منذ القدم عرف التواصل على أنه اندماج مجموعة من البشر مع مجموعة أخرى وذلك من خلال الزيارات أو التقرب أو عن طريق نقل الثقافات أو عن طريق التحاور في موضوع ما .. أو عن طريق نقل الأخبار والأفكار من مجموعة إلى أخرى .
2- متى بدأ هذا التواصل؟
إن التواصل بين بني البشر والمجموعات البشرية انطلق منذ أن تكونت الخليقة ، فالإنسان كائن اجتماعي بطبعه منذ إن دبت قدميه على هذا الكوكب وقد تواصلت المجموعات البشرية والثقافات عبر حقب الزمن بالكثير من الطرق وذلك لاكتساب الكثير من المعارف والمهارات من بعضها البعض .. وخلق جو من الألفة والمحبة والود في كثير من الأحيان .. إن نتاج هذا التواصل الأولى كانت نتيجته هو تناقل الأجيال لهذا التواصل … وتفاعله حتى وصل بنا إلى قمة المجد العلمي والتقني اللامحدود.
3- كيف نتواصل؟
سؤال: هل يا ترى في الوقت الحالي وفي زمن كل التقنيات العلمية والاتصال يصعب على الإنسان أن يتواصل مع الآخر . . هل يا ترى هذا صعب … إذا كان غير صعب فلماذا هذا الشح إذا في كثير من العلاقات التواصلية .. بين الكثير من المجموعات البشرية وخير مثال علاقة التواصل بين البيت والمدرسة … هل أنتم معي .. أن هناك فجوة في مدى تواصل البيت مع المدرسة .. ربما يعارض بعض أولياء الأمور هذا الموضوع ويقولون ( لا نحن متواصلون وبصفة مستمرة ) وارد عليهم وأقول نعم هناك بعض الأسر والبيوت .. جزاهم الله ألف خير … هي نعم متواصلة .. ولكن وللأسف الشديد هناك الكثير من الأسر لا تفعل ذلك والغرابة وياللغرابة هذا الانفصال تم في زمن التواصل حيث انه يمكن بسماعة هاتف.. أو رسالة ورقية أو إليكترونية أو عن طريق كثير من وسائل الاتصال … أن أتعرف على مستوى ابني أو ابنتي … ولكن ؟؟؟؟
3- ما معنى التواصل بين المدرسة والبيت؟
هل هناك تعريف لهذه العلاقة .. وهل هناك تعريف أدبي .. أيضاً لهذه العلاقة .. غير أن يقال هو قيام أولياء الأمور بزيارة المدارس للاطلاع على أحوال أبنائهم وبناتهم أو من لهم صلة به لمعرفة كل ما يتعلق بشخصيته أو علمه أو سلوكه وما هو الحجم الذي يشغله من الحيز المكاني في المدرسة وهل هو منتج أو لا .. هل هو شخصية إيجابية أم سلبية .. ما هو موقع إعرابه من العملية التعليمية .. ما هي نظرة الآخرين له .. ما هو حاضره وكيف سيكون مستقبله .. من خلال استقراء آراء كثير من معلميه .. او من لهم صلة به في هذا الكيان التربوي العظيم الذي ما شيد إلا ليعد أجيالاً قادرة على العطاء والإبداع ، وهذا لن يكون إلا إذا تم التواصل بين المدرسة والبيت .. فلماذا هذا العزوف والابتعاد عند كثير من الآباء والأمهات عن زيارة المدارس والتعرف على أحوال أبنائهم .. ألم يسمعوا عن المثل القائل ( يد واحدة لا تصفق ) .. ماذا ينتظرون من المدارس أن تعلم .. هل عليها أن تقوم بدور مزدوج (تعليمي ورقابي ) هل على وزارة التربية والتعليم أن تؤهل بعض المعلمين أو من لهم علاقة بميدان التربية ليكونوا ( أولياء أمور بدلاء ) أو ( مندوب عن ولي أمر ) ألا يعلم أولياء الأمور إن هذا الطالب الذي أودع هذا المكان العلمي .. هو إنسان وهذا الإنسان معرض للكثير من الأمور والمتغيرات .. في حياته هل يتصور أن طالب الصف الأول الابتدائي هو نفسه طالب الصف الأول الثانوي .. هل يعتقدون أن هذا الإنسان لا ينمو مستواه الثقافي والاجتماعي .. وربما أنهم لم يدققوا جيداً في التغيرات الخارجية التي طرأت على هذا الكيان البشري .. فلماذا كل هذه الغفلة .. إذا كنتم تريدون خلق رجال قادرين على بناء الوطن . وأمهات ينشئن خير الأجيال .
