تخطى إلى المحتوى

التوازن في تربية الطفل 2024.

<div tag="2|80|” >التوازن في معاملة الطفل

السلوك الذي نريد إطفاءه أو تعديله ينبغي أولا : تحديده ودراسته ، ومن ثم ينبغي لنا أن نعزز السلوك المضاد وهو السلوك المطلوب أو المرغوب ونتغاضى عن السلوك غير المرغوب فيه ، ومثال ذلك إذا أردنا إطفاء سلوك الكذب عند الطفل ينبغي أن نعزز سلوك الصدق فنمنحه هديه أو نشجعه في المواقف التي يقول فيها الصدق، ونتغافل عن المواقف التي يكذب فيها حتى تقوى لديه صفة الصدق وإذا أردنا أن نعالج موضوع السرقة عند الأطفال فلا ينبغي التركيز على العقاب بشتى أنواعه بل يجب أن نركز على ما يضاد السرقة وهي الأمانة فنغرس في نفس الطفل هذه الصفة حتى تكون سمة ثابتة في شخصيته طول حياته ، عموما ينبغي أيضا عدم التركيز على الصفات السلبية عند الطفل بكثرة العقاب والتوبيخ لأن ما نفعله يرسخ هذه الصفات في نفسه فتصبح جزءا من شخصيته يصعب تغييرها في الكبر والمثال العامي يقول ( القط الكبير لايتعلم ) و( من شب على شيء شاب عليه) بمعنى أن الكبير يصعب تعليمه لأنه يشعر أنه كبير فلا يتقبل التوجيه ، بعكس الصغير الذي هو بمثابة العجينة في اليد كما يقول بعض علماء التربية :
الطفل الذي يدلل ، وتلبى جميع رغباته ، عندما يكبر سيتمرد على والديه عندما تختلف معاملتهما له بل سيكرههما لأنه شعر بالظلم وأن حقا من حقوقه قد أنتزع ، لأنه تعود على أن يحصل على كل ما يريد فإذا حاول الوالدان تغيير أسلوبهما في معاملته أحس الطفل أن شيئا ما قد فقد منه فيغضب لاسترجاعه ، لذا فإن التوازن في معاملة الطفل أمر مطلوب لا إفراط ولا تفريط 0، لكن محبتنا لأطفالنا أحيانا تدفعنا إلى تدليلهم لاعتقاد البعض أن التدليل لايضر بالطفل مع أن التدليل الزائد ضرره مساو للحرمان والقسوة ، أو الإهمال تماما0
كثير من الأمهات تهرع للطبيب النفسي تشكو إليه تمرد طفلها وعناده، وفي الأخير يكتشف الطبيب أن الأم هي التي بحاجة للعلاج لأنها نقلت العناد إلى طفلها لأنها هي أيضا عنيدة 0
لذا فإننا إذا أردنا النظر في مشكلات الأطفال النفسية ، لاننظر إلى مشكلة طفل بريء حكم عليه القدر أن يكون في أسرة مضطربة بل ننظر إلى مشكلة الطفل من زوايا مختلفة ( طفل مضطرب سلوكيا – أسرة مضطربة – مجتمع مضطرب ) وعلاج الطفل منفرد بمعزل عن البيئة التي يعيش فيها لايحقق الفائدة المرجوة ، كما أن الوالدين عادة لايفصحان عن سلوكهما ومعاملتهما للطفل، فعندما تسأ ل أحد الوالدين عن علاقته بطفله يبدأ بذكر عيوبه بأنه معاند ولا يطيع الأوامر ، إنه فوضوي يرمي كل شيء على الأرض ويضرب إخوته 000الخ ، ومن كلام بعض الآباء أنا وفرت لابني كل شيء في البيت ( طبعا وفر له الأمور المادية فقط) أما الحاجات المعنوية كالحب والعطف والحنان والاهتمام فقد شح بها عليه ،سألت أحد الأطفال وعمره 10 سنوات قلت له هل يقول لك والدك أحبك ، قال: لم أسمع منه هذه الكلمة من قبل وهذه الأمور المعنويةلاتقل أهمية عن الأكل والشرب والملبس والمسكن ، وفقدان الحب والعطف والحنان والمعاملة الحسنة هي التي سببت اضطراب سلوك الطفل ، لكن بعض الآباء والأمهات –هداهم الله- لايدركون أهميتها في تربية الأبناء والبنات وسعادتهم النفسية0
يجب أن نعرف أن التدليل الزائد مثل القسوة الزائدة نتيجتهما واحدة ، ولكن لاهذا ولاذاك فخير الأمور الوسط ، إذا أردت أخي الأب أختي الأم أن ينشأ طفلك نشأة سليمة خالية من العقد النفسية فتتمتعان بالعيش مع أطفالكما في جو تسوده المحبة والألفة ولا تعكر صفوه الخلافات و المشاحنات والمنازعات ، والقلق والتوتر 0فعليكما أن تتجنبا الأساليب الخاطئة في التنشئة الاجتماعية وهي باختصار ( التدليل الزائد – القسوة الزائدة –النبذ والإهمال – المقارنة – التذبذب في المعاملة – الحماية الزائدة –الازدواجية في التربية – التدخل في شؤون الابن أو البنت-المبالغة في المديح للابن أو البنت- التفريق في المعاملة بين البنت والولد أوبين الأبناء-0عدم احترام مشاعر الطفل ، وعدم إتاحة الفرصة له للتعبير عن