وجاء قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإعلان عن اليوم العالمي للمعاق، وذلك بموجب القرار (47/3) في العام 1992، بعد اختتام عقد الأمم المتحدة للمعاقين (1983-1992) من أجل أن يعمل المجتمع الدولي على اعتماد هذا اليوم لتأكيد ضرورة احترام وتعزيز وحماية حقوق المعوقين في كافة أنحاء العالم. وهي الحقوق المستندة على المبادئ العامة لحقوق الإنسان، بما فيها الشرعية الدولية لحقوق الإنسان، والتي تكرس تحقيق المساواة التامة بين جميع أفراد البشر، دونما أي نوع من التمييز القائم على أساس الجنس أو العرق أو اللون أو الأصل الاجتماعي أو أي شكل آخر من أشكال التمييز.
ويأتي اليوم العالمي للمعاق لهذا العام تحت شعار «العمل اللائق للأشخاص ذوي الإعاقات»، للتأكيد على أهمية مشاركة المعاقين في عملية التنمية الاجتماعية والاقتصادية لبلدانهم، لما يملكوه من مهارات عملية تساعدهم في الحصول على فرص عمل بين أقرانهم، وتجلب لهم دخلاً اقتصادياً يمكنهم من الاستقلال الاقتصادي وعدم الاعتماد على الغير، وتوفير بعض الأجهزة والخدمات المرتبطة بمتطلبات إعاقاتهم.
ويعكس مضمون هذا الشعار أهمية مشاركة فئة كبيرة في المجتمع في عملية التنمية، بعد أن كانت مهمشة، ويقتصر دورها على انتظار مخصصات الضمان الاجتماعي، وتلقي المساعدات المادية من الغير، وللمساهمة في تحويل النظرة للشخص المعاق من العاجز وعديم القدرة، إلى الإنسان المشارك والقادر على دفع عجلة الحياة الاقتصادية، وعنصر بشري فعال في المجتمع.
ويستند حق الشخص المعاق في التشغيل إلى الكثير من المواثيق والأعراف والتشريعات الدولية، ونادى به القانون الاتحادي رقم (29) لسنة 2024 في شأن حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة بدولة الإمارات.
وذلك من خلال مواده (16، 17، 18، 19)، ليؤكد حق المعاق ليس فقط في التشغيل وإنما في التدريب والتأهيل المهني الذي يمكنه من المنافسة في سوق العمل والتطور والارتقاء فيه، ومساواته في ساعات العمل وأنظمة الأجور والإجازات والترقيات مع زملائه وعدم استغلاله، وتوفير الظروف المناسبة له من حيث وصوله إلى مكان العمل وتنقله فيه دون عوائق، وتهيئة الأجواء النفسية والاجتماعية التي تمكنه من أداء عمله بكرامة.
وتقول وفاء بن سليمان مديرة إدارة الفئات الخاصة بوزارة الشؤون الاجتماعية إن الإدارة دأبت على توفير فرص العمل للأشخاص المعاقين الخريجين من المراكز التأهيلية والمتقدمين بطلبات توظيف عامة، عبر سلسلة من الإجراءات وآلية عمل تتبعها إدارة رعاية الفئات الخاصة في الوزارة تبدأ بالتواصل مع المؤسسات الحكومية والخاصة التي تتوفر فيها فرص عمل، بحيث يتم الاطلاع عن كثب على طبيعة المهام التي يتطلبها القيام بالمهنة.
ومن ثم يتم تحديد المهارات الواجب توفرها في الشخص الذي يجب أن يشغل هذه المهنة، يتم تحديد قدرات ومهارات الأشخاص المعاقين المتقدمين بطلبات توظيف، بحيث يوضع الشخص المناسب في المهنة أو بيئة العمل المناسبة. وأوضحت بن سليمان أن عدد الأشخاص المعاقين الذين توظفوا عن طريق إدارة رعاية الفئات الخاصة تخطى الـ 160 شخصا موزعين على مختلف الإعاقات.
حيث أن (40%) منهم من ذوي الإعاقة الذهنية وذلك على الرغم من الصعوبات التي يواجهها أصحاب هذه الإعاقة في الحصول على فرص عمل، و(36%) إعاقة سمعية، و(15%) إعاقة بصرية، و(9%) من ذوي الإعاقة الجسدية، يمارسون عددا كبيراً من المهن كالأعمال المهنية المساعدة والمراسلات والطباعة وإدخال البيانات والتدريس والزراعة وغيرها من المهن والأعمال.
في الوقت الذي يعتقد البعض أن الشخص المعاق لا يستطيع أن يعمل أو أنه لا يريد أن يعمل، وهذا الافتراض غير صحيح، فالمعاق كغيره من الناس، يريد أن يعمل ويريد أن تعطى له الفرصة للعمل، ويستطيع أن يحقق الانجاز في العمل.
وتؤكد مديرة إدارة الفئات الخاصة أن اختيار شعار هذا العام يلفت إلى قضية مهمة وهي كرامة المعاق أثناء عمله، وحصوله على العمل اللائق به، والذي يحترم قدراته ويتقبله كما هو، والعمل الذي يتناسب مع ما لديه من قدرات وإمكانات، والذي يحظى فيه المعاق باحترام رؤسائه والتقبل والتعامل الحسن من قبل زملائه، فليس المردود المادي هو الهدف الوحيد من وراء تشغيل المعاق.
وإنما هناك آثار اجتماعية وسلوكية ونفسية يتركها العمل في حياة الشخص المعاق، حيث يؤكد الأشخاص المعاقون العاملون أن العمل قد ساهم في تغيير مجرى حياتهم، بينما يعبر غير العاملين عن الحسرة واليأس في مواجهة الحياة. وأضافت أن جود الأشخاص المعاقين في العمل يخفف الإحباط والوحدة، وعدمه يعزز التباعد والعزل الاجتماعي.
الفعاليات والأنشطة
تبدأ الفعاليات في مركز رأس الخيمة لتأهيل المعاقين الذي ينظم صباح الأربعاء ولمدة يومين بفندق رأس الخيمة محاضرة للدكتور محمد المناعي حول توعية وارشاد أولياء المعاقين، اضافة الى عرض تجارب بعض المعاقين وعرض رياضي ورقصات شعبية يوم الخميس بمركز المنار. وينظم مركز دبي لتأهيل المعاقين صباح الثلاثاء بمستشفى الوصل يوماً تعريفياً بالتعاون مع إدارة العلاقات العامة بالمستشفى.
وفي مركز عجمان يُلقي الدكتور حسن الإمام المدير العام للبيت العربي والدكتور جوهاش أخصائي العلاج الطبيعي محاضرة عن الصعوبات اللغوية للمعاقين ذهنياً والعناية بالطفل المعاق صباح يوم الخميس.وينظم مركز الفجيرة لتأهيل المعاقين مسيرة دعم تشغيل الطلاب المعاقين في المؤسسات والدوائر المحلية بالفجيرة. كما يقيم مركز دبا الفجيرة صباح الاثنين المقبل ورشة عمل عن كيفية التعامل مع الابن المعاق ويحاضر فيها فايز جابر مدير مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية فرع خورفكان.
دبي ـ عادل السنهوري