4- هل يخدم هذا التواصل العملية التعليمية:
نعم هذه العلاقة تخدم العلمية التعليمية بشكل واسع جداً كيف؟
إن الطالب عندما يدخل المدرسة .. يبدأ في تكوين شخصية جديدة لديه وتبدأ الكثير من أفكاره بالإضافة إلى تكوين الكثير من العلاقات والصداقات وتغيير نظرته للعالم الذي حوله وتواجد ولي الأمر كمتابع لهذا الطالب يشعره بمدى أهميته وبأنه شخص ذو قيمة بالإضافة إلى أن هذه الرقابة تجعله يمشي بخطوات واثقة في مشوار العلم والعمل وتجعله قادراً على تحديد ما يريد وما هو الهدف الذي يريده وفي جانب اختيار القرناء وهذه من النقاط الهامة والحساسة فالطالب المتابع من قبل والديه سيفكر ألف مرة في اختيار من يصادق ومن يعامل لعلمه بوجود رقيب ومنتقد لاختياراته .. كذلك وجود الرقيب .. يدفع الطالب إلى احترام معلميه وزملائه وكل من يتواجد في المدرسة .. وهذا كله يكون في داخل الشخص المراد تكوينه علمياً وثقافياً واجتماعياً .
6-كيف نخلق جيلاً متواصلاً؟
أبناؤنا هم آباء وأمهات الغد . فليقل أحدكم كيف يمكن أن يتواصل ابنك وابنتك في المستقبل مع المدرسة التي يوجد فيها ابنه أو ابنته .. كيف وهو لم يتعلم هذا .. لم يرى هذا التطبيق في حياته وهذا السلوك في حياة والديه وهما له قدوة وتعلم وتعليم .. إذا لنغرس في نفوس أبنائنا هذا السلوك من خلال قيامنا نحن الآن بهذا الدور العظيم .. ونحن نتحمل أمانة تربية أولادنا أمام الله العظيم .
7-ماذا يحدث إذا لم نتواصل ( البيت والمدرسة )؟
هذا هو السؤال ( العظيم ) يا ترى ماذا سيحدث إذا لم نتواصل؟
هل لدى أحدكم أي تصور حول هذا السؤال .. هل لديكم أية رؤية حول عدم التواصل بين المدرسة والبيت .. من هو الخاسر في هذا كله .. ما هو كم الخسائر التي يتعرض لها نتيجة لهذا من الذي سيتحمل نتائج عدم التواصل .. البيت أم المدرسة.. الآباء أم المعلمين .. التربية أم التعليم .. أنا لن أكتب بإيضاح ماذا سيحدث بل أفتح الباب لخيالكم الواسع لكي يتصور ويخلق صورة عن حجم الخسارة التي يمكن أن، تحدث ؟؟؟
8-نظرة إلى الغد؟
كل منا يملك نظرة غير محددة الأطر إلى الغد والمستقبل .. كان هذا المستقبل القريب أم البعيد .. لأن المستقبل في حقيقته شيء غير واضح المعالم .. وإن كان هناك تخطيط مسبق .. ولكن ما أملكه ويملكه كلنا نحو هذا المستقبل هو النوايا .. النوايا الحسنة أن ننوي من الآن أن يكون مستقبلنا ومستقبل أبنائنا محفوفاً بالتواصل بكل أنواعه ( الأسري – الاجتماعي – التربوي – العام ) ..
لماذا لا نزرع بذور الغد اليوم ونحفها بالرعاية مع قليل من الجهد والتعب وسنرى كلنا ماذا يحدث.. بعد هذا كله قال تعالى : ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ): كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته .
وحقيقة عملية التواصل بين الأسرة والمدرسة ضعيفة وتحتاج إلى
اهتمام زائد من قبل الأسرة للاطمئنان على مستوى
أولادهم العلمي والسلوكي .