هذه المشاعر بالإنصات له والاستماع إليه،كما أن هناك ناحية خطيرة يتعرض لها المراهقون والمراهقات وهي بعد الوالدين عنهم وعدم معاملتهم لهم معاملة تنم عن المحبة الأبوية الصادقة لاسيما موقف بعض الأمهات من بناتها الصغيرات إذا كانت علاقة الأم سيئة بوالدها فتحاول الأم أن تجعل ابنتها في صفها ضد أبيها أو تجعلها حكما بينها وبين والدها فيما يعترض مابين الأم والأب من خلافات مما يجعل البنت تعيش في توتر دائم وقلق نفسي يفقدها لذة العيش وصفاء النفس وربما يتسبب ذلك في اضطراب شخصيتها ومرضها نفسيا والأب غائب تماما عنها ،ولا يحاول أن يتقرب إلى ابنته ويتعايش معها كأب تشعر معه البنت بالحب والحنان والاحترام ، فعندما تحس البنت أنها وحيدة لاتجد من تلجأ إليه لتبثه أحزانها ، وتخبره عن مشاعرها تجد نفسها مضطرة إلى أن ترمي بنفسها في حضن أحد الشباب الذي يتلقفها بلهفة ويعطيها شيئا مما افتقدته من أبيها وأمها اللذان طوال الوقت يعيشان في نزاع وصراخ وصراع ، لو قيل لهذا الأب هل ترضى أن ترى ابنتك في خضن احد الشباب لثارت ثائرته وقال) لا) إذا فعلت ذلك أقتلها مع أنه هو السبب الذي أوصلها إلى هذا الموقف ،الذي لاتحسد عليه، فما ذنب طفلة في الثالثة عشرة من العمر يلعب بها الشباب كيفما شاءوا ووالدها غافل عنها بكثرة مشاغله أو زواجاته المتعددة مما يعجزه عن القيام بمهامه التربوية ولم شمل أسرته الذي أضناها التعب والضياع ووالدتها تهزئها وتحتقرها ولا تعلم شيئا عن حياتها الخاصة داخل غرفتها بل إن بعض الأمهات تجعل ابنتها جاسوسا على زوجة أبيها وأخواتها غير الشقيقات لتنقل لها أخبارهن ، هذه قضية تحدث في مجتمعنا الآن ، وساعد عليها ظهور هذه التقنيات الحديثة كالجوال والانترنت والقنوات الفضائية التي تحسن وتسهل على الشباب والشابات اقتراف المعاصي والآثام ،أختم حديثي لهذا المقال بما نشرته جريدة الوطن في عددها 2024 وتاريخ 2 ذو القعدة1428( أظهرت دراسة ألمانية حديثة أن نشأة الأطفال بين والديهم في جو أسري مفعم بالحب والرعاية تعد من العوامل الرئيسية لطفولة سعيدة 0
وذكرت الدراسة التي نشرت صحيفة بيلد أم زونتاج "الألمانية الصادرة أمس نتائجها أن 40%من الأطفال الذين شملهم السؤال أجابوا بأنهم يعيشون طفولة سعيدة للغاية في حين قال 44%إنهم سعداء 0
وفي المقابل أبدى14%من الأطفال حيرتهم فيما إذا كانوا يعيشون طفولة سعيدة أم لاوفسر الخبراء تلك الإجابة بأن أولئك الأطفال يعيشون طفولة بائسة 0
ومن ناحية أخرى أظهرت الدراسة أنه كلما كانت الواجبات المدرسية التي يكلف بها الطفل أقل عاش الطفل حياة سعيدة حيث ذكر 66%من الأطفال الذين لم يكلفوا بواجبات مدرسية كثيرة أنهم سعداء للغاية " أما نسبة الأطفال الذين يقضون وقتا طويلا في أداء الواجبات المدرسية فبلغت 38%)لذا فم يعيشون سعادة أقل بسبب ضغط المدرسين أو المدرسات عليهم وبالتالي إلزام والديهم لهم بأداء هذه الواجبات خوفا عليهم من الرسوب وحرصا على مستقبلهم ،وقد يسأل سائل فيقول: ما دخل التوازن في تربية الأطفال بزيادة الأعباء والواجبات المدرسية على على الطفل فأقول : طبعا يوجد علاقة وهي أن زيادة الواجبات المدرسية أو المنزلية يجعل الأباء يضغطون على أطفالهم بوجوب أدائها ، مما يسبب لهما اضطرابا نفسيا ، فكل خطأ في التعامل يترتب عليه خطأ آخر فالتوازن مطلوب في كل شيء ، والله ولي التوفيق 00

جزيتم خيرا على طرحمثل هذه الموضوعات العلمية الهادفة .. في تعديل سلوك الطفل… فلذة الكبد .. وزخر الحياة والممات… نسأل الله الهداية لأولادنا وأن يجعلهم العمل الصالح
جزااك الله خير الجزاء ياارب..
السلام عليكم والرحمه
جزاك الله خيرا أخي الفاضل على ماسطرت أناملكم من سطور مفيدة
تعجز العبارات في جعبتي ان توفيك حقك …
تقبلي مروري اخي في الله
أختك … همسات محبة
الأخصائي صلاح———– همسة ———–همسات محبة ——– سلمهم الله
لكم شكري وتقديري على ردودكم الجميلة ، الله يعطيكم ألف عافية ، ودمتم في حفظ الله0

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.