقالوا لك ما أردنا قوله ..فالحمد لله أنك أدركت الحقيقة من آل بيتك……..لك تحيتي وإلى اللقاء
أخوكم. د. أكرم جميل قـنـبـــــس
لك تحيتي واشتياقي.
كنتُ سعيدا جدا عندما قرأت ردّكم الكريم والشافي في موضوع الشعر العربي والحداثة، فوجهة نظركم محل احترام وتقدير، ردّكم هذا أذكرني تلك اللقاءات الجميلة بصحبتكم في كثير من منابر الثقافة والفكر في الشارقة حيث كنا نتدارس قضايا اللغة ونستمتع بجمالياتها ونترنم بالشعر العربي الأصيل عندما كنتم تصدحون بقصائدكم الجميلة في بيت الشعر والنادي الثقافي العربي واتحاد كتاب الإمارات وغيرها. سقى الله تلك الأيام! ونحن على عهدنا معكم ومع الشارقة حيثما ذهبنا وأنى اتجهنا. سلامي لجنابك الكريم وللزملاء في أسرة التوجيه ولجميع زملائنا في ديوان منطقة الشارقة التعليمية وفي الميدان التربوي.
د. محمد الجاغوب
براعة اللغة العربية
بيتان غريبان
*هذا البيت لا يتحرك اللسان بقراءته:
آب همي وهم بي أحبابي
همهم ما بهم وهمي مابي
———— ——— ——— ——— ——— ——— —-
*وهذا البيت لا تتحرك بقراءته الشفتان:
قطعنا على قطع القطا قطع ليلة
سراعا على الخيل العتاق اللاحقي
أغرب شعر:
هذه أبيات من الشعر لكن فيها العجب العجاب و فيها أحتراف وصناعة للشعر:
ألــــــــــــوم صديقـــــي وهـــــــــذا محـــــــــــــــــــال
صديقــــــــي أحبــــــــــــه كـــــــــلام يقـــــــــــــــــال
وهـــــــــــذا كــــــــــــــلام بليــــــــــغ الجمـــــــــــــال
محـــــــــــــال يــــــــــــقال الجمـــــــال خيــــــــــــال
الغريــــــــــــب في هذه الأبيات …..أنــك تستطيـــع قراءتها .أفقيــا ورأسيـــاً .!
مودته تدوم لكل هول **** وهل كل مودته تدوم
إقرأ البيت بالمقلوب حرفا حرفا واكتشف الإبداع …
حيث ان هذا البيت يقرا من الجهتين كلمة كلمة
خطبتان للامام علي واحدة بدون حرف الالف والاخرى بدون نقط:
هذه خطبة للإمام علي من غير حرف الألف …. بعدما اجتمع الناس وقالوا بأن الألف هو الحرف الأكثر شيوعاً بالكلام.
خطبه بدون حرف الألف:
((حمدت من عظمت منته وسبغت نعمته وسبقت رحمته غضبه، وتمت كلمته، ونفذت مشيئته، وبلغت قضيته، حمدته حمد مُقرٍ بربوبيته، متخضع لعبوديته، متنصل من خطيئته، متفرد بتوحده، مؤمل منه مغفرة تنجيه يوم يشغل عن فصيلته وبنيه، ونستعينه ونسترشده ونستهديه، ونؤمن به ونتوكل عليه وشهدت له شهود مخلص موقن، وفردته تفريد مؤمن متيقن، ووحدته توحيد عبد مذعن، ليس له شريك في ملكه ولم يكن له ولي في صنعه، جلَّ عن مشير ووزير، وعن عون ومعين ونصير ونظير علم ولن يزول كمثله شيءٌ وهو بعد كل شيءٍ.
رب معتز بعزته، متمكن بقوته، متقدس بعلوّه متكبر بسموّه ليس يدركه بصر، ولم يحط به نظر، قوي منيع، بصير سميع، رؤوف رحيم، عجز عن وصفه من يصفه، وضل عن نعته من يعرفه، قرب فبعد وبَعُد فقرب، يجيب دعوة من يدعوه، ويرزقه ويحبوه، ذو لطف خفي، وبطش قوي، ورحمة موسعة، وعقوبة موجعة، رحمته جنة عريضة مونقة، وعقوبته جحيم ممدودة موبقة، وشهدت ببعث محمد رسوله وعبده وصفيه ونبيه ونجيه وحبيبه وخليله)).
خطبه بدون نقط:
((الحمد لله الملك المحمود ، المالك الودود مصور كل مولود ، مآل كل مطرود ساطع المهاد وموطد الأوطاد ومرسل الأمطار، ومسهل الأوطار وعالم الأسرار ومدركها ومدمر الأملاك ومهلكها ومكور الدهور ومكررها ومورد الأمور ومصدرها عم سماحه وكمل ركامه وهمل وطاوع السؤال والأمل أوسع الرمل وأرمل أحمده حمدا ممدودا وأوحده كما وحد الأواه وهو الله لا إله للأمم سواه ولا صادع لما عدله وسواه، أرسل محمدا علما للإسلام ، وإماما للحكام ، ومسددا)).
وسلامي الى الاستاذ الفاضل محمود ابراهيم
سلمك الله يا إسلام دمت مخلصا.
|